المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

أسواق المال ستتألم على المدى الطويل

قال موقع بارونز ان المستثمرين الاميركيين قللوا من شأن المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية الدائرة رحاها بين الصين والولايات المتحدة.

ولكن مع تصاعد التوترات، يخوض الاقتصاديون والخبراء غمار توقعات وتوجهات جديدة توحي بأن المعركة بين الجانبين قد لا تنتهي في أي وقت وشيك «اذ سيكون الصراع الاقتصادي بين الولايات المتحدة والصين طويلا وبشعا مع ضعف احتمالات التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب» وفق ما يراه الاقتصاديان اللندنيان في شركة تي اس لومبارد، لاري برينارد وتشارلز دوماس في مذكرة وجهاها إلى عملائهم.

ومضى التقرير الى القول انه وبينما كانت الصين مستعدة أواخر مايو لإجراء محادثات حول التجارة، فقد تغير الوضع نتيجة تفاقم الاحداث التي شهدتها الأشهر اللاحقة حسب ما يقوله الاقتصاديان.

ويقول الثنائي الاقتصادي ان القيادة في بكين توصلت الى أن «الولايات المتحدة عازمة على اختبار النوايا الصينية من خلال مطالب تضرب في قلب النموذج الاقتصادي الذي ترتكز عليه سلطة الحزب الشيوعي.

ونتيجة لذلك بادرت الصين لاتخاذ خط اكثر تشددا، وذلك جزئيا لتفادي رؤية القيادة الصينية وكأنها تفاوض من موقف ضعيف وتحت تهديد السلاح، ويقولان «إن التوجه الحالي في بكين ينصب على اتخاذ موقف صارم من المحادثات المستقبلية من خلال مطالبة الولايات المتحدة بإظهار مصداقيتها قبل الموافقة على اجتماعات جديدة».

وتبدأ الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية البالغة قيمتها 250 مليار دولار من الواردات من الصين عند 10% على ان ترتفع إلى 25% في يناير المقبل.

ويتوقع الخبيران أن يتصاعد الصراع بحيث يصل معدل التعريفات الى معدل 25% ليغطي معظم الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، ومن شأن ذلك إعادة توجيه التجارة الصينية لتصبح في نهاية المطاف بمنزلة الحافز على تعزيز بناء تكتل تجاري آسيوي تحتل الصين فيه مركز الصدارة.

يقول الموقع ان من الانباء السارة ان شركاء الصين التجاريين في شرق وجنوب شرق آسيا سيجنون منافع على المدى المتوسط، فقد قامت الشركات الصينية في حالات التعريفات الجمركية الأميركية السابقة بنقل عمليات التصنيع إلى ماليزيا ودول جنوب شرق آسيا الأخرى على نحو يوحي بما يمكن أن يحدث في المستقبل القريب.

ان من المحتمل أن يؤدي تعقيد العلاقات التجارية بين اميركا والصين إلى العديد من الاستراتيجيات للتعامل معها، مع قدرة الموردين الكبار على التكيف بشكل أفضل.

وبالمقابل يقول الثنائي ان الاخبار السيئة تتمثل في ان إعادة تنظيم العلاقات التجارية لن تكون في صالح الأسواق، لاسيما إن انهيار عالم قائم على التجارة متعددة الأطراف والتحول نحو التكتلات الإقليمية سيؤدي على المدى الطويل إلى تخفيض قيمة الأسهم والاوراق التجارية.

ونتيجة لذلك فإن التوقعات المستقبلية بهبوط الاسواق ستشكل خطرا رئيسيا خلال عامين او ثلاثة اعوام مقبلة.

ونقل الموقع عن الباحث في شركة Data Trek Research نيكولاس كولاس قوله إنه لم يتحول إلى توقعات بالاتجاه الهبوطي للاسواق حتى الآن، ولكنه يراقب أيضا وضع الصين عن كثب، خاصة بعد صدور تحليلات في الأيام الأخيرة حول الحرب التجارية من قبل كبير المستشار السابق في البيت الابيض ستيف بانون الذي قال في مقابلة مع صحيفة «ساوث تشاينا مورننغ بوست» ان إدارة ترامب تخطط لجعل الحرب التجارية مع الصين «مؤلمة بشكل لا يطاق» لبكين أثناء محاولات بلاده استعادة مكانتها التصنيعية من جهة، والحيلولة دون تحقيق الصين اهدافها في التفوق التكنولوجي من جهة اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى