المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

أزمة بشرية أم أزمة كورونا

 

بقلم : منيرة المخيال

في هذه الأزمة العالمية التي يمر بها العالم أجمع ، يعيش العالم حالة ترقب ومتابعة لكل جديد ،واستجداء لأخبار مطمئنة ، وانتظار لعقار طبي يطمئن العالم وينقذ الكرة الأرضية من مرض مهووس بالإنتشار ، أزمة لم تمر علينا سابقا ولم تحدث منذ قرون ، انفطرت قلوب المسلمين عند توقف العمرة ورؤية فضاء الحرم المكي فارغاً ، الصلاة منعت في المساجد مع استمرار شعيرة الأذان ، التعليم يتوقف ، المطاعم والمقاهي وأماكن التجمعات اغلقت ، ودول تعلن حظر التجول.
و في لظى هذه الأزمة انكشفت أنواع من البشر بحسب تعاملهم مع معطيات المرحلة الخطرة ، سأدرجهم من من الأكثر انتشارا إلى الأقل
-فئة الظرفاء وهم المستهزئين بالحال والمرض ووضع البشر ، لهم في كل خبر نكته ومقطع كوميدي وتعليق وصورة ، وأرى فيهم قول الله تعالى فيهم (ونخوفهم فما يزيدهم إلاّ طغيانا كبيراً )، لا عظة ولا اتعاظ ، لاحدود لخفة ظلهم حتى على سنة 2020 اسقطوا النكت عليها أو قد يلعنونها من باب الفكاهة ناسين أو جاهلين قول الله تعالى في الحديث القدسي ( يسب ابن آدم الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار ..) ، ولأن السخافة لا تقف لحد تم إطلاق أغاني و شيلات باسم (الكورونا) موضحين أن هدفهم إثارة البهجة والسرور وأين البهجة والسرور في مرض استفحل في العالم ويحصد الموتى كل يوم ،هذه البهجة تبلد مشاعر وانعدام إحساس ،فضرب من الجنون أن تتعامل مع وضعك بعكس المشاعر المتوقعة واللازمة .

فئة المتصيدين المتحذلقين على الدولة ، هم المتربصين للأخبار ففي نظرهم كل قانون تسنه الدولة خطأ قابل للنقض ،متأخر فلو كان قبل نصف ساعة أفضل ! أو مبكر جداً يفترض ينتظرون يومين !! لاداعي لهذا الإجراء هذا تهويل للأمور ،وأحياناً يتمادون فيقطعون بالقانون اللازم، ، كل فعل يفعله الوزراء خطأ ،كل قرار عليه ملاحظة ، كأن لديهم خطة أوإحصائيات سرية أو يملكون بلورة سحرية تكشف لهم مايجب ومالايجب عمله، رغم أن العالم أجمع يتخبط بمرحلة مصيرية جديدة ليس لها سابقاً والدول تتعلم من أخطائها أو أخطاء غيرها ،المتغيرات كثيرة والقرارات تتغير ، وهذا ليس وقت اللوم والعتاب بل وقت طاعة ولي الأمر والامتثال و تظافر الجهود كلاً حسب موقعه .

فئة الشر مؤججي الفتنة وهم مثيري الشكوك والظنون ، أعطوا (الكورونا ) جنسية ومذهب وطائفة شيعي أو سني ، مواطن أو وافد ، أخوان أو سلف ، كلما خبت نار الفتنة أشعلوها من لاشيء ، كل أمر لديهم له بعد عنصري ،ينشرون سمومهم واتهامات متبادلة ،أنتم جلبتوا الوباء بل أنتم نشرتوه ، وهم ينشرون مرض مقيت أشد ضرراً من الكورونا ،وهو عنصرية بذيئة وبدل أن يتعظوا ويتحدوا في مواجهة أزمة إنسانية يتفننوا في شق الصفوف ، هذه فرصتهم ينتهزوا كل ما يغذي عنصريتهم بنشر المقاطع التي تثير مثل هذه الأمور وييحثون ويستدلون ويعيدون ارسالها ويحكمون على الملايين من تصرف فردي في غوغائية وسطحية هدفها التحريض، تحت عنوان افهموا وتعلموا ونحن ناصحين لكم..( لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور )
ادعوا الله تعالى أن يكفينا شر المرض ويبعده عننا ويزيل عن المسلمين والعالم أجمع هذه الغمة، وأتمنى وأرجو أن يتمهل كل واحد قبل أن يتكلم أو يرسل أو يعلق ويتذكر قول الله تعالي ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
، لا تستهن بم تكتب ولا تستصغره فقد يقع في نفس غيرك مايقع ،وتزر وازرة أنت في غنى عنها فاتقوا الله مااستطعتم وكونوا عوناً للدولة لوقف هذا المرض بوعيكم ،وعودوا الى الله بالاستغفار فما نزل بلاء الا رفعه الاستغفار .
للحديث بقية …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى