المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

أتوسد القمر

هَدَلَ دَامس ستائره الشجية كعادته على مائدة بتلات روحي ذات العزف الوحيد,حيث توكأتُ على جبال الجَلَد، بحار القوة والزمن الفريد، وأنا أتجرع أصفاد حنضلٍ من زمهرير، استرجع أحفاد الذكريات الهاربة بين حانات العقل الرشيد، وأزقة الفؤاد العليل، ووحل الخيبات الممشوقة .

لقد كنتُ أبحث عنك في قاموس شطط الأيام، وكهوف غدر الساعات، وبين محيطات ملجأ الراحة، فوجدتك تائهاً بيدك اكسير الحياة، يحلق معك طائر نسيم احساس الخلود، ليشعل ما تبقى منك من خِضَم الوعود، لكنك طيفٌ بعيد المنال كبعد السماء عن الأرض .

ها قد أصبحتْ حياتي بمسرح جريمة الويلات، أمام قضية قصف الأمنيات، التي أُغتيلت بزمن قناديل الربيع السامقة، من سيّاف العادات وجلاد التقاليد، فلم يرحم مزامير النحيب، ولم يرفق بصمت دمعي اللهِيف، حيث أصبحتُ بين مفاوضات تعسفية، قصف، حصار وتقسيم، فأطفأتْ منابر نور الإشتياق، وهدمتْ سلسبيلاً من الحب السرمدي، ثم دفنتْ وهج العشق الفتان، فصرتُ أحوم كالفراشات أطرق أبواب الغياب، ونوافذ أحضان الملاذ، فغابتْ اجابات الفرح بين طرقات حروفك، وأنا استجير من رمضاء صمت طقوسك,فأنجبتُ منك يأس حبٍ خَضِل، بين ثناياه وجع عشقٍ بَلِيل، وجروح غرامٍ صَرِد، حتى أصبح أبناؤك بلا مستقر؛ شَفُوق يكتنفهم وأيام تدمرهم .

حينها توسدتُ القمر بلهفة السنين، والتحفتُ بنجوم التفاؤل بقرارٍ وطيد، لعلي أجد عطر روحك المتقدة بالحنين، وتابوت أضلاعك الدافئة التي تحكي القدر الجميل، يحدني شمالاً جمرة حبك الظامئة، جنوباً قناديل عشقك الناعسة، شرقا نسائم حضنك الهادئة، وغرباً وهج غرامك الهائمة، فمشيتُ دهوراً أترنم، وقفزتُ أعواماً أتراقص طرباً، لأجد بين حناياي محطات رحيل القنوط تنتظرني، فخيّم على شموع زورق نجاتي سجناً أبدياً، فبتُ أجر خلفي ايقاعات التثبيط, فيتوضأ وجع قلبي برمحٍ مخذول، ويصلي احتضار روحي بخنجر الجور، على رفات كيان مدينتي المقدسة، فيسجل تاريخ العشاق حقبة الألم التليد على نبض الوريد، تحملها طيور العواطف لتنثر رمادها في بحر أحلام الهلاك، ليصبح كل شيء عمرته بداخلي بنمير المحبة كسراب بقيعة .

همسة :
يكفيني جرحاً وحزناً وألماً .. سأكتفي بك طيفاً مرحاً وحلماً ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى