المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

أزمة القبول في «التطبيقي».. إعاقة أخرى

متفوّقون ومجتهدون تحدّوا إعاقتهم السمعية بسلاح الأمل والإرادة، وبلغة الإشارة كسروا الحواجز المجتمعية والتعليمية، ليثبتوا أن الاعاقة طاقة لا تعرف اليأس ولا الفشل.. هذا ما جسّده الطلاب والطالبات الصم خريجو المرحلة الثانوية الحالمين بمقاعد الطموح لتحقيق حلم الطفولة وأمل المستقبل.
واذا كانت فرحة التخرج في الثانوية والتأهّب للالتحاق بالجامعة حلم كل شاب وفتاة، فإن ذلك الحلم سرعان ما يتبدّد عندما ينهي الطالب الأصم المرحلة الثانوية، ليصطدم بالواقع المرير ويجابه المصير المجهول الذي ينتهي بخيارين، أحلاهما مُرّ: قبول التخصص غير المرغوب فيه، أو البقاء خارج مقاعد التحصيل الاكاديمي.
هذا هو حال كثير من خريجي الثانوية الصم الذين يعانون من أزمة القبول في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، أو إجبارهم على دراسة تخصص آخر غير الذي يرغبون في دراسته، بحجة عدم توفير مترجم لغة إشارة، وفق روايات عدد من أولياء الأمور!
روى لنا الطالب محمد العازمي، وهو أول خريج كويتي أصم من مدارس التربية الخاصة، أنه كان يرغب في دراسة واحد من التخصصات المعنية بالمهارات الفنية كالرسم والتربية البدنية والتصميم الداخلي (الديكور).. لكن بعد اجراء المقابلة جرى قبوله في قسم المكتبات بكلية التربية الأساسية، واللافت ان هذا القسم رفض قبوله بسبب اعاقته السمعية، وبعد مخاطبة الجهات المعنية جرى تحويله إلى قسم اللغة العربية «تربية خاصة».
وعلى الرغم من توفير مقعد له هناك، فإن «حلم معلم الأجيال» لم يكتمل، إذ واجه العازمي مشكلة اخرى تكمن في عدم توافر مترجم لغة إشارة، ما أدى إلى تأخيره في متابعة دروسه منذ بدء انطلاق العام الدراسي الحالي.

بطلتان بالجامعة
قصة كفاح أخرى، وصبر بطلتاها أول طالبتين من الصم، تحديتا اعاقتهما السمعية، وكسرتا حاجز الخجل والرهبة في سبيل تحقيق حلم الطفولة بدراسة تخصص الإعلام في جامعة الكويت.
بدرية الفضل وولاء الخضر.. رفيقتا الدرب في الإعاقة والعلم، واستطاعتا، بالأمل وبالارادة، تجاوز الصعوبات التي واجهتهما في بداية واثناء الالتحاق بالجامعة حتى بلغتا المرحلة الاخيرة وأوشكتا على التخرج.
ووفق مترجم لغة الإشارة الكويتية بدر الدوخي الذي يرافقهما في المحاضرات، واجهت الطالبتان في بداية طريقهما الأكاديمي مشكلة عدم القدرة على التكيّف مع المجتمع الطلابي، لاختلاف الوضع الأكاديمي عن المدرسي، الأمر الذي زرع في نفسهما الشعور بالغربة.
وبروح الإصرار والعزيمة، قررت الطالبتان أن تعيشا الواقع والتكيف معه، بتكوين صداقات محدودة تتواصلان معهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بالكتابة، إلى جانب تعاون أغلب أعضاء الهيئة التدريسية وتساهلهم معهما في بعض المسائل الاجرائية.
ولم يغفل الدوخي الحديث عن دور أولياء امور الفتاتين، والذين لم يألوا جهدا في تهيئة البيئة المناسبة وتوفير الدعم المعنوي والتشجيع الدائم لتجاوز كل التحديات التعليمية والمجتمعية.

رابطة مترجمي «الإشارة»

طالب عدد من مترجمي لغة الإشارة بانشاء رابطة تحتضنهم وتدعمهم وتؤهلهم، لافتين إلى أن قلة عددهم تعود إلى عدم وجود الدعم الحكومي لهم.

تحصيل علمي ضعيف

اشتكى أولياء الأمور من عدم معرفة الطالب الأصم الذي يدرس في المرحلة الابتدائية أي شيء عن لغة الإشارة، الأمر الذي يضعف تحصيله العلمي.

التجربة السعودية
اقترح عدد من اولياء امور الطلبة الصم تخصيص سنة تمهيدية لطلبة الجامعة من هذه الفئة، لمساعدتهم على الكتابة الصحيحة، مستشهدين بالتجربة السعودية في تطبيق هذا المقترح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى