هل سبق وتساءلت عن العضو المدهش القابع داخل صدرك؟ يكون القلب مُصمَّماً بدقة ويضخ الدم في أنحاء الجسم ويخفق من دون أن نفكّر بما يفعله للحظة، لكنه قد يضطرب بطرق متعددة. اكتشف إذاً حقيقة قلبك واطّلع على المعلومات المحورية التالية للحفاظ على صحته…
أفضل مضخة!
يستطيع القلب أن يصمد لأكثر من مئة سنة من دون الحاجة إلى صيانته أو إصلاحه. إذا كان يخفق بمعدل 80 ضربة في الدقيقة، يعني ذلك أنه يخفق حوالى 4800 مرة في الساعة الواحدة، أي أكثر من 115 ألف مرة في اليوم، على مدار 24 ساعة، أو أكثر من 42 مليون مرة في السنة! إذا عشتَ حتى عمر الثمانين إذاً، سيكون قلبك قد خفق أكثر من 3 مليارات مرة!
قادر على متابعة الخفقان خارج جسمك!
قد تبدو هذه المعلومة خارقة، لكن تستطيع كل خلية فردية في القلب أن تنقبض أو تخفق، وستتابع الخفقان سواء كانت خارج الجسم أو داخله، شرط أن تتلقى كمية مناسبة من الأكسجين والمغذيات.
غير مزوّد بأجهزة لاستشعار الألم
ربما سمعت أن بعض الأشخاص يشعرون بألم القلب على مستوى ذراعهم أو فكّهم. لا تكون الأعضاء الداخلية، بما في ذلك القلب، مزوّدة بالمستقبلات العصبية التي تسمح لنا بتحديد الإحساس الذي ينتابنا مباشرةً. بل تميل الأعضاء الداخلية إلى رصد شعور الأعصاب “العام” من مناطق مجاورة. نتيجةً لذلك، يمكن أن نشعر بألم القلب على مستوى العنق والذراع والصدر. وحتى الألم الذي يتركز في الظهر والكتفين خلال النوبة القلبية أو أي حادث مماثل يكون عاماً وغير موضعي.
قد ينكسر فعلاً نتيجة الاضطرابات العاطفية
إحدى الحالات “متلازمة القلب المنكسر” أو “متلازمة تاكوتسوبو” (“تاكوتسوبو” كلمة يابانية تصف وعاء الأخطبوط الذي يشير إلى شكل القلب عند الإصابة بهذه الحالة). لم تكن المشاكل العاطفية مجرّد خرافة اخترعها شكسبير لسرد قصة روميو وجولييت، بل يمكن أن تؤدي أي صدمة عاطفية قوية أو إجهاد حاد إلى تراكم جميع خصائص النوبة القلبية، حتى أن الناس قد يموتون نتيجةً لذلك.
بدأت الأوساط الطبية تعترف بشكلٍ متزايد بظاهرة انكسار القلب في السنوات الأخيرة وقد سمّتها “متلازمة تاكوتسوبو”.
تترافق هذه المتلازمة مع إجهاد عاطفي حاد غالباً ما يصيب النساء في منتصف العمر أو في مرحلة متقدمة من الحياة. قد تنشأ أعراض مثل ألم حاد في وسط الصدر، بما يشبه أعراض النوبة القلبية، لكن تكون الشرايين طبيعية جداً عند الإصابة بمتلازمة القلب المنكسر.
لكن عند النظر إلى قلب شخص مصاب بمتلازمة تاكوتسوبو، من الملاحظ أن قمة القلب تتوقف عن العمل لأسباب لا تزال غير واضحة حتى الآن. لحسن الحظ، يمكن التعافي من هذا الاضطراب بالكامل في معظم الحالات.
يشمل ثلاثة شرايين أساسية
يتألف هذا الجهاز من شريان تاجي أيمن وشريان تاجي أيسر.
ضمن مساحة سنتيمتر واحد، ينقسم الشريان التاجي الأيسر إلى شريانين أساسيين: الشريان الهابط الأمامي الأيسر (يوصل الدم إلى الجهة الأمامية من القلب) والشريان المُنعطِف (يوصل الدم إلى الجهة الخلفية من القلب).
أما الشريان التاجي الأيمن، فيوصل الدم إلى الجهة السفلى من القلب (أي المساحة الأقرب إلى الحجاب الحاجز).
يكون الطول الإجمالي للشرايين الكبرى أقل من 35 سنتم ويقلّ قطرها عن 5 ملم كحد أقصى.
قد يقتصر طول أي تراكم بسيط للصفائح التي تُسبب انسداداً في الشرايين على سنتميتر واحد. لكل شريان وظيفته في هذا الجهاز، وهذا ما يجعله معرّضاً جداً لتراكم الصفائح.
صحة قلبك قابلة للفحص!
في عام 2017، سمحت تقنية معينة بتقييم صحة الشرايين: يمكن استعمال التصوير المقطعي المحوسب الذي يعطينا صورة ما كنا نحلم بها من قبل. تستطيع هذه الطريقة أن تقدّم معلومات قيّمة حول تراكم الصفائح في الشرايين قبل أن تظهر أي أعراض أو مشاكل، وقد تسمح بتوجيه الخطط العلاجية الفردية.
قد تكون هذه التقنية مفيدة بشكل خاص إذا كان المريض يحمل تاريخاً عائلياً بأمراض القلب، حتى أنها قد تفيد الأشخاص الذين لا يتجاوبون جيداً مع الأدوية أيضاً. يمكنك أن تناقش هذا الموضوع الضروري مع طبيبك لأن الوقاية تبقى أفضل من العلاج في جميع الظروف!
