المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

ابن زايد وابن سلمان.. ديناميكية جديدة

تمثل العلاقات المتنامية بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ديناميكية جديدة قد تعيد تشكيل المنطقة.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير ان الرجلين تعارفا عندما حظيا معا بهواية خليجية محببة – التخييم في الصحراء برفقة صقور مدربة. واشارت الصحيفة إلى ان رحلة كانت قبل نحو عام ونصف العام، شكلت نقطة تحول في الصداقة المزدهرة بين المحمدين.
وأشارت إلى أن السعودية الغنية بالنفط، والتي تتبنى نهجا محافظا، تتوافق سياساتها مع جارتها الأصغر حجما والأكثر ليبرالية وتنوعا اقتصاديا. وينظر إلى العلاقة بين الأميرين باعتبارها نقطة مركزية في التحول السعودي.

يتخذ السعوديون خطوات أكثر جرأة للحد من التشدد الديني في الداخل، ويتبنون موقفا صارما تجاه الجماعات الإسلامية المتطرفة في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الإمارات منذ فترة طويلة، بحسب الصحيفة. كما تتبنى السعودية سياسة خارجية أكثر جرأة، وقد تجلت آخر مظاهر هذه السياسة في المقاطعة التي فرضتها مع الإمارات على قطر، الجارة الصغيرة في الخليج، بسبب دعم الاخيرة لجماعات إسلامية مثل الإخوان المسلمين في مصر وحماس في غزة، ومحافظتها على صلات مع جماعات متطرفة اخرى في سوريا وليبيا، مما أثار غضب الإمارات.
عن أزمة المقاطعة قال أندرياس كريغ المستشار السابق لحكومة قطر والخبير في شؤون الخليج في كلية كينغز في لندن للصحيفة: «حتى وقت قريب، كانت الأمور تمضي على ما يرام بين الأمير السعودي وأمير قطر.. ولكن لأن قطر والإمارات بعيدتان إحداهما عن الأخرى بنسبة 180 درجة، فقد كان على السعودية أن تختار».

تواؤمٌ متزايد
وقال التقرير: «إن التواؤم المتزايد بين الرياض وأبوظبي له آثار بعيدة المدى على المنطقة وعلى الولايات المتحدة. وقد اتخذت إدارة ترامب نهجا متشددا ضد إيران، ورحبت بالتعاون الوثيق مع السعودية والإمارات ضد منافسهما المشترك».
وفي الوقت نفسه، فإن الموقف السعودي-الإماراتي الأكثر جرأة يطرح تحديات بالنسبة لواشنطن التي تبذل إدارتها برئاسة دونالد ترامب جهودا لحل الخلاف الخليجي.
ونقل التقرير عن مقربين من القيادة الاماراتية ان ابوظبي ترى في وجود سعودية مستقرة ومعتدلة أولوية عليا للأمن القومي إلى حد كبير بسبب موقعها كمهد للإسلام، وحيث تؤثر السعودية ومصر كقوتين إقليميتين في العالم الإسلامي.
ونقلت «وول ستريت» عن مسؤول إماراتي قوله: «إن مصر والسعودية مركز الثقل للدين الإسلامي. وإذا لم تكونا معتدلتين، فقد نفقد الإسلام لمصلحة أيديولوجيات إسلامية متطرفة. لكي نحمي الإسلام فإن السعودية ومصر بحاجة إلى النجاح».

ديناميكية جديدة
وقال أحد المقربين من القيادة الإماراتية: «يرى محمد بن زايد في محمد بن سلمان الشخص المعاصر الذي يدرك أهمية السعودية في العالم». حيث يرعى محمد بن سلمان برنامجا طموحا يهدف إلى إصلاح الاقتصاد السعودي، ويوقف اعتماده على النفط، وفتح المجتمع السعودي تدريجيا. وقد نظرت السعودية إلى الإمارات كنموذج في قضايا تتراوح بين كيفية تطوير صناعة دفاع محلية إلى إصلاح صندوق الثروة السعودية السيادي، على حد قول أشخاص مقربين من قيادة البلدين.
يذكر أن الإمارات كشفت عن خطة مماثلة لتنويع اقتصادها منذ عقد مضى، وتحولت السعودية إلى بعض البنوك وشركات الاستشارات نفسها للمساعدة في صياغة الخطة السعودية. وتحولت مدينة دبي التي لديها القليل من النفط الخاص بها، في العقود الأخيرة إلى مركز تجاري وسياحي إقليمي.
وتريد السعودية الآن تطوير قطاع السياحة الخاص بها. وكانت قد أعلنت مؤخرا عن خطط لتطوير ساحلها على البحر الأحمر ضمن مشروع سياحي يمكن للأجانب من معظم الجنسيات أن يفدوا إليه بتأشيرات سياحية. وفي بلد لا يصدر حتى الآن تأشيرات سياحية، سيشكل المشروع فتحا غير مسبوق للزوار الأجانب.
وقال داني سيبرايت المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية، رئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي: «إن العلاقات بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تمثل ديناميكية جديدة تعيد تشكيل المنطقة في الواقع، وليس في الوقت الحاضر فقط، ولكن في المستقبل أيضا».
¶ وول ستريت جورنال ¶

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى