المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

من الخائن؟! ومن الأجير؟! ومن المستأجر …؟!

• بقلم: خضير العنزي

منذ يوم سرقت أجهزة التجسس في جهاز أمن الدولة، ولا يستطع أحدا أن يرجعهم للدولة..
منذ ذلك اليوم، وكل شي يتم وفق أبجديات الصراع..
الصراع الذي كان بين الشيوخ إلى أن تطور ليشمل المجتمع بأكمله.

فما نشاهده اليوم من انحراف للمؤسسات الرسمية ما هو إلا بسبب خروج الأبناء على شور عمامهم واستعجالهم لرزقهم الذي أخذ طابعاً عنيفاً باسقاط المؤسسات من خلال الشارع..
فبالشارع تجد من يبيع..
كل شي للبيع، الضمير والقلم والتغريدة والموقف السياسي، وصولاً إلى استقطاب النواب، وما تبعه من السيطرة على بقية مؤسسات الدولة الرسمية وحتى الأحزاب الانتهازية وما يسمون أنفسهم بالمفكرين، وفق أبجديات الصراع الذي أخذ منحنيات حقيرة وسافلة في اللغة والموقف.

منذ البداية، لو كانت الأسرة الحاكمة الكريمة ومن خلفها النظام الدستوري ومؤسسات الدولة الرسمية قد حسمت وأوقفت شذوذ أبنائهم السلطوي، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من الضعف وانتشار الفساد..
ولعل من نافلة القول التي اكدتها الاحداث منذ 2011 او من خلال المؤامرة التي سمحت، أو لم تفطن لها أسرة الحكم: بتعديل الدوائر الانتخابيه الى 5 دوائر وب 4 أصوات لينتج ما نتج من انحرافات خطيرة وتقسيم البلاد.. وهو الأمر الذي يضعف النظام ويهمش دور مؤسسة الحكم.. وهذا ما حدث، وما تبعها من رعاية خطاب الإقصاء لمكونات الشعب وضرب وحدته والطعن بولاء المواطنين حتى وصلت الرعاية الى ضرب أعراض الناس، في وقت النظام غائب والأسرة الكريمة تتابع بفخر ما يجري لنحر شعبهم، حتى ان بعض ابنائهم دخل في حفلة الزار تلك، دون ان يوقفهم أحد من الكبار ..

الحملة متواصلة حتى وصلت بحجة مواجهة تزوير الجناسي إلى الدعوة لتشكيل جهازاً مركزياً أشبه بالجهاز المركزي للبدون، وهي دعوة حق ولكن يراد لها ترويض الكويتيين جميعهم من أي خطاب أو معارضة ضد الفاسدين الذين يسيطرون على الدولة العميقه. وقد قالها شيخ مشهور بفساده وعلى القنوات الفضائيه (اذا ما تمشي عدل نسحب جنسيتك) وهو موقف كان موجها لكل مواطن شريف يرفض فسادهم وإن بدا أنه جهد عنصري موجه للقبائل لكسب تعاطف المكونات الاخرى، ولكن تلك المكونات الاخرى كانت واعية لمثل هذا التقسيم النتن وتدرك أن جميع الكويتيين متستهدفون إن رفعوا صوت الحق في مواجهة الفاسدين الذين سرقوا كل أحلام المواطنين وسرقوا ومستقبل ابناءهم..

كل هذا الشحن الغاضب وكل تلك الخطط والمؤمرات حتى بدا الاقليم وغير الاقليم متداخلاً في التأجير إلى درجة بدأت الخيانه محل فخر بعض أبناءنا..
أقول، كل هذا يتم والنظام غائب، وحكماء أسرة الحكم غائبون، وشرفاء وحكماء البلد مهمشين..
مع ان لديهم جيش من المستشارين وكبار الموظفين الذين يستولون على الامتيازات دون ان يقدموا شيئاً يذكر للنظام الذي كان ينتظر منهم شيئاً لحماية الوطن وترسيخ مفهوم المواطنه في نفوس الناشئة.
الشق عود.. والكل مشارك بالجريمة والكل مشارك بالسكاكين في جسد الوطن الطاهر.

لا بارك الله في الكرسي، وفي صراعهم الذي أفقدهم المنطق والعقل حتى أجمعوا الطفيليات لينحروا الوطن واستقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

نحتاج اليوم الى حزم وإعادة ضبط.. ونحتاج الى موقف وقرار، وسيجدون الشرفاء من الشعب الكويتي خلفهم ويساندهم،
أما الزبد فسيذهب الى غير رجعة ..
مجرد اعادة تقديم الاولويات واختيار رجال دولة،
ولكن.. من يعلق الجرس!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى