إقامة ورشة عمل (مهارات المراسلين الميدانيين) لطالبات الإعلام بجامعة الملك فيصل
مرفت طيب _ الاحساء
على مدار أكثر من ساعتين في قاعة (الجوهرة الحميان) بجامعة الملك فيصل، في مدينة المبرز بالأحساء، أقيمت ورشة عمل بعنوان (مهارات المراسلين الميدانيين) لطالبات الإعلام في كلية الآداب بالجامعة.
وقام بالتدريب فيها عضو هيئة الصحفيين السعوديين ومدير تحرير صحيفة (هتون) الأستاذ/ عبد اللطيف بن محمد المحيسن.
وخلال الورشة، أكد المحيسن أن العمل كمراسل ميداني من أكثر مجالات العمل الصحافي تعقيدًا وخطورةً من الناحيه التحريرية، كما أنه يتطلب الكثير من المهارات العالية، وقدرًا كبيرًا من الحس المرهف، وسرعة بديهة كبيرة، وحسن التصرف.
والواقع هنا يحكي أن القليل من المراسلين الميدانين، هم القادرون على تقديم صحافة بالمعنى الحقيقي، فلا شك أن أهم الخطوات في العمل الصحفي هو إجراء البحث العلمي اللازم لضمان الإلمام بشتى جوانب المواضيع ووجهات النظر المختلفة، ناهيك عن التمتع بمواصفات، من بينها:
– أن يكون قادرًا على نقل المعلومة بشكل صحيح،
– أن يمتلك مهارات التواصل مع الآخرين،
– أن يكون مواكبًا لتكنولوجيا العصر وأدواتها؛ لتسهل عليه القيام بمهمته،
– القدرة على التفكير والتحليل وطرح الأسئلة التي تؤدي إلى فهم الموضوع بشكل واسع،
– الثقة بالنفس والحضور الجذاب.
كما بيّن أن العمل الميداني يعطي الموضوع قوة ومصداقية، ومعايشة الحالة تعطي الصحفي شعورًا بمعاناة الناس تجعله أقرب لوجعهم، لا أنكر صعوبة المهمة، لكن ثمرتها حلوة المذاق؛ وبالتالي “لا يعترف المراسل الميداني أبدًا بمبدأ عدم وقوع المزيد من الأحداث”، هذه الجملة تمثل المشكلة الحقيقية للصحفي الميداني، فهو دائمًا يبحث عن المزيد من الأحداث، فالصحفي الميداني نموذج للتضحية من أجل وصول الحقيقة كاملة وغير منقوصة للقارئ.
واستعرض المحيسن، مهارات المراسل الميداني، ومنها: الشغف، والطموح، والتحلي بالحيوية والطاقة، والمعرفة الجيدة بالشؤون الاقتصاية والاجتماعية وغيرها، ومهارات جيدة في استخدام الأدوات مثل (الكاميرا)، ومهارات التعامل مع جميع الشخصيات من الناس، والعمل لساعات طويلة، وتحمل ضغط العمل، ومهارات التأليف والكتابة، ومهارات جمع المعلومات، والموضوعية، والمصداقية والحيادية، وعدم التحيز، ومعرفة جيدة في وسائل الإعلام.
كما أشار إلى أن عمل المراسل الميداني متعة ومغامرة كبيرة، خاصة في منطقة عامرة بالأحداث، وقد يشكل أحد الشوارع الكثير من الأحداث المهمة، وبالتالي يمكن أن يستغلها المراسل الميداني في الكتابة عنها، ناهيك عن الأعمال الأخري التي يتوافد إليها الصحفيون الدوليون للعمل على تغطيات متميزة. ولكن تلك المتعة، ثمنها مخاطرة قد تؤدي إلى الموت، لا قدر الله، فهناك مخاطر من نوع آخر تنتظرك إذا ما قررت الخروج للميدان، من بينها: التصادم مع المسؤول أو الجمهور؛ ومن هنا لا بد من التسلح باتخاذ جميع الاحترازات وعنصر المفاجأة.
مؤكد أن هناك أسباب تدفع البعض للعزوف عن العمل كمراسلين ميدانيين، ومنها أنه يعمل في وسط محتدم ويحتاج إلى قوة ودعم من الصحيفة، وخصوصًا من رئيس التحرير وكذلك المسؤولين بشرط تحقق مبدأ المصداقية.
بالإضافة إلى أن حماسة المراسل الميداني قد تخلق مشكلة وينظر لها البعض بأنه يتصيد وراء المسؤول، والواقع أن هذا من صلب عمله؛ لهذا يجد صعوبة في التعامل مع الجميع، ومن هنا يجب أن يتمتع الصحفي الميداني بالجرأة وقوة الشخصية.
كما أبرز أسباب نجاح المراسل الميداني، ومنها: الاستفادة من تجارب الصحفي الميداني الناجح في الوطن العربي، والاطلاع على التقارير القيّمة والمتنوعه والتي تعرض من خلالها المشاكل بهدف نقل الحقيقة بمصداقيّة. فالمراسل الاستقصائي الميداني هو الذي يسأل كثيرًا ويعمل بعمق دقيق في قلب الحقيقة ويأخذ معطياته بنفسه، ثم ينقل الحدث كما هو بصدق مجرد من أي إضافة.
منوهًا أن أهم المعوقات والتحديات التي تواجه المراسل الميداني خلال العمل هو: أنّ معظم المجتمعات وفي بعض القضايا تريد من المراسل مغالطة الحقائق والأحداث وعدم إظهار جانب الحقيقة الخفي الذي يناقض أهواءهم أو يكشف عن حقائق تتضارب مع رغباتهم ومصالحهم وربما معتقداتهم ومتبايناتهم، ولذلك غالبًا ما يتهم المراسل الصادق والمهني بعدم المهنية أو يتعرض للنقد وربما التهديد.
ونصح المحيسن، الطالبات بأهمية التدريب الميداني للمراسل على ارض الواقع، من أجل التركيز على اكتساب المتدرب للمهارات التي تؤهله للعمل كمراسل ميداني على أيدي مدربين من ذوي الخبرة والكفاءة العالية، من أجل تقديم المشورة لزملائهم المتدربين. بعدها فتح المجال للحضور للمناقشة.
وقد لاقت الورشة استحسان الطالبات وكذلك فريق التدريس والإشراف في الجامعة؛ ومن المتوقع تكرار الورشة في فترة لاحقة.