أصبحت أوروبا وبعض الدول بالنسبة الى المواهب الكروية حلماً جميلاً، والذي تسنح له الفرصة في الاحتراف أوروبياً وإلى الصين، كأنه دخل بقدميه مغارة علي بابا، ويودّع بالتالي حياة الفقر والعوز وضيق ذات اليد ليصبح فجأة من أصحاب الملايين، والمداخيل العالية، والتي يرافقها إنفاق خيالي وثقافة اقتصادية متدنية، والتفكير في السعادة خلال الآونة الحالية، وعدم الاكتراث بما يحمله المستقبل، كل هذه العوامل المجتمعة تشكل الصورة القاتمة لواقع اللاعبين المحترفين.
ويجهل الكثيرون اسرار الصفقات الكروية التي تجري بين الاندية الكبيرة ومن المستفيد الاكبر من حركة الانتقالات «الصيفية والشتوية»، وربما سيُفاجأ الكثيرون بأن الاقل استفادة من صفقة الانتقالات هو اللاعب نفسه الذي تثار حوله الضجة، لكنه في النهاية «ضحية اتفاقيات، رغم حصول اللاعب على «همجة» أسبوعية، مقارنة بالنادي الذي كان يلعب في صفوفه والوكيل المشرف على عملية انتقاله».
ولنأخذ صفقة نيمار دا سيلفا الذي تصدر عناوين الصحف العالمية، بعد ان اصبح اغلى لاعب في تاريخ الساحرة المستديرة، حيث انتقل الى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي بقيمة 222 مليون يورو، وهو المبلغ الذي حصل عليه برشلونة فقط، في حين دفع سان جيرمان مبلغاً للوكيل، اما اللاعب فسيتقاضى راتباً اسبوعيا يصل الى نصف مليون جنية استرليني وبعض الميزات المالية الاخرى المتعلقة بالاهداف التي يحرزها والبطولات.
اللاعب باستطاعته الاستفادة في حالة واحدة فقط، وهي ان يكون «لاعبا حرّا» غير مرتبط بعقد مع أي ناد، لذلك انتقاله الى اي ناد سيحصل على نسبة جيدة بمشاركة «الوكيل» الذي يستفيد في كل الحالات، ولا يمكن ان يخرج «بلا مقابل» في أي عملية انتقال تجري بين موكله والاندية الاخرى، وهو يحصل على نسبة لا تتجاوز %25 من قيمة الانتقالات، كذلك في بعض الحالات تحصل اندية اللاعب السابقة على نسبة «جزئية» من الانتقال، في حال ان اللاعب وقّع عقداً سابقاً يعطي النادي أحقية حصولها على مبلغ عند انتقاله الى أي نادٍ مستقبلاً.
الأجور «تحسمها»
لا يرتبط أجر اللاعب عادةً بقيمة انتقاله، فمثلاً نيمار هو الصفقة الأغلى في تاريخ الكرة، لكنه ليس الأعلى بين الأجور؛ فاللاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي يلعب في الدوري الصيني يتفوّق عليه من هذه الناحية، حيث يحصل على 650 ألف جنيه استرليني، متفوقاً على البرازيلي بـ «150 ألفاً».
محرز «الأعلى» أجراً بين العرب
يعتبر اللاعب الجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي الإنكليزي، الأعلى أجراً بين اللاعبين العرب المحترفين في الخارج، حيث يحصل على 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، ثم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنكليزي الذي يقدم له 90 ألف جنيه إسترليني اسبوعياً، ويحصل الجزائري سفيان فيغولي (لاعب غلطة سراي التركي حاليا) على راتب 83 ألف جنيه إسترليني من نادي وست هام الإنكليزي، في حين يتقاضى الجزائري إسلام سليماني 73 ألف جنيه إسترليني، في وقت يجني المصري محمد النني لاعب أرسنال الإنكليزي 60 ألف جنيه إسترليني.
