المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الرياضة

«الامتياز» في «هيومن سوفت» … لعلي الزبيد

عمل الإعلاميين يقتضي دوما مطاردة الفكرة المستقبلية، واستشراف المستجد والمقبل، لكن امام ظاهرة معينة لا بد من العودة إلى الماضي، لا لمطاردته، بل لاستخلاص العبر والدروس، خصوصا إذا كان العنوان العام للاستخلاص اسمه… النجاح.

قبل 8 سنوات، وتحديدا في نهاية 2007، اقترح نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي السابق لشركة الامتياز علي الزبيد، على مجلس الإدارة توسعة برنامجهم الاستثماري، بما يسمح بالاستثمار في شركة غير مشهورة وقتها تسمى «هيومن سوفت» القابضة، من خلال الاستحواذ على حصة مؤثرة من اسهمها.

فكرة الزبيد كانت جريئة لدرجة أن أعضاء في المجلس اعتبروا أن الاستثمار في قطاع التعليم والاستثمار البشري محليا يعد مغامرة، باعتباره من أكثر القطاعات مخاطرة، لندرة الأراضي المتاحة لهذا الاستثمار، وارتفاع تكلفته، بينما يمكن جني أرباح مضمونة في حال استغلال فوائض الشركة في استثمارات شائعة.

لكن الزبيد نجح في اقناع المجلس بوجهة نظره الواضحة تجاه «هيومن سوفت»، بأنها شركة ذات مستقبل مبهر، وأن الأسهم التعليمية ستشهد المزيد من الصعود في السنوات القليلة المقبلة، وكمؤشر ثقة مرتفع لديه حول هذا المستقبل، كشف عن خططه الشخصية للاستثمار في 10 في المئة من أسهم الشركة، التي كانت تتداول وقتها بمتوسط أسعار يقارب 280 فلسا للسهم.

وقبل ان ينتهي الاجتماع، استطاع الزبيد أن يشيع التفاؤل بين جميع الأعضاء بخصوص مستقبل الاستثمار في الشركة التعليمية ذات السنوات الثلاثة، لدرجة أنهم قرروا جميعا رفع سقف رهانهم على مستقبل «هيومن سوفت»، بـ الموافقة على تجميع حصة مؤثرة من اسهمها بلغت نحو 25 في المئة، خلال الاشهر الأولى من 2008، بـقيمة إجمالية بلغت نحو 8.13 مليون دينار.

مناسبة هذه «الزيارة» الجديدة لتاريخ قريب، ما شهده سهم هيومن سوفت «خلال الاسابيع الماضية من إقبال ملحوظ في بورصة الكويت، والذي جاء مدفوعا بالعديد من الصفقات الخاصة، التي قادت سعر السهم إلى الارتفاع بشدة، متجاوزا حاجز الـ 3 دنانير، بعد أن باتت الكميات المعروضة منه للبيع في السوق أقل بحوالي 50 في المئة من المطلوب، وأحيانا أكثر، ما يؤكد أن استثمار (الامتياز) في (هيومن سوفت) كان ذكيا بكل جوانبه».

ولعل ما يرسخ هذه القاعدة، تحليل العائد الكلي المحقق لـ «الامتياز» من مساهمتها في «هيومن سوفت»، والذي يظهر، أن قيمة هذه الاستثمار تضاعفت في 8 سنوات نحو 12 مرة، بقيمة إجمالية تتجاوز 102 ملايين دينار، على اساس السعر السوقي الحالي لسهم الشركة، وتحديدا حتى تداولات الاثنين الماضي، والذي أغلق السهم تداولاته خلال هذه الجلسة عند 3.1 دينار.

ورقميا اشترت «الامتياز» 28,65 مليون سهم من «هيومن سوفت»، منها 1,959 مليون سهم (اسهم منحة) بتكلفة إجمالية 8,234 مليون دينار تقريبا، وخلال السنوات الـ 8 الماضية تسلمت أرباحا نقدية من توزيعات الشركة بمبلغ 7.692.636 دينارا.

ومن حيث القيمة السوقية ارتفعت قيمة مساهمة «الامتياز» في «هيومن سوفت» إلى 94.286.556 بسعر اليوم، ما يعني محاسبيا ان الربح الرأسمالي المحقق لـ «الامتياز» من غير التوزيعات يبلغ حوالي 86 مليون دينار.

وبشيء من التفصيل المالي، أقرت «هيومن سوفت» في 2012 وهو العام الأول الذي توزع فيه الشركة أرباحا توزيعات نقدية بواقع 15 في المئة، فيما وزعت 7 في المئة في 2013، كأسهم منحة، و35 في المئة نقدا.

وعن 2014 وزعت 90 في المئة نقدا، وعن 2015 رفعت توزيعاتها النقدية إلى 115 في المئة، أما عن العام الماضي فاقرت توزيع أرباح نقدية بواقع 160 في المئة.

ووفقا للتسلسل الزمني لمنحنى العائد من الاستثمار في «هيومن سوفت» يتضح أن الشركة استطاعت رفع عوائد مستثمريها من التوزيعات النقدية بشكل سنوي، ودون توقف، رغم التعقيدات المالية التي فرضتها الأزمة المالية التي اندلعت في العام 2008 وترتب عليها تعثر العديد من الشركات الاستثمارية الكبرى لدرجة أن بعضها واجه شبح الإفلاس.

وفي دائرة التوقعات المتفائلة نفسها، ترجح بعض الدراسات نمو إيرادات مجموعة هيومن سوفت بمعدل نمو سنوي مركب 16.3 في المئة خلال الفترة ما بين 2016 و2021، لترتفع من 54 مليون دينار إلى 112 مليونا في 2021.

وما يدعم هذه النظرة الإيجابية حول مستقبل الشركة، استراتيجيتها التي تعتمد على التركيز على قطاع التعليم العالي، نظرا لمساهمة هذا القطاع بأكثر من 95 في المئة من إيرادات المجموعة بالإضافة إلى بلوغ هوامش العائد قبل احتساب الفائدة والضريبة والاهلاك والاستهلاك ما نسبته 52 في المئة.

وامتدادا لهذه النظرة، هناك تفاؤل بأن تستمر «هيومن سوفت» في سياستها المالية الدافعة نحو توزيع المزيد من الأرباح النقدية عن العام الحالي، لدرجة أن بعض هذه التوقعات تشير إلى ان هذه التوزيعات، قد تلامس حاجز الـ 200 فلس، مدعومة بقوة أرباح الشركة واستدامة التدفقات النقدية وارتفاع الهوامش التشغيلية في السنوات الماضية التي تعد في مجملها عوامل إيجابية، كما أن التوقعات تتنامى حول إمكانية أن تكون أرباح الشركة عن 2017 أفضل من العام الماضي، والشاهد في أداء الربع الأول.

وما يعزز هذا الاعتقاد أكثر،غياب المنافسة القوية من أي شركات كبرى مماثلة في مجال التعليم الخليجي، وهذا الاعتبار سيتعاظم أكثر إذا استمر تركيز الشركة على نشاطها المتمثل، في تقديم حلول متكاملة في مجال تطوير الموارد البشرية والتكنولوجية، خصوصا وأن «هيومن سوفت» أصبحت من أكبر المزودين لنظم تقنية المعلومات وحلول تطوير الموارد البشرية في المنطقة.

وترتكز نظرة المستثمرين الإيجابية لـ «هيومن سوفت» أيضا، على المعطيات الأساسية لقطاع التعليم، التي مازالت قوية، حيث يعزى الطلب المستقبلي للتعليم العالي لازدياد عدد السكان من الشباب والدعم الحكومي للتعليم العالي إلى جانب فجوة الكفاءات ضمن قطاع الشركات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى