المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

نخبة من خبراء المنطقة يناقشون أحدث المستجدات العلمية والممارسات الطبية حول إدارة مرض السكري من النوع الثاني

 

نظمّت “بوهرنجر إنجلهايم”، إحدى شركات صناعة الأدوية الرائدة على مستوى العالم، ندوة إلكترونية بعنوان “إدارة مرض السكري من النوع الثاني خلال وباء كوفيد-19″، وذلك في إطار برنامجها التعليمي المعتمد دولياً “تبادل المعارف الإقليمية حول مرض السكري”. واستهدفت الندوة العلمية التي انعقدت بمشاركة نخبة من خبراء الرعاية الصحية، التعريف بأحدث المستجدات المتعلقة بإدارة مرض السكري خلال الوباء.

وجاءت الندوة الإعلامية الإقليمية في إطار برنامج “”تبادل المعارف الإقليمية حول مرض السكري” المعتمد دولياّ الذي تقدمه “بوهرنجر إنجلهايم” ويستهدف أكثر من 5000 أخصائي إقليمي وعالمي في الرعاية الصحية بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. ومن خلال استعانته بخبرات أخصائيين عالميين من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا والمملكة المتحدة، يهدف البرنامج العلمي إلى تبادل الخبرات والتجارب في إدارة مرض السكري من النوع الثاني ومضاعفاته خلال وباء كوفيد-19.

تشير إحصائيات “الاتحاد الدولي للسكري” إلى أن عدد مرضى السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبلغ اليوم 39 مليون نسمة، في ظل توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 82 مليون نسمة بحلول العام 2045 . ونظراً لأن مرض السكري من النوع الثاني يعد من عوامل الخطورة المسببة لحالات شديدة من وباء كوفيد-19 ، يحثّ المتخصصون المرضى على اتخاذ خطوات احترازية إضافية لحماية أنفسهم من الوباء مثل غسل اليدين جيداً وبانتظام؛ وتنظيف وتعقيم الأسطح التي تتعرض للمس المتكرر؛ وتجنب الاتصال مع من تظهر عليهم أعراض الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل السعال . ويتعين على مرضى السكري من النوع 2 أيضاً الانتباه جيداً لمستويات الجلوكوز في الدم ومراقبتها بانتظام لتجنب المضاعفات الناجمة عن ارتفاعها أو انخفاضها، والمسارعة إلى استشارة الطبيب في حال ظهرت عليهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا .

وفي هذا السياق، قال محمد الطويل، الرئيس الإقليمي ورئيس مجموعة الأدوية البشرية في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في شركة “بوهرنجر إنجلهايم”: “في الوقت الذي يركز فيه العالم على التصدي لوباء كوفيد-19، من الأهمية أن نسلط الضوء على الأمراض غير المعدية التي تؤثر على حياة الكثيرين في المنطقة مثل مرض السكري من النوع الثاني. ومن هذا المنطلق، لمسنا ضرورة توفير مصادر موثوقة للمعلومات المتعلقة بإدارة مرض السكري وبالاحتياطات اللازمة خلال هذا الوباء للمرضى والقائمين على رعايتهم ومجتمع الرعاية الصحية ككل”.

وبدورها، استعرضت الدكتورة إيمان عبدالرحمن ششه، مدير مركز الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك سلمان بالرياض، الأعباء المترتبة على مضاعفات مرض السكري من النوع الثاني على الحكومات والأسر والمرضى قائلة: “سجلت معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني ارتفاعاً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين، نتيجة لعدة عوامل أبرزها السمنة كعامل خطورة أساسي. وعلاوة على العبء الذي يفرضه على المرضى والقائمين على رعايتهم، يلقي هذا المرض بأعباء كبيرة على الحكومات التي يتعين عليها تحمل تكاليف العلاج والاستشفاء وإدارة المضاعفات والعجز وفقدان الإنتاجية المتعلقة بمرض السكري غير الخاضع للتحكم. ويتعين علينا في المنطقة أن نعمل سوياً لتعزيز الاستثمار في البحوث لتوفير بيانات أوسع حول مرضى السكري من النوع الثاني الغير منضبط، وبالتالي المساهمة في تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق الحكومات وتقليص عدد المرضى على المدى الطويل”.

وتطرقت الدكتورة باولا عطاالله، أخصائية الغدد الصماء في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في لبنان إلى النصائح والإرشادات الطبية لمرضى السكري الذين يخططون للعودة إلى العمل خلال جائحة كوفيد-19. وقالت: “يمكن لمستويات التوتر المرتفعة واضطرابات النظام الغذائي والنشاط البدني خلال وباء كوفيد-19 أن تؤدي لتفاقم حالة مرضى السكري من النوع الثاني ولذلك، ينبغي على المرضى متابعة حالتهم الصحية بشكل منتظم عبر مراجعة أطبائهم افتراضياً؛ والالتزام بنظام غذائي صحي والتمارين الرياضية؛ وتخزين الإمدادات الطبية؛ إضافة إلى تخصيص رمز اتصال سريع للطوارئ عند الضرورة القصوى”.

ونصحت الدكتورة باولا مرضى السكري في أنحاء المنطقة بمواصلة العمل عن بعد ومحاولة تقليل الاتصال بالأشخاص من خارج محيطهم الأسري، وأضافت: “إذا اضطر المرضى للعودة إلى العمل، عليهم اتباع إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة وغسل أيديهم بانتظام وتجنب لمس وجوههم”.

تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية مسبباً أول للوفيات بين مرضى السكري من النوع الثاني، إذ تقف وراء 52٪ من حالات الوفاة بين مرضى السكري من النوع الثاني على مستوى العالم . فمرض السكري يشكل عاملاً معروفاً لمخاطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية، إضافة إلى حالات مرضية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة، وجميعها مشاكل شائعة بين مرضى السكري. وبصورة إجمالية، يعني هذا أن خطر الوفاة بسبب أمراض القلب الوعائية أعلى بمعدل يصل إلى أربعة أضعاف لدى مرضى السكري من النوع الثاني .

ونظراً لأن تقليص مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية يمثل عاملاً رئيسياً في إدارة مرض السكري، يتعين على المرضى اكتساب المعارف حول كيفية الحد من مخاطر أمراض القلب الوعائية لتحسين المخرجات الطبية المتعلقة بأمراض القلب الوعائية التي يعانون منها . ونتيجة لطبيعة المرض المزمنة، هناك حاجة إلى تبني منهجية شاملة تركز على حالات المرضى لاختيار الأدوية المستخدمة في علاج مرضى السكري من النوع 2. وتشمل هذه الاعتبارات الفعالية الدوائية ومخاطر نقص السكر في الدم وتاريخ أمراض القلب الوعائية والتأثير على الوزن والآثار الجانبية المحتملة والآثار على الكلى وطرق تقديم العلاج والتكلفة وتفضيلات المرضى .

وشهدت ندوة “إدارة مرض السكري من النوع الثاني خلال وباء كوفيد-19” مشاركة عدد من أبرز الاستشاريين في الغدد الصماء بمنطقة الشرق الأوسط، ومنهم الأستاذ الدكتور يحيى غانم، أستاذ الأمراض الباطنة والسكر في جامعة الإسكندرية وعضو اللجنة القومية للسكر بوزارة الصحة في مصر، الدكتور محمد حسنين، استشاري أول في الغدد الصماء والسكري في مستشفى دبي، والدكتور ثامر العيسى، الاستشاري ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري والأيض في مستشفى جابر الأحمد، واستشاري السكري في معهد دسمان للسكري في الكويت.

وكانت “بوهرنجر إنجلهايم” قد أطلقت برنامجها العالمي للدعم في شهر أبريل 2020، وذلك بهدف الارتقاء بجهودها لمكافحة كوفيد-19 في المنطقة. ويركز البرنامج على أربعة مجالات رئيسية هي: التبرعات المالية والعينية للإغاثة المحلية الطارئة بقيمة 7 مليون يورو؛ والبحوث حول علاجات لفيروس كوفيد-19 عبر فريق متفرغ يضم حالياً أكثر من 100 عالم من مختلف مجالات البحوث والتطوير؛ والتطوع لتقديم الإغاثة للمتضررين من تداعيات الوباء، ودعم رواد الأعمال الاجتماعية عبر صندوق مساعدات “لحياة أكثر صحة”.

وأضاف الطويل: “سارعت مكاتبنا في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا إلى تقديم المساعدات المالية ومواد الوقاية والتبرعات الطبية لمؤسسات الرعاية الصحية والمجتمعات المحتاجة. فحتى تاريخه، قمنا بتخصيص تبرعات المالية وقدمنا المساعدات العينية لفرق الطوارئ المحلية في الأردن وتركيا والمغرب وتونس ولبنان ومصر والجزائر ونتهيأ حالياً لتقديم دعم مماثل في دول أخرى تحتاج لهذه المساعدات أيضاً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى