المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

أمريكا: اضطرابات لا نهاية لها عقب فشل «جنيف 8»

تتجه الاحداث في سوريا إلى المزيد من التعقيد مع تلاشي التفاؤل بتحقيق تقدم في العملية السياسية تنهي الحرب وتطلق مرحلة اعادة الاعمار وعودة النازحين. ويبدو ان عقدة رحيل رأس النظام بشار الاسد ستستمر حتى تدمير كامل البلاد، فيما يرى مراقبون ان ما تردد عن احتمال أن يلعب نائب الرئيس السوري السابق فاروق الشرع دوراً ما في المرحلة الانتقالية هو «مجرد تكهنات».
وفي سياق متصل، حذرت الولايات المتحدة امس من اضطرابات لا نهاية لها تقبل عليها سوريا عقب انتهاء مفاوضات «جنيف8» بالفشل، وطالبت الدول الداعمة للنظام السوري بالضغط عليه من أجل المشاركة بـ «جدية» في المفاوضات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، هيذر ناورت إن واشنطن تريد من داعمي النظام استخدام نفوذهم لحثه على المشاركة بالكامل في مفاوضات جادة مع المعارضة في جنيف، وتحث كل الأطراف على العمل بجدية نحو حل سياسي لهذا الصراع، وإلا فإنها ستواجه عزلة مستمرة واضطرابًا لا نهاية له في سوريا».
ونددت الولايات المتحدة بـ «عرقلة ومماطلة النظام» في محادثات جنيف، كما اشادت بـ «المشاركة البناءة» للمعارضة.
بدورها، اتهمت فرنسا دمشق بأنها لا تفعل شيئا من أجل التوصل لاتفاق سلام، وقالت إنها ترتكب «جرائم جماعية» في منطقة الغوطة الشرقية، حيث تفرض قوات النظام حصارا على 400 ألف شخص. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرار أرو على تويتر «نظام الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية… هم لا يريدون تسوية سياسية بل يريدون القضاء على أعدائهم».
ووجه نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني بدوره، أصابع الاتهام لروسيا وإيران اللتين تدعمان الأسد بشأن عدم قدرتهما على فرض تطبيق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، وهي ضمن عدة مناطق عدم التصعيد بموجب اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران أبرم في 15 سبتمبر.

الجوع يفتك بالأطفال
ولا يزال أطفال في الغوطة الشرقية لدمشق يتوفون واحدًا تلو الآخر بسبب سوء التغذية، الناتج عن حصار قوات الأسد للمنطقة. وأفاد مراسل عنب بلدي، بوفاة طفل لا يتجاوز الأشهر السبعة، بسبب سوء التغذية وعدم إمكانية علاجه. وذكر تقرير للأمم المتحدة، الجمعة، أن عدد ضحايا «الأمراض المستعصية» ارتفع في الغوطة الشرقية إلى 15 حالة وفاة. وقالت الأمم المتحدة، مطلع ديسمبر الجاري، إنها تنتظر موافقة النظام، للسماح لها بإجلاء 500 حالة مرضية بـ «شكل فوري» من الغوطة لتقديم العلاج والعناية الطبية اللازمة لهم. لكن النظام لم يستجب لهذه الدعوات في وقت دعت وزارة الخارجية الكندية الأمم المتحدة إلى الضغط على النظام من أجل إجلائهم وإدخال المساعدات للمحاصرين دون عوائق.

النظام يرد
في المقابل، أدانت وزارة خارجية النظام السوري اتهامات الأمم المتحدة وفرنسا واميركا للنظام بالمسؤولية عن إفشال مفاوضات «جنيف»، وقال مصدر مسؤول في الخارجية السورية إن وفد النظام تعامل «بكل إيجابية» مع كل الجهود الرامية للخروج من الأزمة، متهمًا وفد المعارضة بإفشال المفاوضات.
لكن في الواقع فإن تعنت النظام ورفضه الشروع في مفاوضات جادة مع المعارضة، ادى إلى دخول مسار مفاوضات جنيف، في نفق مظلم، في الوقت الذي يعاد فيه رسم خريطة الصراع في سوريا بشكل حاسم لمصلحة الرئيس بشار الأسد، حيث يريد حلفاؤه الروس تحويل المكاسب العسكرية إلى تسوية تؤدي لإرساء الاستقرار في البلاد وتأمين مصالحهم في المنطقة.
ورغم أن واشنطن لا تزال تصر على رحيل الأسد، فقد أبلغ مسؤول كبير في المعارضة السورية رويترز أن الولايات المتحدة وحكومات أخرى كانت تؤيد المعارضة «سلمت للرؤية الروسية» لإنهاء الحرب، وبالتالي فإن المحادثات الأساسية ستكون في «سوتشي» المرتقب انطلاقه في فبراير المقبل وليس «جنيف»، في حين لا يوجد مؤشر على أن الأسد على استعداد للتنازل أمام معارضيه.
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي أوروبي يترأس وفد بلاده إلى جنيف إن «الولايات المتحدة تراجعت منذ بداية عهد دونالد ترامب عن دعم المعارضة السورية، وأصبح اهتمامها بالموضوع السوري أقل مما كان عليه عندما كان جون كيري وزيراً للخارجية». من جهة أخرى، اكد الدبلوماسي الأوروبي ان ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، ما زالت تدعم المعارضة السورية وترى في مسار «سوتشي» الذي ترعاه روسيا فخاً.(ا ف ب، الاناضول، د ب أ، رويترز)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى