المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الأمير: المحافظة على حرمة الحدود السعودية

أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن القمة الإسلامية ـــ الأميركية في الرياض تمثّل فرصة للدول الإسلامية للتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة، لرسم خريطة طريق لمستقبل جهودها المشتركة في التصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة، وكل مظاهر العنف والتطرف. كما أعرب سموه في كلمته خلال القمة عن الأمل في التوصّل إلى مدخل لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها، وفي مقدمها مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا والعراق، وكذلك اليمن وليبيا.
وأعرب سمو الأمير عن بالغ سروره لعقد أول قمة إسلامية ــــ أميركية على أرض الحرمين الشريفين، متوجّهاً ببالغ التقدير للصديق دونالد ترامب، على حرصه على عقد هذه القمة، وفي هذه الظروف الدقيقة؛ لتعبّر عن رسالة واضحة، تؤكد أهمية التعاون الإسلامي ـــ الأميركي لمواجهة التحديات التي تتعرّض لها المنطقة والعالم، وتعبّر للعالم أجمع عن أهمية ودور الدول الإسلامية.
وقال سموه إن هذه القمة تؤكد للعالم أن الدول الإسلامية حريصة على التعاون مع الدول الصديقة والحليفة لمواجهة ظاهرة الإرهاب المتنامية، كما أنها تمثّل ردّاً وتصدّياً للاتهامات التي تتعرّض لها الدول الإسلامية بالادعاء برعايتها الإرهاب والتستر عليه؛ لتعطي بذلك الصورة المشرّفة للإسلام الرافض التطرف والتشدد والداعي إلى التسامح مع كل الأديان.
وأضاف سموه: إن هذه القمة، وباعتبارها الأولى من نوعها فإننا نعتقد بأنها تمثّل فرصة للدول الإسلامية للتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة لرسم خريطة طريق لمستقبل جهودها المشتركة في التصدي لظاهرة الإرهاب البغيضة وكل مظاهر العنف والتطرف، لنحقق معا ما نتطلع إليه من نتائج إيجابية وبنّاءة على مستوى تحرّكنا المشترك لهزيمة الإرهاب والتصدي له، الأمر الذي يدعو إلى التفكير ورعاية نهجنا الجديد، لتكون هذه القمة آلية منتظمة بيننا، نؤسس من خلالها عملاً مشتركا بنّاء ومؤثرا في جهودنا لمواجهة التحديات.
وأضاف سموه: لقد قمنا في دول المجلس بإجراءات عدة ومبادرات متعددة على المستويين الإقليمي والدولي؛ للإسهام في الجهود الهادفة إلى نبذ التطرّف وإشاعة روح التسامح في العالم، ويأتي افتتاح السعودية المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف؛ ليمثّل تأكيدا وتجسيدا، على التزامنا هذا النهج المتسامي. ومما يدعو إلى الارتياح أن يتزامن ذلك الافتتاح مع انعقاد القمة الإسلامية ـــ الأميركية الأولى في الرياض لتوجّه بذلك رسالة قاطعة إلى كل المشكّكين والمتطرّفين في كل أنحاء العالم بأننا لن نتردّد عن مواصلة مكافحة فكرهم المتطرّف ونهجهم الشاذ.
وأبدى سموه تفاؤله بالقمة وأمله في أن تحقّق من خلال التعاون والتفهم لأبعاد قضايانا مدخلاً لمعالجة هموم المنطقة ومشاكلها، وفي مقدمها مسيرة السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا والعراق، وكذلك اليمن، وليبيا؛ لنتمكّن من خلال تلك المعالجة من تحقيق الأمن والاستقرار الذي نتطلع إليه، والذي يشكّل أساسا لكل الجهود الهادفة إلى القضاء على الفكر المتطرّف والعمل الإرهابي البغيض.

القمة الخليجية – الأميركية
وكان سمو أمير البلاد، ترأس وفد الكويت في القمة التي جمعت قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الاميركي.
واكد سموه في كلمته امام القمة وجوب المحافظة على حرمة حدود المملكة العربية السعودية بكل الإمكانات من الاعتداءات الحوثية المستمرة عليها. وقال سموه، في كلمة أمام القمة الخليجية ـــ الأميركية أمس: «لا ننفي هنا الحاجة الماسة لمساعدة حلفائنا، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، حيث إن الصراع ليس مع اليمن فقط، ولكن هناك طرف خارجي يزودهم بالسلاح والمال لقتل أبناء الشعب اليمني والدول المجاورة»، مؤكدا سموه أن لا حل إلا سياسيا، وذلك بالضغط على الأطراف المتنازعة للعودة لطاولة المفاوضات.
وأعرب سموه عن التقدير البالغ للرئيس الأميركي، لمبادرته بزيارة السعودية، واللقاء بقادة دول مجلس التعاون الخليجي في بداية نشاطه الخارجي بعد توليه الرئاسة، وقال سموه: «نتفهم أبعاد هذه المبادرة، التي تؤكد عمق العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المجلس، وتجسد الشراكة الإستراتيجية بيننا، وعلى التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار المنطقة».
وقال سمو أمير البلاد «إن أحداث اليمن بما تمثله من تهديد على الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما المملكة العربية السعودية، باعتبار حدودها الطويلة مع اليمن، واستمرار الاعتداءات الحوثية عليها، الأمر الذي يستوجب علينا أن نحافظ على حرمة حدود المملكة بكل ما نملك من إمكانات، ولا ننفي هنا الحاجة الماسة لمساعدة حلفائنا، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، حيث إن الصراع ليس مع اليمن فقط، ولكن هناك طرف خارجي يزودهم بالسلاح والمال لقتل أبناء الشعب اليمني والدول المجاورة، ولن يكون هناك حل إلا سياسيا، وذلك بالضغط على الأطراف المتنازعة للعودة لطاولة المفاوضات». وذكر سموه أن الكويت استضافت مشاورات السلام اليمنية لمدة تزيد على ثلاثة أشهر، ولكنها بكل أسف لم تسفر عن أي أمور إيجابية، بل أن الأمور قد تعقد أكثر نتيجة للتدخلات الخارجية.

سوريا وفلسطين
وفي شأن الأزمة السورية، قال سمو الأمير إن الأوضاع المتدهورة في سوريا تفرض علينا التحرك، وبأسرع وقت ممكن، لإنهاء هذه الكارثة، ونرى أن على الولايات المتحدة دورا كبيرا في وضع حد لهذا الصراع، مع تقديرنا في الوقت نفسه لما تقوم به من جهود في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بمسيرة السلام في الشرق الأوسط، أشار سموه إلى أن تعثرها يؤكد الحاجة إلى تحقيق انفراج في هذه القضية، حيث إن ذلك يخفف من الاحتقان الذي تعيشه المنطقة، والذي يمثل سببا أسياسيا لكل التداعيات السلبية، التي تشهدها المنطقة. وطالب سمو الأمير الولايات المتحدة، باعتبارها الوحيدة القادرة على الضغط على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك لإيجاد حل عادل وشامل.

إيران وحسن الجوار
وفي إطار العلاقات مع إيران، قال سمو الأمير: «إننا نؤمن بأن العلاقات بين دول المنطقة يجب أن تنطلق من القواعد الأساسية للقانون الدولي، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وأنظمتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة، وتعميق عناصر حسن الجوار معها. وفي إطار ذلك نسعى إلى تحقيق الالتزام الكامل بتلك الأسس بشأن العلاقات الخليجية ــ الإيرانية، متطلعين إلى أن تجسد الرئاسة الإيرانية الجديدة هذه الأسس بما يحقق الأمن والاستقرار بالمنطقة».

محاربة الإرهاب والتطرف
وفي إطار محاربة الإرهاب والتطرف، قال سمو أمير البلاد «إننا في الوقت الذي نقدّر فيه ما يقوم به تحالفنا في مواجهة الإرهاب، فلا زلنا مطالبون ببذل المزيد من الجهد والتعاون للقضاء على تنظيم داعش، باعتباره أولوية مستحقة لينعم العالم بالأمن والسلام، ويأتي ما تحققه دول التحالف والقوات العراقية بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الموصل ومدينة الرقة السورية تجسيدا لذلك التعاون والتنسيق، مؤكداً سموه أن القضاء على «داعش» وأفكاره وسياساته في المنطقة يستوجب استمرار المجابهة الدولية الجماعية، والقضاء على البيئة الاقتصادية والاجتماعية التي تغذيهم، ولن يأتي ذلك إلا بتوفير التنمية المستدامة وتحسين العدالة الاجتماعية.
وأبدى سمو الأمير، في ختام كلمته، تطلعه مع بدء هذه الحقبة الجديدة للعمل معاً، لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بجميع أبعادها، لنتمكن معا من مواجهة التحديات التي تحيط بمنطقتنا وعالمنا، مجدداً الشكر لكم ومتمنياً لأعمال قمتنا النجاح والتوفيق. (كونا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى