المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

«الأحمدي» استنجدت: إني أغرق… أغرق!

استنجدت مناطق محافظة الأحمدي، وخصوصا الصباحية والمنقف والفحيحيل وأبو حليفة، مساء اول من امس بذوي القرار لينقذوها من الامطار التي كانت ضيفا ثقيلا، كشف من ضمن ما كشفه الاهمال و سوء التخطيط، في مشاريع الطرق والصرف. فالسعادة التي غمرت الناس بزخات المطر التي غابت عنهم طويلاً، تحولت بعد دقائق إلى حيرة ومعاناة، بعد أن حوصرت المناطق وسدّت الطرق.

واقتحمت المياه مرافق عامة وخاصة، في وقت بدا مسؤولو وزارة الأشغال في حيرة من امرهم وهم يرون مرافقهم عاجزة عن التعامل مع الموقف فلا مناهيل الصرف صرّفت مياه المطر، ولا خطة طوارئ تنفذ لتدارك الأمر، وزاد الطين بلة عدم وجود خطة لمواجهة مثل هذه الحالات من قبل الدفاع المدني والادارة العامة للمرور فتعرقل السير بقرارات عشوائية في إغلاق الطرقات وتحويلها، الأمر الذي جعل الأهالي يعيشون ساعات في الطرق حتى يعودوا إلى بيوتهم.

مناطق الصباحية والمنقف والفحيحيل، عاشت اكبر معاناة جراء الامطار التي هطلت على البلاد والتي لم تستمر لأكثر من ساعة، حيث أصبح الطريق الساحلي الرابط بين المنقف والفحيحيل نهرا جاريا، ومجاري تصريف الامطار لم تستوعب الكميات الكبيرة، فبدأت بالفوران كالينابيع التي تدفقت إلى الشارع، فتعطلت السيارات، وعجزت دوريات المرور عن تسيير الحركة، وأعيقت آليات المطافئ من الوصول للبلاغات فيما علقت سيارات الاسعاف في الزحام.

وفي اول تجربة حقيقية لامكانات نفق طريق الفحيحيل السريع ما بين منطقة المنقف والصباحية، سقط في الاختبار سقوطا مدويا حيث أصبح بحيرة غرقت فيها السيارات والباصات ولولا قدر الله لسجلت اولى الوفيات جراء الامطار فيه، حيث فزع مواطنون ومقيمون لإخراج النساء والأطفال وكبار السن الذين علقوا في هذه البحيرة التي امتدت لاكثر من 500 متر بمنسوب مياه تجاوز المترين.

ولم تستطع وزارة الاشغال حتى ظهر امس من العمل فيه او سحب المياه المتجمعة فيه ولم تحضر أي آليه للموقع، وأصبح هذا النفق معلما سياحيا يزوره المارة ويصعدون على جسر المشاه المحاذي له لالتقاط الصور التذكاريه له.

وفيما تعرضت منطقة جنوب الصباحية لكارثة حقيقية كون هذه المنطقة مخصصة للاستعمالات الحكومية، وفيها العديد من قاعات الافراح المؤقتة والتي تفاجأ روادها بعد توقف المطر بغرق سياراتهم، حيث وصلت المياه لنصفها ارتفاعا، فيما تسربت الرمال الى الشوارع وعلقت الكثير من السيارات فيه، فيما اقتحمت المياه ثانوية النصر في المنطقة وأغرقتها.

وفي حلول سريعة وغير مثمرة للادارة العامة للمرور، قامت بإغلاق الدوار الرابط بين المنقف والصباحية، وحولت السيارات الى طريق الفحيحيل السريع باتجاه العاصمة، والطريق المعاكس تم تحويل حركته الى منطقة الصباحية، ومنع المرور فوق النفق الغارق واغلقت مدخل الصباحية مع ضاحية فهد الاحمد، ووجهت السير الى طريق الملك فهد والذي كان شبه مغلق بسبب اغلاق حركة السير على الجسر الرابط بين الاحمدي والصباحية وهنا اصبح اهالي الصباحية يدورون حول منطقتهم حتى الساعة الثالثة من فجر امس، لكي يصلوا الى منازلهم رغم ان الطرقات المغلقة لم تتضرر من الامطار.

وأعرب أبناء الصباحية والمنقف عن استيائهم الشديد من إجراءات الصيانة لشبكات صرف الامطار، في الطرق الرئيسية. وأضافوا إلى أن دخول المياه إلى الشوارع الداخلية عرض بعض المنازل المنخفضة للغرق.

وطالبوا بسرعة حل مشكلة الجسر الذي يقع بين الصباحية والمنقف الذي هرم وهو في بداية عمره، وطالبوا بسرعة الاهتمام بالشوارع الداخلية، مؤكدين أن الصباحية منذ 47 عاماً دون صيانة، حيث تدمرت البنية التحتية محذرين من وقوع مثل هذه الكوارث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى