المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

ألبوم «ما أناديلك» الجديد.. «مشروع قنبلة» الموسم

عبدالله الرويشد ثروة وطنية.. يجب ألا نجامل فيها

أحمد ناصر-
طرح الفنان الكبير عبدالله الرويشد أحدث ألبوماته في السوق قبل أسبوع واحد تقريبا، وبمقياس الزمن الفني يعتبر هذا الأسبوع فترة قصيرة جدا لتحقيق النجاح والجماهيرية، ولكن هذا الألبوم كسر هذه القاعدة وحقق نجاحا كبيرا منذ أسبوعه الأول، ولا غرابة في هذا. فالجمهور ينتظر ألبومه ويعد الأيام له، لذلك يعتبر هذا الفنان الكبير ثروة وطنية وليس فنانا تقليديا، ثروة فنية واقتصادية وإعلامية يجب الحفاظ عليها وعدم مجاملتها إعلاميا وفنياً.

10 أغان فرايحية رومانسية
يحتوي الألبوم على 10 أغان يمكننا أن نصفها بأنها فرايحية ورومانسية، تدور بين الطرب الفرايحي والرومانسية، وهو تنويع جميل ابتعد فيه الرويشد عن الماضي عندما كان يحاول إرضاء أذواق لا تتناسب مع أدائه وصوته، أما هنا في هذا الألبوم فاتسمت الأغاني بالتنوع ولكن بما يتناسب وروعة صوت الرويشد ورومانسيته التي عوّدنا عليها، والتي كان يتعاون بها مع العديد من الأسماء مثل الشعراء ساهر وفتحية العجلان وعلي المساعد، ومع الموسيقار خالد الشيخ وغيرهم، هذه العودة كانت موفقة في هذا الألبوم، هذا النجاح والرقي في تقديم الألبوم يتطلب من الشركة المنتجة «روتانا» الاستفادة منه والنظر إلى أخطاء الماضي التي وقعت فيها الشركة وأهمها تسويق الألبوم، ففي الفترة الماضية لم يسوّق للبرنامج بالقدر الكافي الذي كان يمكن أن يحقق مزيدا من النجاح لألبوماته التي طرحها، فمع النجاح الكبير الذي حققه سابقا، فان التسويق لم يكن بالمستوى المطلوب ولا الموازي للمستوى الجميل والراقي الذي قدمه في الألبوم، هنا نتمنى أن يتم تجاوز أخطاء الماضي ويتم التسويق للألبوم بصورة تتناسب مع جودته ورقيه وجماله، فهناك الكثير مما يمكن أن يصل إليه الألبوم إذا أحسن التسويق له، والتسويق يجب أن يكون ذكيا ولا يعتمد فقط على الكم، فمع انتشار التواصل الاجتماعي اليوم.. أصبح التسويق مختلفا عن الماضي كثيرا.
«لا تزعل» كلمات ساهر.. هي افتتاحية الألبوم، تجاوز فيها ساهر أيام السبعينات ليعود بها إلى كلاسيكيات الثمانينات عندما كان الجمهور يعيش كلمات الأغاني في حياته الخاصة ويلون بها رومانسيته في الحياة، ومن المتوقع أن ينقل الرويشد هذه العودة بينه وبين ساهر لتكون افتتاحية حفله المنتظر في فبراير على مسرح مركز جابر الأحمد الثقافي، أجاد الملحن الشاب علي أبا الخيل تلحينها، في نص إنساني أبدع فيه الثلاثي ساهر والرويشد وأبا الخيل.

لقاء متجدد
«ما أنادي لك» رائعة الألبوم ورومانسية حالمة تجدد من خلالها اللقاء بين الرويشد والعجلان والشيخ، هذا الثلاثي الذي قدم عددا من روائع الأغاني وعذب الأنغام والكلمات والصوت الشجي، الجميل في هذه الأغنية أن كل واحد من النجوم الثلاثة يحاول اكتشاف فنون وقدرات مدفونة في الآخر، فجر الرويشد إحساس الشيخ بالألحان والعجلان بعذب كلمات، بينما اكتشف الاثنان مواطن جديدة وقدرات رومانسية رائعة في صوت الرويشد.
«بديت أتعب» أيضا هذه الاغنية من كلمات ساهر، ولونها كلاسيك غربي، تعيدنا بالذاكرة الى ما غناه الرويشد سابقا في اغنيته «طمنّي بس» وتولى الرويشد بنفسه تلحينها ضمن أربعة أعمال صاغ لحنها في هذا الألبوم، يمكن القول عن هذه الأغنية بأنها «عمّارية» تحمل روح الموسيقار عمار الشريعي في اللحن من حيث الموسيقى والتنفيذ. «روحي جربي» هذه الاغنية التي كتبها الشاعر منصور الواوان، ولحنها عبدالله القعود، ثالث عمل في مشوار الرويشد يغنيه بالطريقة نفسها كفلسفة نص وطرح، حيث سبق ان خاض الرويشد تجربة غناء مثل هذا النص الجريء في اغنية «أي معزّة»، وأعادها في اغنية «رجعتيله» وهنا في «روحي جربي» تتواصل الجرأة ، بالروح والنفس القديم نفسهما، وفعليا تعد هذه الأغنية اخر الاعمال التي اضافها وسجلها الرويشد في ألبومه.

أغنية «مسكين»
«مسكين» من كلمات وألحان عبدالقدوس اليعقوب، وتوزيع عدنان عبدالله، وفي هذا العمل على مقام الرومبا نجد تناغما بين موضوع الأغنية وهي الجروح، ولحنه الذي يسير على نمط متنوع بين الارتفاع والانخفاض ولكن بتأنٍ، وكأن شخصا يعاني جروحه، لكنه يقاومها ليتابع حبه وعشقه. «قبل الوصول» هي الأغنية الرابعة التي سجلها في الألبوم، من كلمات عبداللطيف البناي وألحان الرويشد، هذا الثنائي له مزية ونكهة خاصة، تحمل الأغنية أجواء الثمانينات بكلاسيكياتها الجميلة، وموسيقى التسعينات بنموها وتطورها وفرايحيتها الجذابة، يصعب الجمع بين هاتين الروحين، ولكن الرويشد غامر بها ونجح.

علي مساعد والرويشد
«عطرك» أغنية أكثر من رائعة، يجب على كل من يعشق الغناء الرومانسي أن يسمعها، صورة شعرية كتبها الرائع علي مساعد ولحنها الرويشد، هل تذكرون «أنا مو ولهان.. أنا دنيا من الوله» حين فاجأ الثنائي الرويشد ومساعد الجمهور بها، ها هما يفاجآنه مرة أخرى بهذه الأغنية «عطرك»، تعاون آخر يجمع بين الرويشد ومساعد هو أغنية «شي غريب» ولكنها تختلف اختلافا كبيرا عن «عطر» الرويشد قدمها بروح الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، لحن شرقي ممزوج ببهارات خليجية فخرجت بمزاج خاص نادر، وعلى المنوال نفسه في المفاجآت يقدم أغنية أخرى «ما ينسيك» كلمات منصور الواوان وألحان عبدالله القعود.. تحمل هذه الأغنية تيمة معينة جميلة وخفيفة على اللسان «روحي ما تستهوي غيرك، يا إنت.. أو ما أبي غيرك» والجمهور يعشق التيمات في الأغاني لأنها خفيفة على اللسان.
أبدع الرويشد في اختياراته في هذا الألبوم، ونجح في رؤيته للتجديد مع الاحتفاظ بروح الرومانسية الكلاسيكية التي تميز بها وكأنه يريد أن يقدم لنا مجموعة من أغانيه الرائعة مثل «رحلتي» و«تصور» و«دنيا الوله»، ولكن بروح حديثة متجددة.. الاكتفاء بطرح روائع في الألبوم غير كافٍ اذا لم يواكب هذا الجهد الكبير جهد آخر في التسويق والترويج له، ولكن برؤية حديثة وفق الأطر العصرية التي تناسب جمهور اليوم، وهو ما يوصف بجمهور التواصل الاجتماعي، هنا يمكن أن يحقق الألبوم مزيدا من النجاح، عبدالله الرويشد ثروة وطنية يجب المحافظة عليها.

في توجه جديد من شركة روتانا، لم تطرح ألبوم الرويشد الجديد على متاجر أبل كما هو معتاد، بل كانت الحملة ترتكز على الاشتراك في تطبيق «ديزر» المملوك لشركة روتانا، مما سبب ارتباكا لجمهور الرويشد الذي اعتاد على شراء الاغاني خلال الأبل ستور.
على الرغم من ان الاغاني طرحت على اليوتيوب بشكل مبتكر وعصري، فان وجود الأغاني «اوف لاين» على اجهزة الهاتف مهم جدا، وقد اشتكى عدد من مشتركي «ديزر» عدم تمكنهم من الاشتراك بسبب خلل فني يمتد الى هذا اليوم.

ألبوم الرويشد الجديد، هو فعلا مشروع قنبلة الموسم لو تم تسويقه بشكله الصحيح، ونحن لا نتحدث ابدا عن التسويق الاعلامي المباشر الذي تشرف عليه روتانا، انما نضوي الآن على التسويق الفني الذكي، الذي يحاول الفنانون تصويره بانه عفوي، لكنه بواقع الحال مدبر ومدروس.
فمثلا، تسريب بعض الاغاني على انها «ديمو» لعبة اجادها ماجد المهندس في اغنيتين افتعلا ضجة كبيرة مثل «اناديك» و«عطشان»، فظهرت للناس على انها مسربة، ولكنها لعبة جديدة في عالم التسويق.
التمهيد التشويقي لبعض الاعمال الفنية، قبل طرحها قي وسائل التواصل، وبعد طرحها احيانا، لها وقع خاص في نفوس الجمهور، فعندما تخرج شرين وتقول ان اغنية «حبه جنه» تحكي واقعها الحالي، فتهافت الناس لسماعها، وكأنما شرين تقول لهم اليكم عصارة مشاعري، فذلك حتما تسويق عبقري.
او وائل كفوري عندما يصف اغنية «القرار» انها كتبت لقصة حقيقية مؤثرة حدثت لعاشقين في احدى ضواحي بيروت، فتفاعل معها الجمهور اللبناني اينما تفاعل.
او كاظم الساهر مثلا عندما وصف اغنية «حافية القدمين» على انها نتاج اربع سنوات من التلحين، فتلقف الجمهور رسالة الساهر على انها تحد فني خطير.. جميعها أعطت تلك الاعمال رونقا خاصا، وتسويقا ذكيا، يتجاهله الرويشد باستمرار من دون قصد، معتمدا على جماهيرته الطاغية.
الخلاصة، ان تسويق الفنان لأغانيه على المسرح، او عبر اللقاءات، والاهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اضحى امرا ملحاً لابراز تلك الاعمال الجميلة، وضرب اجراس المستمعين، في زمن اكتظت بها الاغاني، وضاع بها المستمع الشغوف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى