مقالات

قراءة في قصيدة: «مَرَّ الهَوى»

لشاعر الأمة: محمد ثابت
بقلم/ الأديب الكويتي خالد المويهان

قراءة أدبية لقصيدة:
«مَرَّ الهَوى»
لشاعر الأمة: محمد ثابت
قراءة: الأديب الكويتي
خالد المويهان
( مدير مركز الشعر الإعلامي )
مدخل عام
تنتمي قصيدة «مَرّ الهوى» إلى فضاء الشعر الوجداني الصافي، حيث يتخذ الشاعر من الحب محورًا وجوديًا تتقاطع عنده الذاكرة، والروح، والنفس، والقلب. وهي قصيدة تقوم على الاعتراف العاطفي لا بوصفه ضعفًا، بل بوصفه كرمًا إنسانيًا ونُبلًا داخليًا.
العنوان ودلالته
جاء العنوان مكثفًا وموحيًا:
«مَرّ الهوى»
والمرور هنا ليس عابرًا، بل هو مرور يترك أثرًا، أشبه بنسمة توقظ الذاكرة وتستدعي الشوق. العنوان يوحي بحركة خفيفة في ظاهرها، عميقة في باطنها، وهو ما ينسحب على كامل النص.
التجربة الشعورية
يقدّم الشاعر تجربة حب غير مشروطة بالعطاء المتبادل، حبًّا كريمًا لا يَمنّ، ولا ينتظر المقابل:

وأنا الكريمُ أنا الذي
بالحبِّ قلبي لا يَضِنُّ
هنا يتجلى البعد الأخلاقي للحب، حيث يتحول إلى قيمة لا مجرد إحساس، ويصبح السخاء العاطفي جزءًا من هوية المتكلم.
البناء النفسي للنص
اعتمد الشاعر على تشظي الذات العاشقة إلى مستويات متعددة:
• القلب: يئن من الشوق
• الروح: في تيه وهيام
• النفس: في تعذيب ونحيب
وهذا التدرج يمنح النص عمقًا نفسيًا، ويُظهر الحب بوصفه تجربة شاملة تلامس كيان الإنسان كله.
الصورة الشعرية
تميزت الصور بالوضوح والصدق، مبتعدة عن التعقيد اللفظي، مثل:
وانسابتِ الذكرى تحنُّ
فالذكرى تُشخّص، وتُمنح فعل الحنين، مما يعزز الحس العاطفي ويقرب الصورة من وجدان المتلقي.

الموسيقى والإيقاع
اعتمد الشاعر على قافية موحّدة بحرف النون المشدودة (يئنّ – يحنّ – يظنّ)، وهي قافية:
• أنينة في صوتها
• متماهية مع الشكوى والوجع
كما أن التكرار المقصود لبعض الألفاظ (القلب – الحب – النفس) عزز الإيقاع الداخلي للنص.
الخاتمة والدلالة
يُختتم النص بموقف أخلاقي واضح:
وتظنُّ أني مُدَّعٍ
والله يجزي من يظنُّ!!!
وهنا ينتقل الشاعر من البوح إلى الاحتكام للقيم العليا، في مفارقة جميلة بين صدق العاطفة وسوء ظن الآخر، مما يمنح القصيدة بعدًا إنسانيًا يتجاوز الذات.
خلاصة
قصيدة «مرّ الهوى» نص وجداني صادق، يتميز بـ:
• صفاء العاطفة
• بساطة التعبير وعمقه
• انسجام الموسيقى مع المعنى
• حضور القيم الأخلاقية في التجربة العاطفية
وهي إضافة جميلة إلى مسار الشاعر محمد ثابت في الشعر الفصيح الوجداني.
تحية للشاعر، وتقدير لهذه التجربة الصادقة
بقلم
الأديب الكويتي خالد المويهان

مـــــــــرّ الهــــــــــــــــــــــــوى
قصيدة لشاعر الأمة محمد ثابت

مــــــــــــرّ الـــــــهوى من جـــــــانبـي
وانســـــــــابتِ الذكـــــــــرى تحــــــنُّ
وبـــــداخلي قلبــــــــــــي الــــــــذي
قــــــــــــد بات فى شــــــــــوقٍ يئـنُّ
وأنا الكــــــــــــــــــريمُ أنا الــــــــــذي
بالحــــــــــــــــــــبِّ قلبــــي لا يضــنُّ
الــــــــــــروحُ في تهيــــــامـــــهـــــــا
والــــقلــــبُ فـــي نـــبــضٍ يــعــــــنُّ
والنــفــسُ فــــــي تــعـــذيـبــــــها
ونحــــيبــــها كــــادت تـــجــــــــــنُّ
وأنــــــا الـــــســــخيُّ بحبــــــــــــــهِ
وأجـــــــــــــودُ دومـــــــا لا أمـُــــــــنُّ
وتــــــظـــنُّ أنِّـــــي مــــــــــــــــــدع ٍ
والـــلـــه يجــزي مـــن يــظــــــــــنُّ!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/shula/public_html/wp-includes/functions.php on line 5471