المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

الجمهور الكويتي متعطش للفن العراقي

في الأسبوع الأول من شهر مارس الماضي استضافت رابطة الأدباء الكويتيين الشاعر كريم العراقي، وهي الزيارة الأولى للشاعر العراقي إلى الكويت، أقام خلالها أمسية شعرية شهدت حضور جماهير غفيرة غطت مسرح الرابطة امتدادا إلى خارج أسوار مبنى الرابطة في العديلية. وفي بداية شهر ابريل الماضي استضاف مركز جابر الأحمد الثقافي العازف العراقي نصير شمه، وذلك بالتعاون مع أكاديمية لابا للفنون الأدائية، حيث أقام حفلا موسيقيا تحت عنوان «حفل السلام العالمي» بمشاركة كوكبة من كبار العازفين في العالم، وكذلك امتلأت القاعة بالحضور الذي عكس صورة حبه للموسيقى والفن.
واستضاف المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب مؤخرا الفنان العراقي حميد منصور، الذي شهدت حفلته الغنائية حضورا كبيرا من الجماهير المتعطشة للفن العراقي، وذلك من خلال تفاعلهم الكبير مع جميع أغانيه التي غناها، وأطرب فيها مسامعهم.
ومن خلال هذه الحفلات الموسيقية والشعرية والغنائية بدا واضحا رُقي هذا الجمهور الكويتي ومحبي الفن والطرب، حيث لم يقحموا أي أمور أخرى سواء كانت سياسة أو غيرها بالفن، خصوصا مع الفنانيين العراقيين، كما أن حضور هذه الحفلات عكس اهتمام الجمهور الكويتي وحبه للفن العراقي ومدى تعطشه ولهفته له.

استبيان الساهر

ومن المتوقع كذلك أن يستضيف مركز جابر الأحمد الثقافي الفنان العراقي كاظم الساهر في مطلع العام المقبل، وذلك بعد أن أجرى حساب المركز في مواقع التواصل الاجتماعي استفتاء لاختيار فناني الحفلات القادمة، وجاء اسم الساهر في المقدمة باكتساح من قبل تصويت الجمهور، مما يدل على جمالية هذا الجمهور الذي أظهر حبه واهتمامه بالفنون العراقية بمختلف أنواعها.
ويتهم البعض الجمهور الكويتي بأنه لا يزال يعيش الماضي والذكريات من الغزو الصدامي الغاشم على الكويت، لكن جاء الرد مختلفا تماما عما يشاع من خلال حفلة الفنان حميد منصور الأخيرة، والتي أوصل بها الجمهور الكويتي رسالته بأن الفن لا علاقة له بالأمور السياسية، خصوصا أن هؤلاء الفنانين يقدمون أجمل أنواع الفن من الطرب الأصيل ولا علاقة لهم بما حدث في السابق.
وفي السياق نفسه، عبّر الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب محمد العسعوسي عن سعادته إزاء ردة فعل الجمهور الكويتي حول حفلة الفنان حميد منصور الأخيرة، مؤكدا أن المجلس الوطني ينفذ خارطة التعاون الثقافي مع مختلف دول العالم، وسيتم كذلك تنفيذ أسابيع ثقافية من الممكن أن يشارك فيها فنانون عراقيون.

العلاقات الثقافية

وأضاف أن الفن العراقي مثل كل الفنون الأخرى، كما أنه فن محبب ومقبول لدى الجمهور الكويتي نظرا لتجاور البلدين، موضحا أن العلاقات الثقافية مع الجمهورية العراقية في تطور مستمر، ومن المتوقع مستقبلا أن تستضيف الكويت عن طريق المجلس الوطني العديد من الفنانين العراقيين.
وبيّن أن طبيعة الفنان حميد منصور هي من جعلت الجمهور يفرح في الحفل الأخير، لا سيما أنه لمدة 36 عاما لم يزر الكويت، حيث وصفه بالفنان الأصيل الذي يغني ألوانا طربية رائعة ولها قاعدتها الفنية.مجتمع ذكي

من جانبه، أكد أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي أن الرابطة تحترم الأدب والثقافة، والعراق دولة عميقة وموغلة في القِدم ولديها أسماء كبيرة في سماء الأدب والشعر والقصة والرواية والمسرح، قائلا: نحن لدينا صداقات جميلة مع باقة جميلة من الفنانين والأدباء في العراق، وسعدنا في استضافة الشاعر كريم العراقي في رابطة الأدباء وكانت أمسية كبيرة وناجحة.
وذكر أن المجتمع الكويتي مجتمع واعٍ وذكي ويهتم بالجميل في الأدب والشعر ويفرق ما بين الأحداث السياسية من النظام الصدامي البائد، والشعب العراقي أو المفكرين العراقيين، مضيفا: نحن في الرابطة نفصل بين السياسة والثقافة على الرغم من دفاعنا المستميت عن وطننا الغالي الكويت وقضاياه العادلة، لكن الان وبعد مرور أكثر من ربع قرن وبعد سقوط النظام الصدامي نجد أن التعاون مع الأدباء العراقيين أمر جميل، ونحن نسعد بمثل هذه التعاونات، ولا شك أن مثل هذه التعاونات والأمسيات التي حدثت في الكويت كان لها صدى طيب في المجتمع والأوساط الكويتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى