المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

وثائقيات البداوة الجديدة

بقلم: إياد الإمارة

 

▪️ بعض المقاطع التي تصور لنا مختلف النشاطات الإجتماعية، والثقافية، والسياسية، والدينية “في بعض الأحيان” “مفجعة” للغاية وهي وثائقيات تبين لنا بما لا يقبل الشك مستوى البدائية التي عادت لتستشري من جديد في هذه المفاصل المهمة بعد أن إعتقدنا بأننا قد تعافينا منها نسبياً وقد اختلط ماء وادي أرض “السواد” بشيء من المدنية القادمة من خلف أسوار مدن الحضارات السابقة!
لا أقول إننا استطعنا أن نتربع على مقعد مناسب من مقاعد المدنية من حولنا وذلك لأسباب مختلفة منها:
١. حجم البداوة الكبير جداً..
٢. لم نستطع أن نكون مجتمعاً متماسكاً وبقينا جماعات مختلفة..
٣. ثقافة “سرط” المصطلحات الوافدة من أقصى اليمين وأقصى اليسار..
وأهم هذه الأسباب هو: تسلط حكومة الغجر البدائية القادمة من قرى “عوجة” التي لم تستطع أن تتمدن بكل ما أُتيحت لها من إمكانات هائلة!
لكنا بكل الأحوال لم نكن بهذا الحجم من البداوة القاحلة التي توثقها لنا صور التواصل الإجتماعي في بلد التقاطعات الحادة، ولا يتحجج البعض بأن هذه البدائية كانت موجودة سابقاً إلا انها لم تحظ بالتوثيق لغياب وسائل التوثيق الحديثة، إطلاقاً، النتاجات تقول غير ذلك بعيداً عن التفاصيل والشواهد الكثيرة.

بدأنا بالعودة السريعة إلى البداوة من جديد مع قدوم:
١. الأطباق اللاقطة..
٢. الهاتف النقال..
٣. وسائل التواصل الإجتماعي..
والحديث عن هؤلاء الزوار الجدد يذكرني بحديث مشابه لعالم الإجتماع العراقي الكبير الأُستاذ الدكتور علي الوردي في كتابه القيم “لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث”، الحديث الذي أسميه بحوار “المقروب” وكيف كان إستقبال بعض وسائل المدنية الحديثة في العراق نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين..
المقارنة مهمة بين هذين العهدين، لا سيما والبداوة هي نفسها في العهد الذي تحدث عنه الوردي وهذا العهد الوثائقي الممجوج.

الحديث بصراحة عن البداوة الجديدة -وإن كان ضرورياً جداً- محاط بكثير من المحاذير في بداوة تتسلح بآخر ما توصل اليه العلم من إبتكارات في صناعة أدوات العنف، لذا فأنا أُحجم عن الدخول في تفاصيل هذه البداوة وتقديم الشواهد عليها..
لكني أحيل القارئ الموضوعي لأن يتفحص صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بروية ويقف عند بعض الوثائقيات التي تدون نشاطات إجتماعية وثقافية وسياسية ودينية عراقية جديدة ويقارنها بمثيلاتها لدى دول المدنية والحضارة ليكتشف حجم البداوة الضارية في العراق هذه الأيام.
قلبوا صفحات موقع الفيس بوك، اليوتيوب، وبقية صفحات مواقع التواصل الإجتماعي الأخرى، ماذا تنقل لنا هذه المواقع؟
-الجنائزية القميئة.
-الحماسة والفخر المبتذل.
-الأساليب البوهيمية للعرض “وكأن القوم جايين من بوهيما”.
وبعد فإن مستوى إنتشار كل ذلك يؤشر لحجم الخطر الكامن في هذه البداوة الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى