المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

الأسرة حائط السد المنيع الأول في حماية الأبناء من المخدرات

 

تعتبر الأسرة حائط السد المنيع الأول في حماية الأبناء من براثن المخدرات، ويليها دور المدرسة في الإبلاغ أو ملاحظة سلوك الطلبة وحمايتهم والتواصل المستمر مع الأسرة، وتقع على الوالدين مسؤولية تربية الأبناء بشكل يحصنهم من المشاكل المحيطة بهم، فنحن في مجتمع منفتح والدنيا أصبحت قرية صغيرة في ظل التقنية لذا لا بد من التأكيد على التربية ومتابعة الأم فهي المسؤولة الأولى عن الأبناء.
فمن يمكن أن ينتبه للابن إذا كان على غير طبيعته، أو إذا كان يبدو خاملا أو مريضا أو نائما؟ أليست هي الأم التي يجب أن تتنبه لأي تصرف غريب عند أبنها، أم أنها تتركه للإدمان وبعدها تبكي عليه وكأنها غير مذنبة ولا دخل لها في الأمر.
“موضوع المخدرات” أمر مرعب فحب التجربة والفضول وأصدقاء السوء والدلال الزائد للأبناء وغياب القدوة الصالحة من حياة الأبناء، وغياب الوازع الديني، والغياب الواضح لرقابة الأسرة في البيت وخارج البيت، ووجود أوقات الفراغ الكثيرة غير المستثمرة هم من أهم أسباب إدمان المخدرات.
ولا يختلف اثنان على أن تربية الأبناء مهمة صعبة خاصة في زمننا هذا فقد صرنا نسمع ونرى أمورا كثيرة تدخل إلى عالمنا مع وجود الانترنت والقنوات الفضائية والأصدقاء الذين لا نعرف عن أسرهم شيئا. فمن واجب الأهل حماية أبنائهم من الانحراف. ويجب أن يكون الحرص كبيرا في متابعة كل شاردة وواردة تخص الأبناء سواء في البيت أو المدرسة.
إن التعامل مع الأبناء هو الذي يحدد توجهاتهم، فالالتزام الديني يعصم المرء عن كثير من الأخطاء التي تشكل تهديدا وخطرا مغلفا بالإغراء.وعلى الأسرة ألا يعتمد تعاملها مع الأبناء على النصائح المباشرة، لأن تلك النصائح تكون ثقيلة على النفس، فمثلا تعرفهم بمخاطر المخدرات عن طريق رواية حياة مدمن خسر حياته وثروته وصحته بسبب تعاطيه للمخدرات، أو تطلعهم على خبر صحفي بهذا الشأن أو تشاهد معهم برنامجا تلفزيونيا عن الإدمان.
ولا بد من تعريفهم بخطورة رفقة السوء وضرورة أن يصاحب المرء أشخاصا يثق بهم، وأن تحرص على مرافقة أبنائها للتنزه وخلق جو نفسي مناسب لهم.
وتبدو الأسباب النفسية للإدمان والدخول في عالم المخدرات مرتبطة بشكل مباشر بالأسرة وترابطها، فمن الأسباب الرئيسة للإدمان أيضا عدم وجود الترابط الأسري واضطراب الشخصية والضغوط في البيت والعمل، فالحرص على تنشئة الطفل في بيئة صحية خالية من المشاكل والخلافات، يشعره بحالة الاستقرار العاطفي والنفسي، ويجعله قادرا على الحكم الصحيح في اختيار أصدقائه وتصرفاته في الخارج.
ومن الممكن ان تؤثر الناحية الاجتماعية أيضا في هذا الموضوع، إن فقدان الرعاية والأمان الأسري تؤدي بالمراهق إلى الإدمان، فحين يكون التفكك الأسري والمشاحنات المستمرة طريقة لحياة الأبوين يبحث الفتى أو الفتاة عن الحب والعطف لكنه لا يجده في محيط الأسرة. ويمكن أن يكون الاستمرار نتيجة عدم الشعور بالأمان أو الرغبة في الحصول على القبول الاجتماعي.
وغالبًا ما يشعر المراهقون بأنهم غير قابلين للضرر وربما لا يتدبرون عواقب أفعالهم، مما يؤدي بهم إلى المجازفة الخطيرة بتعاطي المخدرات. لذا لابد من متابعة الأهل لأبنائهم ومتابعة سلوكهم متابعة إيجابية وليست متابعة ضغط وتشدد، كما ينبغي توفير الأمان النفسي والعاطفي للأبناء ومنحهم الاستقرار لحمايتهم من مغريات الخارج، وكذلك متابعة أدائهم الدراسي والرياضي ومعرفة من هم أصدقاؤهم الذين يرافقونهم طوال الوقت.
أختي الأم أخي الأب: لا تخجل من التحدث مع ابنك أو بنتك على تأثير المخدرات وكذلك السجائر وحجم الأضرار الوخيمة التي قد تسببها المخدرات على صحة وحياة الفرد، ولابد من أن يكون دور المدارس كبيرا ولا يقل أهمية عن دور الأهل.
حفظ الله الجميع من براثن المخدرات.

*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
* عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
* سفيرة الإعلام العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى