المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

طب وصحة

التهاب الأنف التحسّسي حين يصيب طفلك

إعداد هيام شحّود –

التهاب الأنف التحسسي مزعج كونه يترافق مع أعراض كثيرة. لكن لا تتوقّف مخاطره عند هذا الحد لأنه يمهّد لنشوء الربو أحياناً. لذا من الأفضل الكشف عنه ومعالجته في أبكر مرحلة ممكنة.

تتعدّد أعراض المرض الشائعة، أبرزها: سيلان سائل فاتح من فتحتَي الأنف، ذرف الدموع، العطس المتكرر، انسداد الأنف، اشتداد الحكّة على مستويات الأنف واللهاة والحنجرة والجهة الداخلية من الأذن…
بالنسبة إلى الأولاد تحديداً، تترافق الحالة مع صعوبة في التنفس وحركات لاإرادية وحكّة في الأنف، فضلاً عن وخز في الحنجرة وضعف حاسّتَي الذوق والشم.
يبدو المريض الصغير شاحباً وتظهر هالتان داكنتان تحت عينيه، كذلك تزيد عصبيته ويشتدّ غضبه أيضاً.
يمكن تصنيف حالات التهاب الأنف التحسسي بحسب مدة الأعراض وحدّتها.
حين يتابع الطفل النوم بلا مشكلة ويواظب على نشاطاته المدرسية أو الترفيهية، يُعتبر التهاب الأنف التحسسي خفيفاً.
لكن حين يؤدي المرض إلى اضطراب نشاطاته و/أو نومه، يكون الالتهاب معتدلاً أو حاداً. يسمح مقياس النظير البصري للأطباء بتقييم حدّة الحالة.
عموماً، تدوم مؤشرات التهاب الأنف التحسسي أكثر من ساعة في اليوم، وتظهر غالباً في المنطقة نفسها وفي الفترة نفسها من السنة.
يمكن أن تتفاقم الحالة أيضاً نتيجة لعوامل مرتبطة بالتلوث الداخلي أو الخارجي (منتجات كيماوية، غازات، تدخين…) أو بتغيّر حرارة الطقس ومستوى الرطوبة، أو حتى الضغط النفسي.

فحص عالي الدقة

ربما تشمل تلك الأماكن مستوى مرتفعاً من مسببات الحساسية (حيوانات، نباتات، عفن، عث…)، أو عوامل مسيئة (تدخين، تلوث، احتكاك بمواد كيماوية، رطوبة…). بعد ذلك، يطرح الطبيب أسئلة شاملة على الطفل وأفراد آخرين من عائلته لتحديد التفاعلات الغذائية أو الجلدية المحتملة.
على عكس الأفكار الشائعة في هذا المجال، يمكن إتمام هذه الأسئلة باختبارات وخز حتى مع الأطفال. لن تكون النتائج واضحة لديهم بقدر الراشدين لأن بشرتهم لا تتفاعل بما يكفي كي تسمح برصد مسببات الحساسية، لكن يكون استعمال هذه الأداة القيّمة مفيداً عموماً.

بعد تشخيص الحالة، يلجأ الأطباء أحياناً إلى مجموعة واسعة من علاجات تسمح بتخفيف الأعراض والانزعاج الذي يرافقها، من بينها مضادات الهيستامين التي تُؤخذ عموماً على شكل سائل، فضلاً عن قطرات للعين ورذاذ للأنف.

إذا سمح الاستجواب والفحص بتحديد مسببات الحساسية، يقضي الحل بطردها من البيئة المحيطة بالطفل.
إذا كان الأخير مصاباً بحساسية تجاه العث أو العفن، تشمل الخطوات الفاعلة تهوئة الغرف بانتظام واستعمال أنواع مناسبة من الفراش والأغطية والأرضيات وتحسين عادات تنظيف المنزل…

إذا كان الطفل مصاباً بحساسية تجاه غبار الطلع، لا بدّ من أن يتجنّب التنزه في الريف في ذروة موسم غبار الطلع. لكن تزيد صعوبة التحكم بالحساسية تجاه وبر الحيوانات لأن بعض العائلات لا يتقبل الانفصال عن حيواناته الأليفة. يعتبر خبراء الحساسية أن عدم وجود كلب أو قطة في المنزل يبقى أفضل حل للمشكلة لكن يعترف أطباء الأطفال في الوقت نفسه بأهمية وجود حيوان أليف في المنزل بالنسبة إلى نمو الأطفال.
أمام هذا الوضع، يمكن الحد من احتكاك الطفل المباشر بالحيوان أو منع الأخير من دخول غرفة الصغير، أو تلقي علاج لإزالة التحسس.
يدخل هذا الخيار في خانة العلاجات المناعية ويكون طويل الأمد، لكن يمكن تسهيل أخذه يومياً عبر اختيار الحبوب بدل الحقن.

علاج التحسس

يسمح هذا العلاج بتبديد الانزعاج أو تخفيفه لكن لا تتوقف منافعه عند هذا الحد كونه يمنع أيضاً تدهور الوضع وتكرار الحساسية التي تميل إلى التفاقم مع مرور الوقت.
كلما استُعمل هذا الخيار في مرحلة مبكرة، تزداد فاعليته ويعطي مفعولاً وقائياً وعلاجياً في آن.
اليوم لم يعد الأطباء ينتظرون حتى عمر الست سنوات لاقتراح هذا العلاج.

في مطلق الأحوال، لا بد من التعامل بجدية مع التهاب الأنف التحسسي لأنه يسبب الربو أو يزيده سوءاً.
يؤدي انسداد الأنف الدائم أيضاً إلى تفاقم مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم كونه يعزّز التنفس عبر الفم، كذلك يسبب أحياناً مشاكل في الأسنان أو تعباً مزمناً أو ينعكس سلباً على مسار النمو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى