المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

التصلّب المتعدّد… انتبه إلى المؤشرات التالية

 

التصلب المتعدّد مرض تدريجي ينشأ في الجهاز العصبي المركزي حين يهاجم جهاز المناعة عن طريق الخطأ الأعصاب السليمة في الدماغ والحبل الشوكي. تتفاوت الأعراض المتوقعة وقد تتراوح بين درجة خفيفة وحادة، بدءاً من التعب والخدر والوخز ومشاكل في الرؤية وصولاً إلى تراجع نطاق الحركة والشلل.

رغم غياب أي علاج نهائي للتصلب المتعدد، قد يسمح العلاج المناسب بالتحكم بالمرض وإبطاء مسار تطوره، وتتحسن فرص تجنب الإعاقة على المدى الطويل عند التدخل في مرحلة مبكرة. لذا لا بد من رصد الأعراض الأولية وتلقي رعاية طبية سريعة.
تبدأ أعراض التصلب المتعدد في معظم الحالات في عمر العشرينات أو الثلاثينات. في ما يلي لائحة بأبرز الأعراض الأولية: يؤدي الالتهاب إلى إعاقة النظر حين يصيب الأعصاب البصرية. قد تشمل تغيرات النظر المحتملة ما يلي:

تغيّرات في النظر

تشوش الرؤية.
ازدواجية الرؤية.
تشوّه اللونَين الأحمر والأخضر.
فقدان البصر.
ألم عند النظر إلى الأعلى أو إلى الأطراف.

إرهاق وضعف

يشعر معظم المصابين بالتصلّب المتعدد بالإرهاق والضعف. يؤدي الضرر العصبي في العمود الفقري إلى إرهاق طويل الأمد أو مزمن.

وخز وخدر

يدخل الوخز والخدر في خانة المؤشرات الأولية الشائعة للتصلب المتعدد وغالباً ما تتركز الأعراض في الذراعين أو الوجه أو الأصابع أو الساقين.
في البداية، قد تكون درجة الخدر والوخز خفيفة، لكنها قد تزيد حدّة مع مرور الوقت. في معظم الأوقات، لا تُسبب هذه الأعراض إعاقة دائمة بل تكون متقطعة ولا تحتاج إلى أي علاج.

ألم وتشنّجات

قد يشعر المريض بألم عابر أو مطوّل. يمكن أن يتخذ الألم العابر المظاهر التالية:

ألم حاد في الوجه (التهاب العصب الثالث).

شعور قصير وشبيه بالصعقة الكهربائية بدءاً من الجهة الخلفية للرأس وصولاً إلى أسفل العمود الفقري (مؤشر على داء ليرميت).

شعور بالحرقة أو الوخز في أنحاء الجسم (ألم الاعتلال العصبي).

يكون الألم المزمن مسؤولاً عن الشعور بالحرقة أو الألم أو الوخز، وتُعتبر التشنجات العضلية (حركات اهتزاز قوية في الساقين والذراعين) شائعة في هذا المجال أيضاً.

دوار وفقدان التوازن

تنشأ مشاكل الدوار والتوازن لدى عدد كبير من المصابين بالتصلّب المتعدّد. في هذه الحالة، قد يتعرّض المريض للإغماء أو يشعر بالدوار والغثيان والضعف. هذه الأعراض قد تجعل الشخص يفقد توازنه أو يقوم بتصرفات خرقاء أو يجد صعوبة في المشي.
في حالات أقل شيوعاً، قد يصاب المريض بدوخة قوية، فيشعر بأن العالم يدور من حوله. تظهر هذه المشكلة حين تؤثر الإصابات على الأجزاء الدماغية التي تحافظ على التوازن.

مشاكل في المثانة والأمعاء

يتعرّض معظم المصابين بالتصلّب المتعدّد لدرجة معيّنة من ضعف المثانة.
تنشأ مشاكل المثانة حين تؤثر الإصابات على الإشارات العصبية التي تتحكم بعمل المثانة والمسالك البولية.

قد يترافق الاضطراب مع الأعراض التالية:

تبوّل متكرر.
حاجة مُلحّة إلى التبوّل.
صعوبة في بدء التبوّل.
كثرة التبوّل خلال الليل.
سلس البول.
صعوبة في تفريغ المثانة بالكامل.

تكون المشاكل المعوية أقل شيوعاً من اضطرابات المثانة عند الإصابة بالتصلب المتعدد، مع أن بعض المرضى قد يواجهون أعراض الإسهال أو الإمساك أو فقدان السيطرة على الأمعاء.

مشاكل جنسية

تبدأ النشوة الجنسية في الجهاز العصبي المركزي، حين يرسل الدماغ رسائل إلى الأعضاء الجنسية.
لذا يلاحظ بعض المصابين بالتصلّب المتعدد تغيرات في مستوى رغبتهم الجنسية ونشاطهم الجنسي وقدرتهم على بلوغ النشوة عند تضرر تلك الأعصاب.
قد تؤدي أعراض أخرى، مثل الإرهاق والألم، إلى تراجع الرغبة الجنسية أيضاً.

تغيّرات معرفيّة وعاطفيّة

يلاحظ نصف المصابين بالتصلّب المتعدد تقريباً تغيّرات معرفية على مستوى الوظائف التالية:

القدرة على التركيز.
التفكير النظري.
نطاق الانتباه.
الذاكرة.
مهارات حلّ المشاكل.
سرعة معالجة المعلومات.

تكون المشاكل العاطفية شائعة أيضاً في هذا المجال، منها الاكتئاب والضغط النفسي والقلق. قد تنشأ هذه المشاكل فيما يحاول الناس التحكم بأعراضهم وبأثر التصلب المتعدد على حياتهم.

أعراض أخرى

قد يواجه المصابون بالتصلب المتعدد الأعراض التالية أيضاً:

مشاكل تنفسية.
صداع.
ضعف السمع.
حكّة.
نوبات مَرَضية.
مشاكل في النطق.
رجفة.
صعوبة في البلع.
صعوبة في المشي.

عوامل الخطر

التصلب المتعدّد نوع من أمراض المناعة الذاتية التي تضرّ الجهاز العصبي المركزي. لا يزال السبب الدقيق وراء الاضطراب غير واضح، لكن تؤدي العوامل الوراثية والبيئية دوراً في نشوئه على الأرجح.
قد يزيد خطر الإصابة بالتصلّب المتعدّد بسبب العوامل التالية:

العمر: في معظم الحالات، يصيب التصلب المتعدد الناس في عمر العشرينات أو الثلاثينات، مع أنه قد ينشأ في أي عمر.

الجنس: يصيب المرض النساء أكثر من الرجال بنسبة الضعف على الأقل.
التاريخ العائلي: يكون الشخص العادي معرضاً للتصلب المتعدد بنسبة%0.1. لكن إذا كان أحد أفراد عائلته المقربين مصاباً بالمرض، سترتفع تلك النسبة وتتراوح بين 2.5 و%5.

التقاط عدوى: تتعدد الفيروسات التي تؤثر على التصلب المتعدد، منها فيروس إبشتاين بار.
أنواع أخرى من أمراض المناعة الذاتية: يكون المصابون بأنواع أخرى من أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الغدة الدرقية أو النوع الأول من السكري، أكثر عرضة بقليل للإصابة بالتصلب المتعدد.
المنطقة الجغرافية: يكون التصلب المتعدد شائعاً في المناخات المعتدلة أكثر من المناطق المشمسة. في الولايات المتحدة مثلاً، ينتشر المرض بشكل خاص في الولايات الشمالية.
الانتماء العرقي: يكون أصحاب البشرة البيضاء، لا سيما أولئك المنتمون إلى الإرث الأوروبي الشمالي، أكثر عرضة للتصلب المتعدد. في المقابل، يكون الأفارقة والآسيويون والأميركيون الأصليون الأقل عرضة للمرض.
التدخين: قد يكون المدخنون أكثر عرضة للتصلب المتعدد.

متى تصبح استشارة الطبيب ضرورية؟

لا بد من استشارة الطبيب من دون تأخير عند ظهور أي من الأعراض الأولية للتصلب المتعدد. لكن قد يتضرر الجهاز العصبي المركزي قبل أن يلاحظ المريض أي أعراض.
في مطلق الأحوال، يسمح التشخيص المبكر والعلاج المناسب بتحسين فرص الوقاية من الإعاقات.
تتعدد العلاجات القادرة على إبطاء مسار التصلب المتعدد وتخفيف أعراض الألم والإرهاق ومشاكل المثانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى