المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

هل سيرفع الفساد راياته البيضاء في حضور «كورونا»؟.. بقلم:شريدة مبارك الشريدة

بقلم: شريدة مبارك الشريدة

خلال السنوات العشر الأخيرة الــتي مـــرت علينا أصبحنا نسمع عن الاختلاسات والترقيات والترضـيات الشخصية سواء كانت ذات طابع تجاري أو مقابل خدمة دون مراعاة لصالح المواطن الكادح الطبيعي الذي يذهب إلى العمل من الساعة الثامنة إلى الساعة الثانية بحثا عن اللــقمة التي تطعمه وأولاده أو تيسير عمل والديه في أمور البــيت، أصبح كالثقل عليهم مما يرونه في الرفاهية المطلقة لعــدة أشخاص لديهم نفوذ تجاري أو أصحاب رأي عام ذي مــنصة جماهيرية مهولة، وكل ذلك يصب ضد مصلحة المواطن الشريف الذي يذهب الى العمل مقابل الراتب الحكومي فقط لا غير..!

الأمل الإصلاحي في نفس المواطن كان شبه معدوم لما يراه من ظلم وفساد أمام عينيه وسمعه، مع أدلة ومن دونها فأصبحت شمعة الأمل تنطفئ أكثر وأكثر، كأنما تفاقمت الأمور إلى درجة التواصل مع الفساد في كيفية وطبيعة العيش بحضور معاليه، لأنه لا يوجد أحد يسير عكس التيار خوفا من أن يجرفه إلى أن يغرق أو إلى مكان لا يعلم به، ثم بنظرهم قارب الأمل ما هو إلا أسطورة والأفضل التعايش مع معاليه.. ذلك الفساد المنتشر.. حتى ولو مسهم لأن هذه هي الحياة بنظرهم، ولو كان نصيبهم من حقهم هو فتات الخبز المتبقي أو قطرات المياه في آخر الكأس فقط للبقاء على قيد الحياة.

أيضا لا نلقي باللوم على الأشخاص ذوي النفوذ المالي أو أصحاب الرأي العام، وجميع أنواع الفساد لا تأتي إلا من هؤلاء الأشخاص، إنما المواطن مشارك بشكل كبير وخطير في هذه الجريمة التي أصبحت تنخر في جميع مؤسسات البلاد، المواطن يذهب لأداء معاملة، بسيطة كانت أو ثقيلة، ولو كانت مستحقة أو غير مستحقة إلى هؤلاء الأشخاص فيمرر له ما يريد، ثم يصبح ضمير المواطن وقلبه وجميع عائلته وولاؤهم لهذا الشخص قلبا وقالبا، كأنه يريد سداد فاتورة شكره وامتنانه عبر ولائه الأعمى سواء كان هذا الشخص من مرتادي طريق الفساد أو غيره، بصريح العبارة يقول له: اذهب أينما شئت، أنا معك ولو كان هذا يضر العامة ويفيدك، شخص منفرد في المصالح المرادة.

أصبح وباء «كورونا» كمنفضة الغبار للفساد، وإنارة لطريق الإصلاح في ظلمات الفساد، لعلها صحوة ضمير للمواطنين الذين أصبحوا ضحية اكتساح ظلام الفساد، غارقين فيه، لعله القارب أتى لينتشلهم وينقذهم، وهي بادرة خير في هذه الأوقات، خاصة ونحن نحتاجها.

فهل تفرش السجادة الحمراء للإصلاح ويكون المتسيد في حضوره؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى