العودة إلى الفصلين الدراسيين: قرار ينتصر للعقل والمنطق
بقلم :،موضي الحلفي
جاء قرار مجلس الوزراء ، بإعادة نظام الفصلين الدراسيين في التعليم ابتداءً من العام 1447هـ / 1448هـ، ليكون بمثابة انتصار للعقل والمنطق، ومرآة حقيقية لحس القيادة العميق بنبض المجتمع.
لقد خاضت المملكة تجربة الفصول الثلاثة بتوجه تطويري، رغبة في زيادة الجرعات التعليمية ورفع الكفاءة. غير أن التطبيق على أرض الواقع أفرز ضغوطًا متراكمة على الطلاب، وأولياء الأمور، والمعلمين على حدٍ سواء. ضغوط أثّرت على جودة التحصيل، والتوازن الأسري، والصحة النفسية لكافة أطراف العملية التعليمية.
العودة إلى الفصلين لا تعني بالضرورة العودة إلى الوراء، بل تعني إعادة توزيع الجهد بشكل متزن، واستثمار الوقت بكفاءة، والتمسك بجوهر التعليم لا بشكله. إنها خطوة جريئة وحكيمة في آنٍ واحد، تؤكد أن المملكة تملك مرونة القرار، ورشاقة التقييم، وجرأة التعديل حين يقتضي الأمر.
في ظل رؤية 2030 التي تضع الإنسان في قلب التحول فإن هذا القرار يعيد ترتيب الأولويات، ويؤكد أن الكم لا يجب أن يكون على حساب الكيف، وأن الاستدامة في جودة التعليم لا تتحقق بالإرهاق، بل بالتوازن.
شكرًا للقيادة الرشيدة، وشكرًا لكل من رفع صوته من الميدان بصدق، فها هو صوته يُسمع ويُترجم قرارًا.