المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

أوروبا تعد رسوماً جمركية انتقامية على منتجات أمريكية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لن يتراجع عن الرسوم الجديدة المزمعة على واردات الصلب والألومنيوم، ما قد يثير مواجهة محتملة مع كبار المشرعين في حزبه الجمهوري الذين ينتقدون تلك الرسوم ويقولون إنها تهدد الاقتصاد الأميركي وربما تشعل حربا تجارية.
وأضاف خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «لن نتراجع. لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب تجارية».
في المقابل، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض تعريفات جمركية انتقامية بنسبة %25 على واردات الاتحاد من الصلب والملابس والأحذية وبعض المنتجات الأميركية الأخرى، وفقًا لمسودة المقترحات التي اطلعت عليها «بلومبيرغ».
كما اقترحت السلطات الأوروبية أيضًا فرض رسوم جمركية على منتجات تجميل الوجه واليخوت والدراجات النارية والأرز والتوت البري وعصير البرتقال وبعض المشروبات الكحولية.
ويبلغ إجمالي قيمة الواردات المقترح إخضاعها للتعريفة الجمركية الجديدة 2.8 مليار يورو (3.46 مليارات دولار)، وفقًا لما أوردته الوكالة على لسان مسؤول مطلع على الأمر.
وألمح الاتحاد الأوروبي إلى إمكانية فرض ضريبة استيراد بقيمة 25 في المئة على منتجات شركة «ليفايس» للجينز، وذلك إذا فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضرائب على الألومنيوم والفولاذ المستورد من أوروبا.
وفي تصريح لـ«بي بي سي»، أوضحت مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي، سيسيليا مالمستروم، أن منتجات ليفايس ضمن مسودة بقائمة بضائع أميركية يفكر الاتحاد بفرض ضرائب عليها.
وعبرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن قلقها في مكالمة هاتفية أجرتها مع ترامب.
وسيؤدي فرض الرسوم الجمركية التي اقترحها ترامب على واردات الصلب إلى تكلفة كل من «فورد» و«جنرال موتورز» مليار دولار سنويًا، في حال تم ترجمة تلك الرسوم إلى زيادة مماثلة في أسعار الصلب، وفقًا لتحليلات «غولدمان ساكس» نشرتها «سي إن إن موني».
وذكر المصرف الأميركي أن المليار دولار تمثل %12 من ربح «فورد» العام الماضي و%7 من أرباح «جنرال موتورز».
وقالت «فورد» في بيان إن الرسوم الجمركية قد تسبب زيادة في أسعار السلع محليا، مما يضر بتنافسية المصنعين الأميركيين، بينما أوضحت «جنرال موتورز» أنها تدعم السياسات التجارية التي تمكن المصنعين الأميركيين من الفوز وزيادة الوظائف في أميركا.
وأشارت الشركتان إلى أنهما يستخدمان في الأغلب صلبا مصنوعا في أميركا في المركبات التي يصنعونها في الولايات المتحدة.
وقالت مالمستروم لبي بي سي «نفكر في خطوات للرد، وهو ما يعني فرض رسوم أو ضرائب على البضائع المستوردة من الولايات المتحدة». وأكدت أن أوروبا لا ترغب بالتصعيد، لكنها سترد على أي خطوات من جانب الولايات المتحدة.
وانخفضت قيمة أسهم أبرز الشركات الأوروبية لصناعة السيارات الاثنين الماضي في ضوء تهديدات أميركية بفرض رسوم ضريبية عليها كذلك. وعبر ترامب عن عدم رضاه من وجود عجز تجاري لمصلحة أوروبا قيمته 800 مليار دولار.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الشعب الصيني، جانغ ييسوس، إن من الطبيعي وجود احتكاك بين الصين والولايات المتحدة، حيث تجاوز حجم التجارة بين البلدين 580 مليار دولار العام الماضي. لكنه شدد على أن الصين سوف تتخذ «الإجراءات الضرورية» إذا تعرضت مصالحها لأذى.
وبالإضافة إلى منتجات «ليفايس»، قد تفرض أوروبا ضرائب على بضائع أميركية أخرى شهيرة، مثل الدراجات النارية لشركة هارلي ديفيدسون وأنواع من الويسكي الأميركي. وتطال الضرائب المحتملة ما قيمته 3.5 مليارات دولار من الواردات.
وتساءل بعض الزعماء الجمهوريين عن جدوى الخطوات التي فكر ترامب باتخاذها وناشدوه بإعادة النظر بها.

اتفاق شراكة
من جانب آخر، ينهض اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ من كبوته بعد أن اعتبر في حكم الميت إثر سنة من انسحاب الولايات المتحدة منه لتوقعه الخميس في تشيلي 11 دولة من أميركا وآسيا، فيما يوجه موقفاً قوياً في وجه المساعي الحمائية.
وروجت واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما للاتفاق ووُقع في 2016 بعد سنوات من المفاوضات شملت 12 بلدا مطلاً على المحيط الهادئ هي الولايات المتحدة واستراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة وفيتنام.
لكن وقبل دخوله حيز التنفيذ، أعلن الرئيس دونالد ترامب الانسحاب منه مهددا الاتفاق الذي كان يطمح ليشمل دولاً تمثل %40 من اجمالي الناتج الداخلي العالمي وقرابة %25 من التجارة العالمية. ويتذكر مسؤول الوفد التشيلي فيليب لوبيانديا انه بعد قرار ترامب الصادم «عبر الجميع على الفور عن التزام قوي جداً بشأن ضرورة توجيه إشارة سياسية للعالم وللولايات المتحدة بأن الاتفاق جيد وأننا لن نبقى بالتالي مكتوفي الأيدي».
وبعد سنة، سيتم في سانتياغو في تشيلي توقيع الاتفاق الذي بات يسمى الشراكة العالمية والتقدمية عبر المحيط الهادئ متضمنا تقريباً كل بنود النص الأصلي ما عدا 20 بنداً متصلة بالملكية الفكرية فرضتها واشنطن. وتقول تشيلي ان الفصل المتعلق بالملكية الفكرية «اكثر توازناً» في الاتفاق الجديد. ويمثل التوقيع موقفاً معارضاً للنزعة الحمائية السائدة بعد اعلان ترامب عزمه فرض رسوم جمركية باهظة على الصلب والألومنيوم، الأمر الذي يهدد باندلاع حرب تجارية. وقال لوبيانديا «هذا يعيد بعض الثقة إلى القدرات الإقليمية أو قدرة دول مختلفة على التقدم في ابرام اتفاقات مهمة». (واشنطن، بروكسل، سانتياغو – رويترز، أ ف ب، أرقام)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى