المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

الأمير: مواقف بوش الراحل ستظل في ذاكرة جميع أهل الكويت

أعرب سمو أمير البلاد باسمه وباسم دولة الكويت، حكومة وشعبا، عن خالص التعازي وصادق المواساة بوفاة الرئيس جورج بوش الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة، واستذكر سموه في برقية تعزية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواقف الرئيس الراحل التاريخية المشرفة والشجاعة تجاه الكويت ورفضه للاحتلال العراقي منذ الساعات الأولى، والقرارات المصيرية التي اتخذتها الإدارة الأميركية تحت قيادته.
واشاد سموه بدوره المحوري في تشكيل التحالف الدولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحرير الكويت حتى تم تحريرها. مؤكدا أن هذه المواقف ستظل ماثلة في ذاكرة أهل الكويت جميعا ولن تنسى، منوها بجهود فخامته في تعزيز دور بلاده لخلق نظام دولي جديد يقوم على العدالة والمساواة بين الدول، راجيا للرئيس بوش الأب الرحمة، وللشعب الأميركي الصديق ولأسرة الرئيس الراحل جميل الصبر وحسن العزاء.
كما بعث سموه برقية تعزية الى الرئيس الأميركي الثالث والأربعين جورج دبليو بوش ولأسرة الراحل، أعرب فيها سموه عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة والده، مستذكرا سموه مواقفه التاريخية والنبيلة في رفضه للاحتلال العراقي الغاشم منذ اللحظات الأولى ووقوفه إلى جانب الكويت.

سمو ولي العهد
من جانب آخر، بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الشيخ ناصر الصباح ببرقيات تعاز مماثلة.
وكان الرئيس جورج بوش الأب توفي عن عمر 94 عاما، وقال جيم ماكجراث المتحدث باسم عائلة بوش إن الرئيس الأسبق توفي الجمعة بمنزله في هيوستون، وكان قد عاش فترة أطول من أي من الرؤساء الذين سبقوه.
بدوره قال بوش الابن في بيان: «عائلتنا بأكملها تشعر بالامتنان البالغ أمام حياة الرئيس الحادي والأربعين ومحبته وأمام مشاعر من اهتموا بوالدي وصلوا من أجله وأمام تعازي الأصدقاء والأخوة المواطنين»، مضيفا أن والده جورج هربرت ووكر بوش «كان من أرفع الشخصيات وأفضل أب يتمناه أي ابن أو ابنة».
بدورهما نعى الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب والسيدة الأولى، ميلانيا بوش الأب مشيدان بـ«التزامه الثابت». وقال في بيان من بوينس آيرس، حيث يحضر قمة مجموعة العشرين «بتميزه وروحه والتزامه الثابت بالإيمان والعائلة وبلده، شكل الرئيس بوش مصدر إلهام لأجيال من المواطنين الأميركيين»، واصفه برجل «الحكم، السليم المنطق والقيادة الهادئة التي أعطته إحساسا واضحا بالاتجاه الصحيح»، وأضاف أن «الرئيس بوش قاد أمتنا والعالم إلى نهاية سلمية ومظفرة للحرب الباردة». وقال «كرئيس، مهد الطريق لعقود من الرخاء التي تلت ذلك».

أوباما: طرد دكتاتوراً دخل الكويت
من جهته، أكد الرئيس السابق باراك أوباما أن «أميركا خسرت رجلا وطنيا وخادما متواضعا»، مشيدا بعمله الذي سمح «بخفض آفة الأسلحة النووية وتشكيل تحالف دولي واسع لطرد دكتاتور من الكويت». ورأى أن دبلوماسية جورج بوش الأب ساهمت في «إنهاء الحرب الباردة بدون إطلاق رصاصة واحدة».
غير ان الرئيس الراحل رغم ذلك، رأى أن التدخل في الشرق الأوسط ينذر بفوضى قادمة. (كونا، ا ف ب، رويترز)

زعيم سلالة سياسية

كان الراحل ابنا لسيناتور في الكونغرس، ورئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية ونائبا للرئيس ودبلوماسيا، ورئيسا (1989 – 1993)، فضلا عن كونه أبا لحاكمين، وقد عاش حياة الارستقراطي في الساحل الشرقي رغم ان جذوره تعود الى تكساس.
في ضواحي بوسطن، ولاية ماساتشوستس، ولد جورج هربرت ووكر بوش في 12 يونيو 1924. والده بريسكوت كان رجل أعمال اصبح مصرفيا في وول ستريت وممثلا عن ولاية كونيتكت في مجلس الشيوخ ابان الخمسينات والستينات.
بعد التحاقه بجامعة ييل المرموقة، انضم بوش بعد غارة بيرل هاربور مباشرة الى الجيش ليصبح في سن الـ18 أصغر طيار في البحرية الأميركية.
نجا من اسقاط طائرته بنيران يابانية عام 1944 فوق المحيط الهادئ وتم تسريحه برتبة قائد سفينة.
بعد الحرب، صنع بوش ثروة من النفط في تكساس، وبدأ ممارسة نشاطه في الحزب الجمهوري قبل أن يعينه الرئيس ريتشارد نيكسون سفيرا لدى الأمم المتحدة عام 1971.
وبعد أن تولى قيادة الحزب في خضم فضيحة ووترغيت، عينه الرئيس جيرالد فورد رئيسا للبعثة الدبلوماسية لدى الصين، ثم في رئاسة وكالة الاستخبارات، قبل أن تتم الاطاحة به اثر وصول جيمي كارتر الى السلطة، ثم هزيمته في انتخابات عام 1980 الرئاسية، امام رونالد ريغان الذي عاد واختاره لمنصب نائب الرئيس.

«إنه الاقتصاد»

بعد هزيمته صدام حسين في الكويت وأمره بتدخل عسكري لاقالة رئيس بنما مانويل نورييغا، لامست شعبية الرئيس جورج بوش الأب نسبة 90 في المئة، لكن هذه النجاحات في الخارج لم تسعفه اواخر عام 1992 في التغلب على بيل كلينتون الذي يصغره بـ22 عاما. هزيمة تم تلخيصها من خلال تعبير احد مستشاري كلينتون «انه الاقتصاد»، حيث كان بوش وعد ابان حملته الانتخابية عام 1988 بعدم زيادة الضرائب، الا انه وافق عليها بموجب ضغوط من الكونغرس. كما شهدت الولايات المتحدة حالة من الركود عامي 1991 – 1992 أدت إلى ارتفاع حاد في معدلات البطالة.

«أُحييه على الإنجاز التاريخي بانتهاء الحرب الباردة»
غورباتشوف: كان شريكاً حقيقياً

أشاد ميخائيل غورباتشوف، آخر زعماء الاتحاد السوفيتي، بدور الرئيس الأميركي الراحل جورج بوش الأب في إنهاء الحرب الباردة وسباق التسلّح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
وجاء في إشادة غورباتشوف (87 عاما) التي نقلتها وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء: «كثير من ذكرياتي مرتبط به. قُدر لنا أن نعمل معا في سنوات تغييرات كبرى. كانت أوقاتا مفعمة بالأحداث، تتطلب مسؤولية ضخمة من الجميع. النتيجة كانت نهاية الحرب الباردة، وسباق التسلح النووي». وتابع قائلا «أقدّم التحية لمساهمة جورج بوش في ذلك الإنجاز التاريخي. كان شريكا حقيقيا».
وأجرى بوش الأب محادثات مع غورباتشوف قبل انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 ووقّع معه اتفاقا تاريخيا للحد من التسلّح، ما أدى الى خفض ملحوظ في الترسانة النووية للبلدين.

زوجته توفيت قبله بـ 7 أشهر
سُمِّي «بوش 41» لتمييزه عن نجله.. ومطار هيوستن يحمل اسمه

تأتي وفاته بعد سبعة أشهر من وفاة زوجته باربرا بوش التي دام زواجه منها 73 عاما، وله خمسة أبناء و17 حفيدا. وقالت العائلة إن الترتيبات المتعلّقة بجنازته ستعلن في وقت قريب.
وكان الرئيس الأميركي الـ41، أُصيب قبل سنوات بمرض الباركنسون، الذي أجبره على استخدام كرسي متحرّك. وأجبرته حالته الصحية خلال السنوات الأخيرة على الدخول مراراً إلى المستشفى.
تقاعد بعد هزيمته في ضواحي هيوستن، حيث يحمل المطار الدولي اسمه. وأصبح عام 2001 ثاني رئيس أميركي بعد جون ادامز يرى نجله جورج دبليو بوش رئيسا بين عامي 2001 و2009، بعد أن كان حاكما لولاية تكساس مدة خمس سنوات. والاب رياضي، برع في القفز بالمظلات (كان آخرها بمناسبة بلوغه 90 عاما)، وملقّب بـ«بوش 41» لتمييزه عن ابنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى