المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

مؤتمر أردوغان لم يأتي بجديد

حقيقة، لم أتابع المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس التركي أردوغان، إلا أنني قرأت بعضاً من التغريدات عبر ” تويتر ” لناشطين وسياسيين محنكين، ” أعطوا الزبدة ” من مؤتمر الرئيس التركي، الذي تراجع عن ” إبتزازه ” السابق للمملكة العربية السعودية، من خلال أدلاءه وتصريحه بثقته في الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه .. بحسب ما تم نقله في وسائل الإعلام.

قلناه سابقاً، ونقولها مراراً وتكراراً، أن قضية ” خاشقجي ” ضُخمت إعلاميا بشكل كبير جداً، ليس حبا به ” رحمه الله ” بل بجعلها ورقة ضغطٍ وإبتزاز على المملكة العربية السعودية، بهدف زعزعة أمنها وإستقرارها، وجعلها تابعة ومنقادة للدول الاخرى، ناهيك عن تآمر الدولة الخليجية ” المنبوذة ” التي باتت خنجراً في خاصرة دول الخليج العربي، والتي تسعى جاهدة لإسقاط الحكام، كما فعلت في بعض البلدان العربية وللأسف.

لا أحد فينا يؤيد الفعل الذي مورس ضد ” خاشقجي ” رحمه الله تعالى، ولا حتى الملك سلمان حفظه الله ورعاه يؤيده أو يقبل به إطلاقا، بدليل إصراره على محاسبتهم وتقديمهم للمحاكمة، حتى ينالوا جزاءهم جراء ما ارتكبوه من عمل شنيع، ومرفوض جملة وتفصيلا، والذي لا تقبله شريعة أو قانون ولا حتى عاداتٍ وتقاليد، وقلنا هذا الكلام مباشرة بعد إعلان النائب العام عن تفاصيل الحادثة.

لكن التصعيد الاعلامي الذي شاهدناه ضد بلاد الحرمين، بدعمٍ من الدول الحاقدة، هو من اعطى القضية أكبر من حجمها، وأبعاداً سياسية كادت أن تُسبب مشاكل لا تحمد عقباها، ولكن بفضل الله ثم بفضل حنكة وحكمة القيادة السعودية الرصينة، التي نجحت في إدارة القضية بشكل قيادي ومنصف وعادل، وقطعت الطريق على كل حاقد ومتربص يتحيّن الفرصة للإنقضاض.

وقد كان الرئيس التركي أردوغان من المتحيين للفرص ضد المملكة، وذلك بعد أن أدلى بتصريحاتٍ منذ بداية القضية، من أجل إبتزاز المملكة، وتحقيق أهدافه وأحلامه التي يحلم بها في واقعه ومنامه، حيث يعتقد أن المملكة هي من تقف في طريقه عن تحقيقها وحجر عثرة امامه، مما فاقم الأمر في نفسه، ويجعل من المملكة خصماً له، ويهاجمها بين حينٍ وآخر في أي موضوع.

أشد المتفائلين في المؤتمر الصحافي الذي سيطلع فيه الرئيس التركي اليوم، كان يتوقع بأن الرئيس التركي سيحضّر لمفاجأة كبرى، من شأنها أن تؤلب العالم الدولي على المملكة، وربما تطيح بشخصية سعودية كبيرة، إلا أنهم فوجئوا بحديث الرئيس حول القضية، وكيف أن المؤتمر لم يأتي بالجديد، بالإضافة إلى إشادته بالقيادة السعودية، الأمر الذي أزعجهم وجعلهم يصمتون صمت القبور في جميع وسائل الاعلام والتواصل الإجتماعي، إلى جانب قطع البث التلفزيوني المباشر عن نقل المؤتمر، مما يدلل على ان القضية مسيسة منذ البداية، وخابت جميع المساعي لتأجيجها.

فنحمد الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، ومنها أن عدت هذه القضية بكل خير، التي باتت حدثا دوليا ورأيا عاما، على الرغم من القضايا الشبيهة لقضية خاشقجي، إلا أن الهدف من وراء هذه القضية معروفا لدى الجميع، وأضحى مكشوفا ولا يخفى على أحد، والشكر موصول لكل دولة، وقنوات إعلامية، وصحف، واعلاميين، وناشطين سياسين في وسائل التواصل الاجتماعي، على وقفتهم مع الحق، ونصرتهم للمظلوم، الذي تعاون عليه الظالمون من أجل زعزعته، فكل الشكر لكم .. وحفظ الله المملكة .. وقيادتها .. وشعبها من كل سوءٍ ومكروه.

بقلم: احمد هاني القحص
رئيس تحرير جريدة الشعلة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى