المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةاقتصاد

استحواذ «أمازون» على «هول فودز» يُشعل حرب أسعار

أعلنت شركة أمازون أنها ستبدأ خفض الأسعار على المنتجات التي تباع في «هول فودز» في حال إتمام صفقة الاستحواذ على متاجر البقالة الفاخرة يوم الاثنين المقبل. هذا الإعلان أثار من جديد هزة في قطاع «السوبر ماركت» بسبب التغييرات الكثيرة التي سيشهدها المستهلكون بعد إتمام صفقة الشراء التي بلغت قيمتها 13.7 مليار دولار.
وذكرت «أمازون» في بيان صدر عنها أن سوق «هول فودز» سيوفّر أسعاراً أرخص، ابتداءً من الإثنين المقبل على مجموعة من أفضل السلع مبيعاً في متاجرها، مشيرة إلى توفير عروض أشمل وأكبر لاحقاً.
ومع الإعلان عن إتمام الصفقة بعد أيام، أطلَّ شبح حرب أسعار في صناعة تعاني بالأصل من هوامش ضئيلة جدا، وتسبّبت في تبخّر أكثر من 11 مليار دولار من القيمة السوقية لبعض أبرز متاجر البقالة.
إذ انخفض سهم «كروجر» بنسبة 6.8 في المئة ليصل إلى 21.4 دولاراً، كما انخفض سهم «سبروتس فارمر» بنسبة 5.2 في المئة إلى 22.61 دولاراً، وتراجع سهم متاجر «سوبيرفالو» بنسبة 5.1 في المئة ليبلغ سعر السهم 20.72 دولاراً، وهو ما حدث أيضاً مع سهم «إنغلز» الذي تراجع بمعدل 2.8 في المئة إلى 23.33 دولاراً.
أما شركة تارجيت التي كانت تسعى إلى تعزيز أنشطتها في مجال تجزئة الأغذية، فانخفضت قيمتها بنسبة 3.7 في المئة. والأمر ذاته حصل مع شركة كوستكو التي انخفض سهمها بنسبة 4 في المئة؛ ليبلغ 152.96 دولاراً. المثير أنه حتى سهم متاجر «وول مارت» عملاق التجزئة التي يراهن المحللون على أنها تملك سيولة كافية لتتحمل حرب الأسعار، حيث تبلغ قيمتها السوقية 238.55 مليار دولار، انخفض بنسبة 2 في المئة إلى 78.31 دولاراً.
في غضون ذلك، يأتي إعلان «أمازون» عن عملية الاستحواذ بعد حصولها على موافقة المساهمين يوم الأربعاء الماضي، وبعد أن صرّحت لجنة التجارة الفدرالية بانتهاء التحقيق في الصفقة.
وكان تقييم السعر واحداً من كبرى العقبات التي واجهت «هول فودز» مع سعيها إلى إحياء نمو المبيعات. هذا وسيعمل الموظفون ضمن فريق التكنولوجيا في الشركتين على دمج Amazon Prime وهي خدمة اشتراك معروفة في «أمازون» من ميزاتها خدمة الشحن المجاني، في نظام نقطة البيع لدى «هول فودز».
تقول «أمازون» في بيانها إنه: «عندما يكتمل هذا العمل، فسيحصل أعضاء خدمة Amazon Prime على وفورات خاصة وفوائد في المتجر.. وما هذه إلا البداية».
من ناحيتها، تقول صحيفة فايننشال تايمز إنه رغم التواجد الصغير نسبياً لمتاجر «هول فودز» في بريطانيا، فإن «أمازون» تخطط لجعل منتجات متاجر البقالة متوافرة في 302 عنوان بريدي في جميع أنحاء لندن وجنوب شرق البلاد.
أما باول بيسكويك من شركة أوليفر وايمان، فيرى أن الإعلان عن تخفيض أسعار السلع والمنتجات ليس مفاجئاً البتة، لكنه تنبيه إلى أن دخول «أمازون» إلى قطاع تجزئة الأغذية على أرض الواقع، سيسبب القليل من المضار للشركات الأخرى بنسبة محدودة. وهو ما تجلّى في هبوط وتراجع بعض أسهم كبرى متاجر البقالة مثل «كروجر» و«سبروتس فارمر».
ويضيف بيسكويك قائلاً إن التسعير له أثر مباشر في الربحية في المدى القصير، لكن على المدى البعيد سيتحول الأمر إلى مقاومة وقدرة الأسهم على استيعاب الصدمة بشكل أفضل من غيرها. على سبيل المثال، شهدت أسعار الأغذية التي تؤكل في المنازل في الولايات المتحدة تراجعاً شهرياً منذ ما يربو على عام ونصف العام، وهو أطول تراجع منذ الخمسينات، وذلك نتيجة حرب متاجر البقالة على تخفيض كلفة السلع والأسعار على حساب تعزيز الكمية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقّع أن تستعر منافسة الأسعار مع توسع سلسلة متاجر الأغذية والبقالة الألمانية «ليدي» و«آلدي» في الولايات المتحدة الأميركية، بعدما عصفت بالمنافسين الأوروبيين بسبب أسعار خصوماتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى