المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

اقتصاد

الأزمة التركية ـ الأميركية تطيح الليرة

سجّلت الليرة التركية تراجعاً حادّاً مع غرق أنقرة في أزمة دبلوماسية خطيرة مع الولايات المتحدة، بشأن قس أميركي تحتجزه، وخلافات دبلوماسية أخرى.
وفقدت الليرة أمس قرابة 20 في المئة من قيمتها، وهي أعلى هبوط للعملة في يوم واحد، حيث تم التداول بها بمستوى 6.6 ليرات للدولار الواحد، الأمر الذي ستكون له تداعياته على الاقتصاد التركي بشكل عام، مع تخوّف الأسواق من عجز السلطات التركية عن ضبط التضخّم المتزايد، الذي بلغ معدله السنوي حوالي %16 في يوليو.
وأكدت مصادر مالية مطلعة لــ القبس أن الاستثمارات الكويتية في تركيا تتأثر بهبوط الليرة، لكنها تتوقّع تجاوز ذلك عندما يعود الاقتصاد التركي إلى التحسّن. وأشارت إلى أن الاستثمارات العقارية والمصرفية أساس الاستثمار الكويتي في تركيا، بالإضافة إلى توظيفات أخرى طفيفة في قطاعات أخرى.
وسُجل التراجع الكبير للعملة غداة تصريحات للرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والأميركي دونالد ترامب؛ الذي أعلن مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم المستوردين من تركيا، قائلاً في تغريدة عبر موقع تويتر: «أصدرت للتوّ أمراً بمضاعفة رسوم الصلب والألمنيوم في ما يتعلّق بتركيا، في الوقت الذي تتراجع فيه عملتهم (الليرة التركية)، تراجعاً سريعاً أمام دولارنا القوي جدّاً». وأضاف: «علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة حاليا!».
في المقابل، أعلن الرئيس التركي أمس أن أنقرة «لن تخسر الحرب الاقتصادية»، مقللاً من أهمية الأزمة بالقول إنه «إذا كان لدى أميركا الدولار فتركيا لديها الله، والشعب، والحق».
وأجرى أردوغان اتصالاً بنظيره الروسي فلاديمير بوتين؛ بحثَا خلاله العلاقات الاقتصادية والملف السوري. وقال أردوغان عقب الاتصال إن العلاقة مع روسيا ستزداد قوة خلال الأيام المقبلة.
وكان نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال اجتمع في واشنطن بمساعد وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، في محاولة لنزع فتيل الأزمة من دون التوصّل إلى نتيجة. (القبس، أ.ف.ب، رويترز)

عجزٌ عن لجم التضخم

أكدت مصادر اقتصادية أن الحكومة التركية تعجز عن لجم التضخم المستفحل والأسواق لا ترحب بسياسات أردوغان الاقتصادية، اذ يدعو العديد من خبراء الاقتصاد البنك المركزي إلى رفع معدلات الفائدة من %18 إلى %30 للحد من التضخم، لكن أردوغان معارض بشدة لرفع النسب.
كما ان المشكلة في اقتصاد البلاد تكمن في انه نما بديون خارجية كبيرة ولم توظف في مشاريع منتجة، بل في عقارات و«مولات»، وهناك الآن شركات مقترضة بالعملات الاجنبية معرضة للافلاس، أما السندات التركية فمصنفة حالياً بين الأسوأ عالمياً.

«عقلية إستراتيجية» جديدة
قال وزير الخزانة والمالية التركي بيرات البيرق: إن تركيا ستعتمد نهجاً إستراتيجياً جديداً حيال الاقتصاد، يتّسم بالاستدامة، ويقوم على «عقلية إستراتيجية»، في ظل النظام الرئاسي. وأدلى البيرق ــــ زوج ابنة الرئيس رجب طيب أردوغان ــــ بتصريحاته أثناء عرض توضيحي لإعلان سياسته الاقتصادية. ورأى أن تركيا يجب أن تتغيّر؛ كي ترتقي وتنضم إلى اقتصادات الدخل المرتفع.

 

تراجع المؤشرات الأميركية والأوروبية

انخفضت الأسهم الأميركية والأوروبية أمس مع اهتزاز الأسواق العالمية بفعل تهاوي الليرة التركية، مع وقوع البنوك الدائنة لأنقرة ضمن قائمة أكبر الأسهم الخاسرة. وكانت صحيفة فايننشال تايمز نشرت تقريرا في وقت سابق، قالت فيه إن «البنك المركزي الأوروبي قلق إزاء انكشافه على تركيا في ضوء الانخفاض الكبير لليرة».

 

«نضال وطني»
دعا الرئيس رجب طيب أردوغان الأتراك إلى تحويل العملة الصعبة والذهب اللذين يملكونهما إلى الليرة، محذّراً من أن الدولة سترد على من بدأوا «حرباً اقتصادية» عليها. وقال أمام حشد في مدينة بايبورت شمال شرقي البلاد: «الدولار لن يعرقل مسيرة تركيا»، واصفاً أزمة تراجع الليرة بأنها «نضال وطني».
وأضاف: «سيكون هذا رد أمّتي على الذين أعلنوا حرباً اقتصادية ضدنا»، مشيراً بالاتهام إلى «لوبي معدلات فوائد» غامض لم يوضح معالمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى