وادي الدواسر تودع المربي الفاضل والشخصية الاجتماعية المحبوبة “مبارك اللويمي”

في لحظة صادمة، استيقظت محافظة وادي الدواسر صباح يوم السبت، الرابع والعشرين من شهر محرم لعام 1447هـ، على فاجعة أليمة، برحيل الأستاذ والمربي الفاضل مبارك بن عبدالله آل نوار اللويمي، إثر أزمة قلبية مفاجئة، غيّبته عن الدنيا، لكنه بقي في قلوب محبيه وأهله وتلاميذه، منارة مضيئة لسيرةٍ عطرة وأخلاقٍ رفيعة.
الراحل، رحمه الله، لم يكن مجرد معلم، بل كان مربياً فاضلاً، وأخاً حنوناً، وإنساناً نبيلاً، عرف بين الناس بصمته المهيب، وخلقه الرفيع، وتواضعه الجم، فكان من الذين يسبقونك إلى السلام، ويؤثرون غيرهم على أنفسهم، ويتعاملون مع الجميع بلين جانب وتقدير ووقار؛ ومن يعرفه عن قرب، يشهد له بأنه كان دائم الابتسامة، صادق اللسان، حريصاً على صلة الرحم وفعل الخير، محباً للناس، ومحبوباً من الجميع.
لم يكن غريباً على من اعتاد رؤيته في مقدمة الصفوف في بيوت الله، خاشعاً قارئاً لكتاب ربه، أن يترك أثراً كبيراً في كل من عرفه أو عاشره، ففقده لم يكن فقداً عادياً، بل هو غياب قامةٍ تربوية وإنسانية عالية، واجتماعية هامة، تركت في رحيلها حزناً عميقاً في نفوس محبيه، ودمعةً صامتة في أعين من تتلمذوا على يديه أو شاركوه مواقف الحياة.
لقد حضرت الجموع الغفيرة لتشييع جنازته، في مشهد مهيب اختلط فيه الحزن بالدعاء، والدمع بالترحم، في شهادة صادقة على مكانة الفقيد في قلوب الناس. كيف لا، وهو الذي عاش حياته محافظاً على طاعة ربه، بعيداً عن الخصام، متسامحاً، محباً، حكيماً، عفيفاً، صادقاً، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
وليس بمستغرب أن تخرج هذه المشاعر الجياشة من كل من عرفه، فقد كان رحمه الله نبيلاً في حياته، وظل نبيلاً حتى بعد وفاته، تاركاً أثراً لا يُمحى، وذكريات لا تنسى. رحل أبو عبدالله، لكنه لم يغب، فذكراه ستبقى خالدة في مجالس الخير، وسيرته ستُروى ما دام في الناس من يقدّر المروءة والخلق والدين.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعله من عباده الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً؛ كما نسأله سبحانه أن يلهم أهله وأحبابه وذويه وأبناءه الصبر والسلوان، وأن يربط على قلوبهم، ويجبر مصابهم.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
عبدالعزيز بن محمد القنام