المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

وصيّـة عبدالعزيز لأبنائه : كونوا على قلب رجل واحد.. قريبين من الشعب

جسدت وصايا الملك عبدالعزيز لأبنائه الملوك في مناسبات عديدة مدى حرصه على شعبه ومصالحهم، وكذلك حرصه -رحمه الله- على أمن واستقرار هذا الوطن، ودوام لحمة أبنائه قيادة وشعباً مع بعضهم لمواجهة أي مهددات.

وتترجم خطابات المؤسس وكلماته وتوجيهاته والقصص العديد التي تتداول عنه -طيب الله ثراه- في فترة حكمه كيف كان يريد لهذا الوطن العز والاستقرار، ونظرته البعيدة لما ستواجهه المنطقة من تحديات وتحولات مما يستوجب معها لحمة أبناء الوطن وقربهم من ولاة أمرهم، ومدى حرصه على رعاية الشعب وتلمس احتياجاتهم كونهم السند والقوة لقادة هذا الوطن في ظل المحبة والتجانس واللحمة التي تربطهم ببعض.

وأولى الباحثون في سيرة المؤسس اهتماماً كبيراً في سرد وعرض وتحليل وصايا الملك -طيب الله ثراه- لأبناء الشعب، والتي تمحورت حول ضرورة العمل بمقتضى الشرع الحكيم، ومراقبة الله في السر والعلن، وإحقاق الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولزوم تحقيق مبادئ العدل والمساواة، وتلمس حاجات الشعب والسهر على راحتهم، وتحقيق مطالبهم المشروعة،

وهو ما أوصى به أبناءه الذين خلفوه في الحكم وحملوا من بعده المسؤولية، وكل ذلك من أجل تحقيق أعلى سبل العيش الرغيد، والحكم الرشيد الراسخ بمبادئ التمسك بمقتضى كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم، اللتين تأمران وتدلان على سبل تحقيق الأمن ومحاربة الفقر والجهل ونبذ صور الفرقة والعنصرية والتحزُب.

وعلى الرغم من محبة المؤسس لأبنائه إلا أن ذلك لم يمنعه من محاسبتهم إن أخطؤوا، ومكافأتهم وتشجيعهم إن أحسنوا واجتهدوا، ويسري هذا النهج المعتدل على الكبير والصغير والقريب والبعيد، حيث كانوا سواء في توجيهاته، وكان المؤسس يراسل أبناءه ويتحدث معهم ويسألهم عن حالهم ويناقشهم حول مسؤولياتهم، ويزورهم في منازلهم، ويلمس المتتبع لنصائحه في تلك الفترة كيف كان حريصاً على العدل بين الناس والتواضع لهم ومعاملتهم وفق ما يرضي الله، وإرشادهم لما فيه صلاح الدين والدنيا انطلاقاً من مبادئ الشريعة الإسلامية وإعلاء كلمة التوحيد، وكانت وصاياه -طيب الله ثراه- واضحة وصريحة يبدؤها بالالتزام بشرع الله ثم العدل بين الناس، كما كانت معظم هذه الوصايا تعليمية تصب في صالح الراعي والرعية، لتدعم سبل التعاون والتكافل والسلم الاجتماعي، وتحقيق أعلى درجات الأمن والرفاهية للوطن والمواطن، وفي إحدى تلك الرسائل التي وجهها لأبنائه سعود وفيصل ومحمد وخالد، حين كانوا في إحدى المهام التي كلفهم بها، والتي حرص فيها على أن تكون كلمتهم واحدة، ويكونون على قلب رجل واحد، وأن يحترم صغيرهم كبيرهم ويعطف كبيرهم على صغيرهم، وأن يتناصحوا ويتعاونوا فيما بينهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى