المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

إمام وخطيب المسجد النبوي : أشرف المساجد وأعظمها المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض وهو منارة هداية الناس

ألقى فضيلة الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة اليوم بيّن فيها أن الله عز وجل فاضل بين خلقه واختار ما شاء بفضله.

وأكد فضيلته على أنتا نتعبد الله بمعرفة ما جاء النص بتفضيله ، واعتقاد ذلك والتعبد لله بالمشروع فيه ، وله من هذا باعث على السبق إلى الفضائل والتنافس على أعلى المراتب ، ومنشأ التفاضل بين الخلق التقوى وتحقيق العبودية والقرب من الله ، وأفراد الجنس الواحد يتفاوتون في ذلك تفاوتاً كبيراً ، قال عليه الصلاة والسلام في حق رجلين ” هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِثْلَ هَذَا” .

وأضاف فضيلته : أن الأرض منازلها على قدر ذلك ، وأحبها إلى الله مواطن عبوديته قال عليه الصلاة والسلام ” أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا ” وذلك لما خصّت به العبادات والأذكار واجتماع المؤمنين وظهور شعائر الدين.

وأضاف :  أشرف المساجد وأعظمها المسجد الحرام ، أول مسجد وضع في الأرض ، وهو منارة هداية الناس (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) .

وثاني المساجد فضلاً مسجده عليه الصلاة والسلام ، هو آخر مسجد بناه نبي ” صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ” . والمسجد الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضع في الأرض بعد المسجد الحرام عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّل؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» .

وتابع فضيلته : وإلى هذه المساجد الثلاثة تشد الرحال دون سواها قال عليه الصلاة والسلام (لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِد: المَسْجِدِ الحَرَام وَمَسْجِدِي هَذَا وَالمَسْجِدِ الأَقْصَى) قال شيخ الإسلام رحمه الله ” وما سوى هذه المساجد لا يشرع السفر إليه باتفاق أهل العلم” .

ومسجد قباء أسس على التقوى من أول يوم قال سبحانه : ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) .

وأكد فضيلته  أنه ليس في مكة والمدينة مسجد يشرع إتيانه سوى المسجدين وقباء وما سوى ذلك فلها حكم سائر المساجد.

ومن آداب المساجد إتيانها على طهارة وأخذ الزينة لها قال تعالى (  يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ومن تعظيمها السير إليها على أكمل هيئه ، ومن أتى المسجد فليلزم السكينة والوقار في هيئته ومشيه قال عليه الصلاة والسلام  ( إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا) .

وبين فضيلته أن المساجد عز المسلمين وشرفهم وشعار دينهم ومن عمرها بالصلاة فيها والذكر رفعه الله وأسعده وشرح صدره ، وإحياء العلم بتعليم القرآن والسنة إحياء لها وبناية حقيقية لها ، ومن حرم ما فيها من الخير أو صد عنه فقد فاته فضل كثير.

وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلته فضل صلاة الجماعة والحرص على أدائها مع جماعة المسلمين قائلا : أيها المسلمون صلاة الجماعة في المساجد وإقامة الأذان فيها للصلوات الخمس من شعائر الإسلام ومن أعظم العبادات وأجل القربات وهي من الواجبات ، همّ الرسول صلى الله عليه وسلم بإحراق من تخلف عنها وعدّ تركها من صفات المنافقين ولم يأذن بالتخلف لرجل أعمى لا قائد له ومن سمع النداء ولم يجب فلا صلاة له إلا من عذر ، قال ابن القيم رحمه الله من تأمل السنة حق التأمل تبيّن له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان.

قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَداً مُسْلِماً ، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ _ المكتوبة _ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى ، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى ، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ) .

وصلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في المسجد وإذا خرجت لزمت الستر والحجاب وابتعدت عن كل ما يفتن الرجال لتظفر بالحسنات وتدفع السيئات.

وبين فضيلته أن ما يتوالى على المسلمين من فتن وحروب ودمار وتشريد وتسليط الأعداء تذكير بالرجوع إلى الله والصلوات والمساجد والقرآن قال سبحانه (ِليُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .

وقد وعد الله بنصر المؤمنين وإن ضعفت الأسباب أو تخلفت ، فنصر المسلمين في بدر وهم قلة واجتمع المشركون من كل مكان على محاصرة النبي صلى الله عليه وسلم وقتاله فأرسل عليهم يوم الأحزاب ريحاً وجنوداً لم يروها فتفرق المشركون وخذلوا.

والله قادر على نصر عباده المؤمنين ، ولحكمة الابتلاء لهم قد يديل عليهم الأعداء لينال منهم ما ينال من الشهادة والصبر على المصاب والتعلق بالله قال سبحانه : ( وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ)

واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء لولاة الأمر بالنصر والتمكين وأن يحفظ هذه البلاد خاصة وجميع بلاد  المسلمين وأن يوحد صفوف المسلمين وأن يجمع كلمتهم على الحق ويبعد عنهم الخلاف والفرقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى