أجمع عدد من المسؤولين الصحيين والاستشاريين أن أمراض الجهاز التنفسي والنزلات المعوية والالتهابات الصدرية والسكري هي الأمراض الاكثر شيوعاً لدى الأطفال في الكويت خلال الفترة الحالية، لافتين الى انهم عاينوا اصابات متفرقة لمرض انفلونزا الخنازير H1N1 في مراحل سابقة، الا انها لا تندرج ضمن الحالات الخطيرة، لا سيما أن المرض قلّت أضراره، وهو الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية الى اصدار تعليمات بإدراج المرض تحت مسمى الإنفلونزا الموسمية.
وأشاروا الى أن هناك تعاوناً وثيقاً مع وزارة الداخلية ممثلة في الادارة العامة للمباحث الجنائية «مباحث الاحداث»، خاصة في ما يتعلق ببلاغات التعدي على الأطفال، فضلا عن تخصيص خط ساخن في كل منطقة صحية وعلى مدار 24 ساعة للتعامل مع البلاغات، موضحين أن العام الماضي شهد تسجيل ما يقرب من 170 حالة اعتداء متفرقة، بينها جسدية وجنسية ونفسية.
وأكد الاستشاريون لــ القبس أن مرض السكري ينتشر بشكل ملحوظ بين الاطفال، حيث تم رصد 4 اصابات من النوع الاول خلال يومين في مستشفى العدان، مشيرين الى وجود مشروع لاجراء المسح الوراثي والسمع والعيوب الخلقية في القلب للاطفال حديثي الولادة على مستوى الكويت منذ اليوم الاول لولادتهم، حيث انه من المشاريع المهمة المعتمدة عالميا لتشخيص الأمراض قبل ظهور أعراض المرض على الطفل.
مستشفى الأطفال
وطالبوا بالإسراع في تنفيذ مشروع مستشفى الأطفال التخصصي الجديد المزمع بناؤه خلال المرحلة المقبلة، مشددين على أهميته بالنسبة لاختصاصيي واطباء الاطفال والمراجعين في الكويت، حيث إنه متخصص في كل الاختصاصات الطبية، علاوة على ضرورة إقرار عدة تطعيمات للأطفال، كالجدري المائي الذي جرى تنفيذه في دول الخليج، ويتم منحه بالمستشفيات الخاصة فقط، فضلاً عن تطعيم الروتا وهو من التطعيمات المهمة ضد النزلات المعوية.
أشار رئيس قسم الأطفال في مستشفى الفروانية د.سعد العتيبي الى أن محافظة الفروانية تعداد سكانها يتجاوز المليون نسمة، وهو ما ينعكس على الخدمات بالمستشفى، حيث يستقبل قسم طوارئ الاطفال أعداداً اكثر من المستشفيات الاخرى، الا ان هذا لم يمنع المستشفى من الحصول على الاعتراف الكندي من الدرجة الممتازة.
وأوضح العتيبي ان قسم حوادث الاطفال يستقبل 350 حالة يوميا خلال فصل الصيف، فيما ترتفع الاعداد الى 700 حاله يوميا في الشتاء، مبينا ان اجمالي الحالات سنويا يصل الى 180 الف مراجع للقسم، فيما اكثر الامراض شيوعا بين الأطفال خلال هذه الأيام هي أزمات الربو الحادة ونزلات الحساسية والتهابات الصدر، علاوة على النزلات المعوية وبعض التشنجات الحرارية.
وعن حالات الاعتداء على الأطفال، قال العتيبي انه يتم تشخيص مايقرب من 10 حالات شهريا، ويجري تحويلها الى عيادة حماية الطفل، فيما يتم تفعيل دور فريق حماية الطفل المشكّل من قبل وزارة الصحة، لافتا الى عدم وجود انفلونزا الخنازير حاليا، حيث ان ما يتم تشخيصه هو الانفلونزا الموسمية، التي يتم علاجها في المنزل بالأدوية المناسبة، ناصحا الاهالي بتطعيم الاطفال والكبار بالطعوم اللازمة، للتقليل من الاصابة بالانفلونزا، فالوقايه خير من العلاج.
وأشار الى انه تمت اضافة وحدة علاج اليوم الواحد للقسم مؤخرا، بهدف تسهيل علاج بعض الحالات دون الحاجة الى الدخول للأجنحة، كعلاج مرض الثلاسيميا بنقل الدم المتكرر للكثير من المرضى، فضلا عن تسهيل إجراء الأشعة المغناطيسية او المقطعية للاطفال من خلال هذه الوحده التي تخدم حالات مرضية اخرى.
مستشفى تخصصي
بدوره، ذكر رئيس وحدة طوارئ الأطفال في مستشفى العدان د. مرزوق العازمي أن الطواقم الطبية تتعامل مع العديد من الحالات المرضية يوميا بالوحدة، حيث تكثر الامراض التنفسية والنزلات المعوية، مع تزايد نسبة الاصابات بالسكري من النوع الاول لدى الاطفال خلال المرحلة الحالية عما كانت عليه سابقا، مبينا انه تم اكتشاف 4 اصابات خلال يومين فقط الاسبوع الماضي.
وأضاف العازمي أن الاطباء يرصدون أيضا حالات التعدي على الاطفال بين فترة واخرى، وهي اعتداءات تكون من افراد الاسرة او العمالة المنزلية وغيرهم، مشيرا الى ان بعضها يكون جسديا وآخر جنسيا ونفسيا، بحيث يتوافر في كل مستشفى عام استشاري اطفال واخصائي اجتماعي، علاوة على عناصر من وزارة الداخلية لرصد مثل هذه الاعتداءات.
ولفت الى ان قانون حماية الطفل الذي أقره مجلس الامة مؤخرا تحتوي بنوده على العديد من المواد الهامة، كضرورة الابلاغ عن حالات الاعتداء فورا، وحماية بيانات المُبلغ والتعامل بسرية مع كل البلاغات، مشددا على اهمية توعية أرباب الأسر بهذا القانون، للعمل على تحقيق الأهداف المرجوة منه، وتوفير حياة صحية آمنة للطفل.
أمراض الربو
أكد رئيس قسم الأطفال في مستشفى الجهراء د. فهد العنزي أن أمراض الربو خلال فصل الصيف، والتهابات الجهاز التنفسي في الشتاء هي الاكثر شيوعاً عند الاطفال على مدار العام، علاوة على امراض اخرى، كالانفلونزا الموسمية والنزلات المعوية ومشاكل الجهاز الهضمي.
وأضاف العنزي إن القسم يستقبل خلال فصل الشتاء الحالات المصابة نتيجة الحوادث المروعة وحالات الاختناق، لا سيما للاطفال الذين يتواجدون في مخيمات العبدلي والمطلاع والشقايا والسالمي، مشيراً الى التعامل مع حالات اخرى مصابة بجروح متفرقة او حتى تناول مواد سريعة الاشتعال، كالكيروسين والبنزين والمنظفات.
ولفت الى أن القسم رصد خلال الفترة السابقة اطفالاً مصابين بانفلونزا الخنازير H1N1، الا انها لم تعد حالات خطرة كما كانت، مشيراً الى ان اعراض الاصابة مشابهه الى اصابات الانفلونزا الموسمية، فيما يتم توصية الاطباء بضرورة التعامل بحذر مع الاطفال الذين لديهم نقص بالمناعة او امراض بالقلب او ممن يتناولون الكورتيزون، فضلاً عن اصاباتهم بانفلونزا الخنازير.
وعن الأعداد التي يستقبلها القسم، ذكر العنزي ان هناك 6 عيادات خلال الفترة الصباحية وهي تستقبل المواطنين، فضلا عن الوافدين الذين يحتاجون الى تخصصات نادرة تتوافر صباحاً فقط، لافتاً الى وجود 6 عيادات بالفترة المسائية، بحيث يصل اجمالي عدد المراجعين الى 320 مريضاً يومياً.
إقرار التطعيمات
طالب د. مرزوق العازمي بالاسراع في تنفيذ مشروع مستشفى الاطفال التخصصي الجديد المزمع بناؤه خلال المرحلة المقبلة، موضحا أنه بمنزلة «الحلم» لاختصاصيي واطباء الاطفال في الكويت، حيث انه متخصص في مجالات طبية متفرقة، لافتا الى ضرورة إقرار عدة تطعيمات للاطفال، كالجدري المائي الذي جرى تنفيذه في دول الخليج، ويتم منحه بالمستشفيات الخاصة فقط في الكويت، فضلا عن تطعيم الروتا، وهو من التطعيمات المهمة ضد النزلات المعوية.
نقص الأطباء
أشارت د. ريما الصوان الى ان القسم يواصل استخدامه لجهاز التبريد الخاص بعلاج حالات نقص الاكسجين ما حول الولادة، اضافة الى انتهائه من دراسات علمية وطبية حديثة، حيث تم عرض نتائجها في مؤتمر عقد بجدة مؤخرا، مشيرة الى ان ابرز الصعوبات التي يواجهها القسم هو النقص في الطواقم الطبية.
استحداث تخصصات
ذكر د. سعد العتيبي أن القسم شهد تطورا ملحوظا من خلال اضافة جميع التخصصات والفحوصات المهمة في علاج الاطفال، كتخصص الأعصاب والعناية المركزة، وتخصصات الجهاز التنفسي والغدد الصماء والسكر، فضلا عن عيادات لامراض الدم والجهاز الهضمي والعياده النفسية والامراض الاستقلابية والوراثية، تماشيا مع التطور العالمي في تخصص الاطفال، وللمحافظة على مؤشرات الاعتراف الطبية العالمية.
حوادث وإصابات
قال د. فهد العنزي: {ان قسم حوادث الاطفال بمستشفى الجهراء يستقبل خلال فصل الصيف من 500 الى 550 مراجعا يومياً، فيما تتزايد الاعداد الى 800 مريض في الشتاء، نتيجة كثرة الحوادث والاصابات التي يتعرض لها الاطفال في موسم المخيمات}.
