المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةغرائب و منوعات

اشربها في المقهى.. ولا تخرج بها

وكانت مجموعات من السكان المحليين والزوار تحتشد في هذا المقهى، طوال قرن تقريبا، للاستمتاع بتجربة تذوق مشروب الاسبرسو الأصلي الذي يعد معيارا تقاس به جودة القهوة، لكن الجديد الذي طرأ على هذا المقهى العريق هو أن معدّي مشروب القهوة أصبحوا يسمعون بدرجة أكبر هذه الأيام كلمة «دا اسبورتو»، التي تعني بالإيطالية اصطحاب المشروب مع الزبون لتناوله في الخارج، بدل الجلوس للاستمتاع به داخل المقهى.
وتقول فيدريكا ريشي، مديرة المبيعات في هذا المقهى الشهير، الكائن بالقرب من البانثيون- وهو معبد روماني أثري بروما- «إننا نقدم القهوة للراغبين في أخذها معهم منذ نحو عام»، وتضيف «حتى الإيطاليين لم يعد لديهم بشكل متزايد فسحة من الوقت لكي يجلسوا لتناول مشروب القهوة، وتتوقع أن ينمو الاتجاه بأخذ الزبائن مشروب القهوة معهم مستقبلا.
وينطبق الحال نفسه على مقهى «لا كاسا ديل كافيه تازا دورو»، وهو مقهى حديث، وإن كان لا يزال يحتفظ ببعض المظاهر التراثية ويقع في الناحية الأخرى من البانثيون، وكان هذا المقهى يقدم منذ افتتاحه الاسبرسو للمشترين عبر واجهة البيع المصنوعة من الألواح الخشبية ليصحبوا المشروب معهم.
وفي هذا المقهى يكون النشاط التجاري لبيع القهوة التي يأخذها الزبائن معهم قويا مثل القهوة ذاتها، وترى لاورا بيروزي العاملة في المقهى ان تقديم القهوة في كوب يمكن إلقاؤه بعد ذلك لا يتماثل مع ثقافة تناول القهوة في إيطاليا، وتقول إن «القهوة التي يأخها الزبائن هي سريعة الإعداد، لكنها لا تنتمي إلى القهوة الإيطالية الأصلية».
قواعد صارمة
وهناك قواعد صارمة لتناول القهوة في إيطاليا، التي تعد دولة الاسبريسو في الأصل، فهذا الفنجان الصغير من القهوة يجب تسخينه مسبقا في درجة حرارة 40 مئوية، ويتم تقديم كوب من الماء مجانا معه.
وتقول مصادر شركة «فيرجنانو» التي تعد أقدم شركة في إيطاليا لتحميص البن، إن معظم الإيطاليين يراعون هذه الطقوس أربع مرات في اليوم، وتعد النوعية الأكثر تقديسا لدى الذواقة الإيطاليين هي «الحبة الصغيرة والسوداء»، وفي الوقت الذي يتم فيه إعداد مشروب القهوة تتشكل طبقة غير سميكة من رغوة الكريمة على السطح، ويجب تناول الاسبريسو بسرعة.
وهناك أنواع أخرى من القهوة مثل الأمريكانو، تكون مناسبة بدرجة أكبر لـ«تيك اواي» لأنها تحتفظ بمذاقها لفترة أطول، وذلك وفقا لما يقوله ماسيميليانو بوجلياني مدير مجموعة القهوة الإيطالية «إيلي».
ويجب تلبية بعض الشروط المسبقة للحصول على مشروب الاسبريسو المثالي، منها النوعية الجيدة لحبوب البن، ومهارة معد المشروب، والوعاء الذي يتم فيه تقديم المشروب، ويقول بوجلياني إن هناك فارقا كبيرا بين ما إذا كانت شفاه الشارب تلمس «وعاء من البروسلين الناعم كالحرير» أو «مادة خشنة بها شقوق وتسبب الوخز للشارب».
وهو أيضا لا يشكك في أن القهوة الـ«تيك اواي» بمختلف أنواعها أصبحت أكثر رواجا في إيطاليا، ويقول «إننا نتوقع طلبا متزايدا على هذه النوعية في المستقبل».
وثمة تعبير آخر ينم عن تغيير ثقافة تناول القهوة في إيطاليا ظهر بقدوم سلسلة مقاهي ستاربكس، وستقوم هذه السلسلة الأميركية العام المقبل ببناء أول مصنع لها لتحميص البن في أوروبا، داخل مبنى البريد الضخم السابق بمدينة ميلانو الإيطالية، إلى جانب افتتاح مجموعة من المقاهي التابعة لها في مختلف المدن الإيطالية.
وبينما تقول شركة ستاربكس الأميركية العملاقة إنها تريد أن تعثر على مكان محترم في مدينة روما وباقي المدن الإيطالية لتزاول منه نشاطها، يرى النشطاء في المجال الثقافي ان هذا التوسع يعد هجوما على تراث تناول القهوة الإيطالية. (د ب ا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى