اليمن: تضارب حول مصير صالح
تضاربت الأنباء، أمس، حول مصير الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، فبينما ذكرت مصادر أن ميليشيات الحوثي وضعته تحت الإقامة الجبرية في مقر إقامته في صنعاء، استبعد ضابط رفيع في الجيش السعودي ذلك.
وذكرت مصادر أن الحوثيين أبلغوا صالح بعدم مغادرة مكان إقامته، وأخبروه أنهم «غير مسؤولين عن أمنه»، مضيفة أن صالح بات يخشى على حياته من الحوثيين، وطالب أتباعه بالتزام الهدوء، وسط حالة غضب واستياء من قيادات حزبه (المؤتمر الشعبي العام) وأنصاره الذين يمارسون ضغوطا على صالح لفض الشراكة مع الحوثيين.
إلا أن الضابط في الجيش السعودي اللواء الركن زايد العمري استبعد أن يكون الحوثيون قد وضعوا صالح تحت الإقامة الجبرية. لكنه توقع أن يطلب صالح «الغوث» من السعودية، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «لن يخذل النداء» لكن وفق شروطه. ونصح اللواء السعودي صالح بعدم التأخر عن مثل هذه الخطوة، محذرا إياه من أن «الدقائق محسوبة».
إعلان الطوارئ
وفي تطور لافت، دعا القيادي حمزة الحوثي، الى إعلان حالة الطوارئ في صنعاء، معتبراً أن فرضها أصبح ضرورة وأن من يمانع في ذلك «يعد مخالفا لدستور اليمن».
وفي تصريح نشرته صحيفة صدى المسيرة، التابعة للحوثيين، قال حمزة: «لا يحق لأحد الاعتراض على الانتشار الأمني في العاصمة صنعاء»، في إشارة إلى النقاط التي تم استحداثها قرب منزل صالح، ومعسكرات قوات موالية له. ووصف الاعتداء على عناصر من الحوثيين في نقطة المصباحي في صنعاء، بأنه «بادرة خطيرة»، مطالباً ما أسماها «الأجهزة الأمنية» بملاحقة الجناة، في إشارة إلى نجل صالح والقوات الموالية له التي اشتبكت مع العناصر الحوثية.
وتصاعدت المؤشرات على اقتراب إعلان الحوثيين حالة الطوارئ لمواجهة من أسموهم «الطابور الخامس» مع انتشار كثيف لنقاطهم الأمنية، واستمرار التوتر مع صالح، رغم التهدئة الظاهرية.
التعزيزات باقية
وأشارت المصادر إلى أن النقاط الأمنية التي استحدثتها الميليشيات مازالت موجودة، في وقت تزداد التحشيدات من كلا الطرفين، حيث انتشرت وحدات من الحرس الجمهوري والحرس الخاص التابع لصالح في ميدان السبعين ومنطقة النهدين ودار الرئاسة، أما الحوثيون فنشروا عناصرهم في معظم شوارع صنعاء، خاصة في الجانب الجنوبي من العاصمة.
وكانت الميليشيات أصدرت تعميماً على مختلف النقاط والحواجز الأمنية التابعة لها في شوارع صنعاء ومداخلها الرئيسة، بمنع أي من أعضاء مجلس النواب وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام ومقرَّبين من المخلوع صالح من مغادرة العاصمة.
انفجار خطير
من جانبه، قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي: «التقارير الواردة من صنعاء تنبئ بانفجار خطير في العلاقة بين المؤتمر والحوثي، المهم تجيير هذا الوضع لمصلحة اليمن ونحو الخروج من أزمة الانقلاب».
وفي سلسلة تغريدات، تابع قرقاش: «الواضح أن الحوثي هو العقبة أمام الحل السياسي والمبادرات الإنسانية، المواجهة القادمة في صنعاء قد تقصّر الأزمة أو تطيلها، نسعى للخيار الأول.. أولوية السلام في اليمن والإغاثة الإنسانية في الشمال مرتبطة بالتطورات المتسارعة في صنعاء، إخضاع الحوثي للمؤتمر بمنزلة استمرار للأزمة».
معارك صعدة
ميدانياً، أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني سيطرتها على مواقع جديدة في محافظة صعدة معقل الحوثيين.
ونقل موقع «26 سبتمبر نت» الناطق باسم الجيش اليمني، عن مصدر ميداني أن «قوات الجيش الوطني تمكّنت من السيطرة على سوق البقع وسلسلة جبال العليب في مديرية كتاف، شرقي صعدة».
وأشار المصدر إلى ان قوات الجيش بهذا التقدم «تمكنت من قطع خطوط إمداد الميليشيات الممتدة حتى جبل أم العظم».
بدورها، كثفت مقاتلات التحالف العربي غاراتها على مواقع وتجمعات الميليشيات وقوات صالح في جبهات عدة، حيث تركز القصف، بمشاركة مروحيات الأباتشي، في جبهة ميدي شمال غربي محافظة حجة الحدودية، وشنت الطائرات أكثر من 20 غارة، بالتزامن مع تقدم وحدات من الجيش الوطني والسيطرة على الأجزاء الشرقية من المدينة.
كما قصفت طائرات التحالف تجمعات للميليشيات في منطقة بني بارق في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، وفي جبهة صرواح غرب محافظة مأرب. (رويترز، أ ف ب، الأناضول، سكاي نيوز عربية)