بقلم – روكان بن إبراهيم المحسن
في المنظمات غير الربحية، تعد مشكلة استبقاء المتطوعين أحد التحديات الكبيرة التي تواجهها. ووفقًا للإحصائيات العالمية، يتراوح معدل التحول وترك المتطوعين للمنظمات بين 20-50٪ في غضون السنة الأولى من التطوع، مما يعني أن أغلبية المتطوعين لا يستمرون في التطوع لفترة طويلة.
أهمية استبقاء المتطوعين:
الاهتمام بالمتطوعين والاحتفاظ بهم أمر حيوي لنجاح أي منظمة غير ربحية. وتشمل الدراسات الحديثة التي تركز على هذا الموضوع عدة نقاط مهمة:
1. وضع تجربة المتطوع في المقدمة: تشير الدراسات إلى أن تجربة المتطوع في المنظمة لها تأثير كبير على استبقاءه، حيث يتوقف الكثيرون عن التطوع بسبب تجربة غير مرضية أثناء عملهم التطوعي. لذا، يجب على المنظمات توفير بيئة داعمة ومحفزة وحل المشاكل التي تواجه المتطوعين.
2. توجيه استراتيجات استقطاب المتطوعين: ينصح العديد من الباحثين بعدم التركيز فقط على استقطاب عدد كبير من المتطوعين، بل يجب التركيز أيضاً على جودة الارتباط والمشاركة لضمان استبقاء المتطوعين. وتتضمن الاستراتيجية الفعالة تنظيم جلسات توعية وتدريب للمتطوعين المحتملين لضمان أفضل توافق بين اهتماماتهم ومتطلبات المنظمة.
3. دعم وتوجيه المتطوعين: تشير الدراسات إلى أن توفير الدعم والتوجيه المناسبين للمتطوعين يزيد من ارتباطهم ورضاهم، وبالتالي يزيد من استبقاءهم في المنظمة. يجب على المنظمات تخصيص زمن للتواصل مع المتطوعين وتقديم الدعم اللازم وتقديم المشورة الموجهة لهم.
4. تقديم فرص التعلم والتطوير: تعمل الدراسات على تسليط الضوء على أهمية توفير فرص التعلم والتطوير المستمر للمتطوعين. يمكن للمنظمات تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية وتقديم خطط تطوير مهني للمتطوعين لتحفيزهم وتعزيز مشاركتهم المستدامة في المنظمة.
5. بناء علاقة قوية ومستدامة : علاقة طويلة الأمد بين المتطوعين والمنظمة تعتبر ركيزة أساسية لاستبقاءهم . يجب على المنظمة بناء علاقات قوية مع المتطوعين من خلال التواصل المنتظم،و إظهار التقدير لجهودهم، وتقديم الدعم والمساندة لهم في جميع مجالات عملهم.
