المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

أبرز محطات وأصعب لحظات الأسواق العالمية في 2018

شهدت الأسواق العالمية أوقاتا جيدة وأخرى عصيبة خلال عام 2018، وكانت التقلبات الحادة السمة الرئيسية للأداء، فعلى سبيل المثال لامست الأسهم الأميركية مستويات قياسية قبل انخفاضها الدرامي بعد ذلك، في حين قفزت أسعار النفط الى أعلى مستوياتها في أربع سنوات قبل أن تفقد ما يزيد على %40 منذ ذلك الحين.
وكما يتذكر التاريخ أحداثا مثل فقاعة «التوليب»، فإن الانخفاض الحاد لقيمة العملات الرقمية خلال هذا العام يستدعي التوقف وإعادة تقييم الآراء المحذرة من الاستثمار في «بتكوين»، ومع ذلك فإن الأموال الافتراضية لم تكن وحدها ما تعرض للضغط خلال 2018، فعملات الأسواق الناشئة وفي مقدمتها الليرة التركية، شهدت واحدة من أسوأ سنواتها.

يناير.. شهر العملات الرقمية بامتياز

– يمكن منح يناير من عام 2018 لقب شهر العملات الرقمية بامتياز، حيث اتجهت أنظار العالم من مستثمرين ومنظمين ومحللين إلى هذه السوق، بعدما تجاوزت قيمتها 800 مليار دولار قبل بدء السنة بأيام.
– في هذا العام بلغت عملات رقمية مثل «الريبل» و»الإثيريوم» مستويات قياسية، وكشفت بورصات عالمية عن تحقيقها إيرادات هائلة جراء الطفرة التي طرأت على السوق خلال الشهرين الأخيرين من عام 2017.
– لكن الشهر الأول من 2018 شهد هبوط «بتكوين» إلى ما دون 10 آلاف دولار، مقارنة بمستواها القياسي المسجل في الشهر السابق، كما هبطت القيمة الإجمالية للسوق إلى قرابة 500 مليار دولار، بضغط من الانتقادات الحكومية والتنظيمية حول العالم.
– شهد يناير إجراء أول صفقة شحن في العالم باستخدام عملة «بتكوين»، عندما اشترت شركة تركية من أخرى روسية 3 آلاف طن متري من القمح، لكنه شهد أيضا واحدة من أكبر عملية القرصنة لبورصات العملات الرقمية في العالم، عندما سرق مخترقون أصولا افتراضية بقيمة مئات الملايين من الدولارات من حسابات «كوين-تشيك» اليابانية.
فبراير.. اضطرابات حادة

– شهدت سوق الأسهم اضطرابات حادة خلال هذا الشهر، وسجل المؤشر الأميركي «داو جونز» اثنتين من أقوى الجلسات الهابطة في تاريخه (إحداهما كانت الأكبر على الإطلاق)، وارتفع مؤشر التقلبات «الخوف» في السوق الأميركية بأعلى وتيرة يومية آنذاك وبلغت نسبتها %116، في حين فقدت الأسواق العالمية مجتمعة ما يزيد على 5 تريليونات دولار في أسبوعين.
– في سوق العملات الرقمية، تواصلت التقلبات الحادة، وانخفضت «بيتكوين» أدنى 6 آلاف دولار وتراجعت القيمة الإجمالية للسوق إلى نحو 300 مليار دولار، بعدما فقدت في أسبوع واحد أكثر من 220 مليار دولار.
– لكن العملة الرقمية تعافت في أواخر تعاملات شهر فبراير لتسجل 10900 دولار، وترتفع معها القيمة الإجمالية للعملات الافتراضية إلى 465 مليار دولار.
– في نفس الشهر، كشفت تقارير عن تسجيل «أوبر تكنولوجيز» خسائر قدرها 4.5 مليارات دولار في 2017، بارتفاع نسبته %61، فيما أعلنت المكسيك جمعها 93 مليار دولار من الاستثمارات النفطية في واحد من أكبر مزاداتها على الإطلاق.
مارس.. انخفاض الليرة التركية

– خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لتركيا درجة واحدة إلى Ba2، وفي نفس الشهر انخفضت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار واليورو، كما شهد مارس الماضي بدء تداول عقود النفط المقومة باليوان الصيني في بورصة شنغهاي للطاقة.
– بالنسبة لسوق العملات الرقمية، لم يختلف مارس كثيراً، فظلت التقلبات قائمة وتواصل التراجع، حتى أن «بيتكوين» هبطت دون 7 آلاف دولار، قبل أن تتعافى نسبياً في أواخر الشهر، وانخفضت القيمة السوقية الإجمالية إلى ما دون 300 مليار دولار.
– كان الشهر الثالث من العام قاسياً على شركات التكنولوجيا، حتى أن «تنسنت» الصينية فقدت نحو 50 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال جلستين، فيما تراجعت القيمة السوقية لـ«فيسبوك» بمقدار 100 مليار دولار خلال هذا الشهر في أعقاب فضيحة استغلال بيانات المستخدمين.
أبريل.. هدوء نسبي

– كان الشهر الرابع من 2018 هادئاً نسبياً على الأسواق العالمية، ولكن شهد حدثاً من أهم أحداث العام على الإطلاق، حيث عبر الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون حدود بلاده إلى جارتها الجنوبية لعقد قمة ثنائية تاريخية مع نظيره مون جاي إن اتفقا خلالها على إبرام معاهدة سلام ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
– في نفس الشهر، قالت وكالة الطاقة الدولية إن أعضاء «أوبك» وروسيا أوشكوا على إنجاز مهمتهم، مع اقتراب المخزونات العالمية من الانخفاض إلى ما دون متوسط الخمس سنوات.
مايو.. دهشة صفقة التفاح

– في الخامس عشر من هذا الشهر، شهدت بورصة تشنغتشو للسلع تداول 4.6 ملايين عقد آجل للتفاح، وهو ما يماثل 46 مليون طن من هذه الفاكهة، أو نصف محصول العالم السنوي، في حدث أثار دهشة المحللين والمستثمرين آنذاك. – بينما أظهرت البيانات الرسمية انكماش الاقتصاد الياباني للمرة الأولى منذ عام 2015، وسجل مؤشر «فوتسي» البريطاني مستوى قياسيًا، ووصل سعر خام «نايمكس» إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر من عام 2014.
يونيو.. انخفاض مخزونات النفط

– التقى الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» مع نظيره الكوري الشمالي «كيم جونغ أون» ووقعا اتفاقًا يقضي بنزع السلاح النووي لبيونغ يانغ، وهو خبر استقبلته الأسواق العالمية بالترحيب أملا في إنهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
– في نفس الشهر، كشفت بيانات «أوبك» عن انخفاض مخزونات النفط العالمية إلى ما دون متوسط السنوات الخمس الأخيرة، فيما اتفقت المنظمة مع حلفائها بزيادة إمدادات النفط مرة أخرى.
– شهد هذا الشهر أيضًا رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة للمرة الثانية في 2018، فيما تراجعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية إلى أدنى مستوياتها منذ نوفمبر2017.
يوليو.. إطلاق رصاصة الحرب التجارية

– كان الشهر السابع من 2018 مكتظا بالأحداث في الأسواق العالمية، وفي أولى جلساته، سجل الذهب أدنى إغلاق له منذ ديسمبر عام 2017 بضغط من قوة الدولار، في حين قفز الخام الأميركي في الجلسة التالية أعلى 75 دولارًا للمرة الأولى منذ أواخر عام 2014.
– في السادس من يوليو أطلق الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» الرصاصة الأولى في صراعه التجاري مع الصين، عندما أعلن فرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار.
– بضغط من نتائج الأعمال غير المتوقعة، سجل سهم «فيسبوك» تراجعًا نسبته %19 خلال جلسة واحدة، فيما هبط سهم «تويتر» بنسبة %18 تقريبًا خلال الجلسة التالية.
أغسطس.. «ذعر» من الأسواق الناشئة

– هو شهر الذعر في الأسواق العالمية بسبب الاقتصادات الناشئة، وفيه هبطت قيمة العملة التركية (خلال جلسة واحدة) بأكثر من %20 فيما وصف بمذبحة الليرة آنذاك، حيث سجلت مستوى قياسيا منخفضا، وأعقب ذلك هبوط الأسهم التركية إلى أدنى مستوياتها في 9 سنوات، وفقدان نصف قيمتها الدولارية خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2018.
– ولكن على جانب آخر، كان الشهر الثامن هو الأكثر سعادة لشركة أبل التي تجاوزت قيمتها السوقية التريليون دولار للمرة الأولى على الإطلاق.
سبتمبر.. الخام يحلّق

– تواصلت توابع زلزال أزمة العملات الناشئة حتى سبتمبر، الذي شهد انخفاض الروبية الهندية والريال الإيراني إلى مستويات قياسية، وعلى غرار «أبل» تمكنت «أمازون» من تجاوز حاجز التريليون دولار قيمة سوقية.
– في منتصف الشهر التاسع من 2018، أصدر الرئيس الأميركي قراره بفرض رسوم جمركية على واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار، ورغم ذلك سجلت الأسهم الصينية في الحادي والعشرين من الشهر ذاته أفضل أداء يومي منذ عام 2016.
– رغم التذبذب في بداية العام، سلكت الأسهم الأميركية مساراً صعودياً منذ نهاية الربع الأول من 2018، سجلت خلاله المؤشرات الرئيسية «داو جونز» و«ناسداك» و«إس آند بي 500» مستويات قياسية، ولكنه بلغ ذروته في سبتمبر.
– كما شهد سبتمبر رفع الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، فيما تجاوز خام «برنت» سعر 81 دولاراً للبرميل، لأول مرة منذ عام 2014.
أكتوبر.. أكبر خسائر لـ«ناسداك»

– كما كان شهر أكتوبر شاهداً على بلوغ النفط أعلى مستوياته في 4 أعوام، وتجاوز سعر خام «برنت» 86 دولاراً للبرميل، فقد كان شاهداً على بدء سوق النفط تحركها في الاتجاه الهابط، مما دفع الأسعار إلى الانخفاض بأكثر من %30 خلال أسابيع.
– في هذا الشهر أيضاً ارتفعت عائدات سندات الخزانة العشرية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2011، وتعرضت أسواق الأسهم الناشئة لأقوى موجة بيعية منذ مارس بالإضافة إلى تراجع اليوان الصيني إلى أدنى مستوياته منذ عام 2008.
– لم تكن الأسهم الأميركية بمنأى عن الاضطرابات، وانخفضت بشكل حاد على مدار جلستي الثامن عشر والرابع والعشرين، وتعرض مؤشر «ناسداك» لأكبر خسائر يومية بالنسبة بالمئوية (%4.4) منذ أغسطس عام 2011.
نوفمبر.. زيادة الضغوط على النفط

– ترقبت الأسواق العالمية قدوم هذا الشهر، حيث كان موعداً لدخول العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، ولكن الولايات المتحدة أعلنت عن استثناء ثماني دول من الحظر المفروض على شراء النفط من طهران حتى مايو المقبل، في خطوة زادت من الضغوط الهبوطية على أسعار النفط.
– خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي التي جرت في هذا الشهر، استطاع الديموقراطيون، الاستحواذ على أغلبية المقاعد في مجلس النواب، بينما احتفظ الجمهوريون بأغلبية مجلس الشيوخ.
– في الثالث عشر من هذا الشهر، شهد النفط واحدة من أسوأ جلساته، وأغلق فيها منخفضا للمرة الثانية عشرة على التوالي، وتراجع خام «نايمكس» بنسبة %7، فيما هبط «برنت» بنسبة %6.6.
– تزامنًا مع تراجع النفط، شهدت الأسهم الأميركية تراجعًا حادًا، فقد خلاله مؤشر «داو جونز» نحو 600 نقطة، وعلى جانب آخر، هبطت «بتكوين» هذا الشهر بنحو %36 إلى 4 آلاف دولار، فيما بلغت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية 130 مليار دولار.
ديسمبر.. رفع الفائدة للمرة الرابعة

– في الشهر الأخير من العام، بدت الآفاق أكثر إشراقًا بالنسبة لسوق النفط، حيث ارتفعت الأسعار بنحو %5 في أولى جلسات الشهر، وأعقب ذلك بأيام، نجاح «أوبك» وشركائها في التوصل إلى اتفاق يقضي بخفض إمدادات النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا في 2019.
– خلال نفس الشهر، وافقت واشنطن وبكين على بدء هدنة في الحرب التجارية المشتعلة بينهما، تستمر طيلة 3 أشهر لا يتم خلالها فرض أي رسوم جمركية على واردات الجانبين لحين إجراء محادثات.
– رغم اتفاق «أوبك» وعدد من المنتجين المستقلين في مقدمتهم روسيا، تواصلت الضغوط الهبوطية في سوق النفط، وفي ختام تعاملات الأسبوع المنتهي في الحادي والعشرين من ديسمبر، تراجعت الأسعار بنسبة %10.7.
– شهد هذا الشهر أيضًا، رفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة للمرة الرابعة على مدار 2018، فيما تكبدت الأسهم الأميركية خسائر حادة عشية «الكريسماس»، حيث تراجع مؤشر «داو جونز» بنسبة %2.9 خلال الجلسة المختصرة في الخامس والعشرين من الشهر، وهي أكبر خسائر يسجلها في ليلة عيد الميلاد، ليقفز مرتفعا في جلسة 26 ديسمبر بأعلى وتيرة يومية بالنقاط في تاريخه وسط قلق من حدة التذبذب بالسوق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى