المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

‏العنصرية

خلال الأسابيع الماضية أثيرت قضية العنصرية بعد تنمر ضابط شرطة على رجل امريكي أسود مما تسبب في مقتله . فثارت الجاليات الأمريكية الملونة ضد هذا التصرف .
‏و أصابت حمى الانتفاضة بسبب هذا الحدث جميع الولايات الأمريكية وتجاوزتها حتى وصلت إلى كثير من دول العالم خاصة اوربا .
‏فقامت المظاهرات في بريطانيا وغيرها من الدول الغربية ..
‏حتى تحولت إلى سلوك مستمر وإزعاج دائم للسلطات ،
‏بتصرفات مختلفة منها بإشعال الألعاب النارية بعد منتصف الليل في دول اعتاد شعبها على النوم الباكر،
‏للاستفزاز واثبات اعتراضهم على ماحصل ..
‏ونحن نتأمل مايحدث ونتابع هذه الأخبار المرعبة خاصة حين وصلت إلى مرحلة العنف و الإعتداءات – والتخريب .

‏ لكن لو تفكرنا قليلاً وطرحنا هذا التساؤل على انفسنا .
‏ هل نحن نعاني في مجتمعنا السعودي من داء العنصرية!؟
‏ونحن المجتمع الذي يجب أن يتحلى أفرادة بالخلق الإسلامي الرفيع البعيد كل البعد عن التفاخر بالأنساب والألوان والأموال . إذ ساوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الغني والفقير ،
‏وبين الجميع في المسجد وفي الجلوس معه ،
‏وكانوا أمامه متكافئين في الدماء والأموال والحقوق .

‏قال تعالى:-
‏ . ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” ( سورة الحجرات 13 )

‏ قد يكون هناك بعض التصرفات التي تبدر منا في بعض الأحيان بحسن بشئ من الجهل جراء عفويتنا…
‏ومن أمثلتها بعض الممارسات غيرالموفقة بالاستعراض أو المبالغات سواء بالمناسبات أو التصرفات التي تشعر الفئة الأقل مادياً أو إجتماعياً . بشيء من الحسرة والألم. هذه التصرفات التي أظهرتها للجميع كمرات الجوال التي وثق فيها أصحابها سلوكياتهم و تصرفاتهم الغير لائقة ،
‏وساهموا في نشرها عبر برامج التواصل المختلفة .

‏وكم من المشاهد مرت علينا توثق تطاول أحد الجهال على عامل ضعيف الحال لالذنب اقترفة إلا لأنه عامل،
‏وهذا الجاهل لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل المجتمع، وأمثاله كثر في كل المجتمعات .
‏وهذه أحقر أنواع العنصرية.
‏ أضف إلى ذلك القصص التي مرت على القضاء وسمعنا بها من تدخلات بعض القبائل بفصل زيجات مستقرة هانئة لا لشئ سوى لعدم التكافئ .
‏أو رفض تزويج من يرضون دينه وخلقة بسبب اختلافات النسب أو الإختلافات الطبقية متجاهلين ماقد يحدث من جراء ذالك من مشاكل قد تكون اكبر .

” قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ”
( سورة المائدة 100 )

(( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ﷺ) : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ))

‏ومن هذا المنطلق أدعو الجميع إلى إعادة النظر في داخله ومحاولة أن ينظفها ويطهرها مما علق بها من جاهلية على مر الزمان ومن بقايا تنمر دفين وعنصرية منتنة .
‏وتذكروا كلنا من آدام و آدم من تراب .

‏(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ( سورة الحجرات 13 )
‏دعونا نكون الوجه المشرق للحياة والإنسانية، والذات النقية المحبة كما نحن بالفعل وكما نعلم من أنفسنا وطيب سرائرنا وأصالة معادننا وطيب معشرنا ورحمتنا لكل نفس حية.

‏واخيراً تعايشوا بحب تسعدوا وتُسّعدوا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى