المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

بطلة «تويتر».. أفعى كويتية غير سامة

تداولت شبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة فيديوهات تظهر أفاعي في الواجهة البحرية وقرب المنازل، الأمر الذي أثار ذعر العامة بعد أن أفتى راصد الأفعى بأنها وصلت إلى الكويت مع السماد المستورد على شكل بيوض، أما الحقيقة، فمختلفة تماماً، حيث أكد المختصون أن بطلة فيديوهات تويتر هي أفعى كويتية تدعى «ثعبان الفئران»، وهي غير سامة، وتفضل العيش في المناطق الصخرية والمنازل المهجورة، وتتغذى على الفئران والحشرات والسحالي.
ويوجد في العالم نحو 3000 نوع من الأفاعي، قرابة 400 نوع منها سام وقاتل أحياناً، وفي بر الكويت هناك 9 أنواع من الأفاعي، 3 منها سامة وقاتلة، وأغلبيتها تعيش في الصحراء، باستثناء بطلة «تويتر» التي تفضل الأماكن الصخرية، حيث يحتمل أنها كانت تعيش تحت صخور الواجهة البحرية، ولا يعتبر أن الأمر ظاهرة منتشرة، بل هي حالة أو حالتان فرديتان، «ضخمتها» شبكات التواصل الاجتماعي.

القبس التقت مساعد أبحاث في معهد الكويت للأبحاث العلمية، ومؤلف كتاب «دليل تصنيف الأفاعي الصحراوية ذات القرون في البيئة الكويتية»، أسعد الفارس، الذي أكد عدم صحة الادعاء بوصول الأفاعي عن طريق السماد، موضحاً أن السماد يصل إلى الكويت مغلفاً، ويعرض إلى الحرارة العالية، ومن غير الممكن بقاء الأفاعي وتكاثرها في هذه الحالة.
وبيّن الفارس أن الأفاعي تعيش في الصحارى المغطاة بالشجيرات، حيث تخرج صيفاً للاستظلال بالشجر أو قد تعيش في جحورها، إلا أن الزحف العمراني في الكويت والتخييم أثرا سلباً على بيئتها، وانخفضت أعدادها وأصبحت مهددة بالانقراض، داعياً إلى ضرورة تعزيز بيئة الأفاعي.
وذكر أن هذه الكائنات عنصر مهم للتوازن الطبيعي بين الأحياء، فوجودها ضروري لبقاء الحشرات والقوارض والزواحف الصغيرة في المعدلات الطبيعية، كما أن الأفاعي غذاء لبعض الثدييات والطيور الجارحة، لذا انقراضها أو تراجع أعدادها في السلسلة الغذائية يتسبب في انتشار أنواع معينة من الأحياء كالقوارض، الأمر الذي له تبعات بيئية مدمرة.

أنواع الأفاعي
وعدد الفارس الأنواع التسعة للأفاعي الكويتية بحسب سمية كل صنف، قائلاً «الأفعى الصحراوية السوداء أو الكوبرا المصرية من أخطر أنواع الأفاعي، ويؤثر سمها على الجهاز العصبي وتتسبب بموت الملدوغ بغضون ساعتين، فضلاً عن أنها من الأنواع النادرة في الصحارى العربية، وهي ليلية الناشط وسريعة الحركة، وأن النوع الآخر هو الكوبرا العربية، وتؤثر أيضاً في الأعصاب، ولها نابان أماميان تحت الشفة العليا تنفث منهما السم، ولها تأثير سريع».
ولفت إلى النوع الثالث، وهي «الأفعى ذات القرون أو أم جنيب»، والتي تسجل ارتفاعاً عددياً ملحوظاً في المحميات، وتصل إلى 70 أفعى في كل كيلو متر مربع، وهي من الأفاعي السامة وتؤثر على أنسجة وخلايا الجسم، وتتسبب في نزف خفيف وتشوه مكان اللدغة، وقد تصل خطورتها إلى الوفاة في بعض الحالات، وهي تعيش في الصحارى الرملية والأرض العشبية ذات الشجيرات المتفرقة، وتدخل في بيات شتوي بين نوفمبر وأبريل من كل عام، وهي خاملة صباحاً، ونشطة خطرة مساء.

أقل خطورة
وأشار الفارس إلى نوعين من الأفاعي الكويتية «خلفية الأنياب» تملك أنياباً خلفية سامة، ولكنها غير خطرة، حيث لا تحكم هذه الأفاعي العض، ولا يصل السم إلى الفريسة إلا إذا انقضت عليه بالكامل، وهو أمر نادر أن يحدث بالنسبة للإنسان، مبيّناً أن من 100 ملدوغ، %2 منهم قد يصابون بسمها فقط.
وتابع: إن أفعى «الرمل الفحاح»  و«الكوبرا الكاذبة» تقع ضمن تصنيف خلفية الأنياب، تنشط الأولى نهاراً وتطارد السحالي الصغيرة والقوارض والطيور، والأخيرة تعيش في الصحراء والأودية الغنية بالشجيرات، ويرى كثير منها في البيئات التي ترتادها الأفاعي الصحراوية ذات القرون.

غير سامة
وأوضح الفارس أن الأفاعي غير السامة في الكويت 4 أنواع، وهي «الأفعى العمياء»، وتمضي وقتها مدفونة بالتربة الغنية بالدبال، وألوانها فضية رمادية لامعة، تتغذى على النمل واليرقات والديدان، وهي غير مؤذية للإنسان، وسميت بالعمياء لعيونها الأثرية التي لا تميز سوى النور. أما النوع الثاني، فهو ثعبان «بواء الرمل» الذي يقتل فريسته عن طريق عصرها وخنقها حتى الموت.
وأفاد بأن «الثعبان ورقي الأنف» الذي سمي بهذا الاسم لوجود درع كبير فوق أنفه، ويلف الثعبان نفسه ويطلق فحيحاً عالياً عندما يشعر بالخطر، والنوع الأخير الذي ظهر في فيديوهات شبكات التواصل الاجتماعي، هو «ثعبان الفئران»، وهو نوع واسع الانتشار في شبه الجزيرة العربية، وفي المناطق الصخرية، والمباني المهجورة القديمة، ويمكن التعرف عليه بواسطة البقع الداكنة فوق الرأس، ويهاجم هذا الثعبان السحالي والطيور والثدييات الصغيرة ويتغذى عليها.

30 ألف ضحية سنوياً
30 ألف إنسان في العالم يموتون من لدغ الأفاعي كل عام، ووجدت المواد المضادة لسموم الأفاعي على يد العالم الفرنسي ألبرت كالمت عام 1895، وقد جاءت الفكرة من أن سموم الأفاعي مادة معقدة غريبة، فعند حقن الحيوانات الثديية بسموم الأفاعي تتولد مواد مضادة في دمه، وعندها يذبح ويستخرج دمه، ويصفى هذا الدم من الألياف والخلايا، فيؤخذ الترياق ويعبأ في عبوات زجاجية، ويحقن الملدوغ عند الحاجة.

انقراض «المنشارية»
الأفعى المنشارية الحراشف تعرضت إلى الانقراض أو هاجرت من الكويت نحو الجنوب الشرقي باتجاه بيئة الأحساء، حيث رصدها المعتمد البريطاني هالرولد ديكسون في مذكرته التي تعود إلى الثلاثينات من القرن الماضي، وأكدت ذلك جمعية بومباي الطبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى