المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

غرائب و منوعات

الجزائري فاضل.. أيقونة الفن يقاوم ألزهايمر بدعم نجوم الطرب

المصدر : سكاي نيوز

شارك عدد من كبار الفنانين العرب في إعادة بعث ألحان الفنان والملحن الجزائري نوبلي فاضل (71 عاما)، الذي لا يزال يعاني مرض ألزهايمر، بعدما راكم سجلا موسيقيا عربيا متنوعا.

وفي خطوة لرد الاعتبار لصديقهم السابق، عاد عدد كبير من الفنانين العرب، على رأسهم لطفي بوشناق وميادة الحناوي وأنوشكا ومحمد الحلو وصوفيا صادق وفلة الجزائرية، وغيرهم من الأصوات المتميزة، إلى أرشيف ألحان فاضل، بالتنسيق مع أفراد عائلته.

وعلى مدار أكثر من 30 عاماً، منذ أول تعاون فني جمعه به، لا يزال الفنان التونسي لطفي بوشناق ينظر للملحن الجزائري بعين الاحترام والتقدير لإحساسه الموسيقى المتميز.

وقد استهل بوشناق كلامه لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلا: “تحية إجلال وتقدير للفنان نوبلي فاصل وأدعوا الله أن يشفيه، وهذه كلمة حق بكل صدق”.

وأردف الفنان التونسي: “تشرفت بالتعامل معه عدة مرات، وألحانه أضافت الكثير إلى مساري، وستصدر لي قريبا مجموعة جديدة من الأغاني من ألحانه”.

وأكد بوشناق أنه لا يزال يحرص على التعامل مع ألحان فاضل بنفس الطريقة التي تعامل معه فيها قبل أن يصاب بألزهايمر.

وقال صاحب أغنية “سراييفو”: “ستصدر لي أغان جديدة من ألحان فاضل الذي أحب التعامل معه. للأسف هذا الفنان لم يأخذ حقه كما ينبغي في الساحة العربية”.

ولعل من أبرز الأغاني التي أداها بوشناق من ألحان نوبلي أغنية “سراييفو” التي كتب كلماتها الشاعر التونسي آدم، وساهمت في التعريف بقضية البوسنة والهرسك في تسعينيات القرن الماضي.

بشهادة الفنانين الكبار

ومن تونس إلى اليمن مرورا بمصر ولبنان وسوريا، امتدت أعمال فاضل بشكل فريد من نوعه لتعكس، حسب الفنان اليمنى أحمد فتحي، الشخصية العربية الرائعة والجادة التي ظل يتمتع بها هذا الموسيقار الجزائري.

وقال فتحي لموقع “سكاي نيوز عربية”: “إنه فنان كبير وزميل للدراسة، حيث تزاملنا معا في سبعينيات القرن الماضي في المعهد العالي للموسيقى بالقاهرة، وقد كان نوبلي مجتهدا ويتمتع بالطموح ومتفوقا في دراسته وشغوفا بالتحصيل العلمي، كما كان ودودا وخلوقا”.

وأشار الفنان اليمني إلى أن “فاضل اليوم ضحية من ضحايا الإهمال الذي يخيم على المشهد الفني في العديد من الدول العربية، خاصة الجزائر واليمن. لقد كان حريصا على أن يصل بأعماله إلى الأصوات العربية المتميزة القديرة، لكنه عانى أيضا من ظاهرة إهمال الفنانين”.

وأثناء تسجيلها لأغنية “عيني” من كلمات شوقي حجاب وألحان نوبلي فاضل، وصفت الفنانة السورية ميادة الحناوي الملحن الجزائري بالأيقونة الموسيقية وصاحب الأخلاق العربية العالية.

وهذا الرأي يتقاسمه أيضا الفنان اللبناني الراحل وديع الصافي، الذي أدى عدة أغان من ألحان وتوزيع فاضل، منها “من أجل عيونك”، وقد قال حينها إنه يجلس إلى جانب ملحن الأحاسيس العربية الأصيلة.

مئات الأعمال

ولد نوبلي فاضل عام 1951 بمخيم جبل الجلود بالحدود التونسية الجزائرية، وقد درس في جامعة السوربون بفرنسا، وعاش مرتحلا بين الجزائر والدول العربية خاصة مصر وتونس، إلى أن انقطع نهائيا عن الساحة الفنية في سن 57 عاما بسبب معاناته مع المرض.

ويؤكد المقربون منه أن إحساسه بالظلم والتجاهل المر من قبل بعض الفاعلين في القرار الفني، هو الذي أثر على حالته الصحية وأدخله في حالة من العزلة، مما أصابه بألزهايمر.

واليوم في رصيد فاضل أكثر من 300 لحن وموسيقى تصويرية لعدد من الأفلام الجزائرية المهمة، مثل “أبواب الصمت” و”زهرة اللوتس” للمخرج عمار العسكري، و”الطاحونة” لأحمد راشدي.

العائلة تواصل المسيرة

وقبل أن يصاب بالمرض، ترك فاضل عشرات الألحان غير المستغلة، وهو ما دفع بأفراد عائلته للعمل على إيصالها للفنانين الكبار الذين سبق لهم التعامل معه.

في هذا السياق، أكد الشاعر الجزائري إبراهيم صديقي أن “أقدار هذا العلم الشاهق لم توافق عظمة إنجازه، ففرضت عليه قسوة المرض، لكنها لطفت به حين أيّدته بأخ قل شبيهه في الوفاء”.

وقال صديقي لموقع “سكاي نيوز عربية”، “رغم ما أصاب فاضل من مرض فإنه وجد إلى جانبه عائلة قوية قررت مواصلة مسيرته الفنية، وعلى رأسهم شقيقه صلاح الدين الذي كرس جهوده وإمكاناته لإحياء إنجازات فاضل، وإعادة بعثها بأرقى طريقة ممكنة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى