المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الجوع يفتك بملايين المدنيين في اليمن

يوما بعد آخر، تتسع رقعة الجوع في المدن اليمنية، فبعد أن كانت مدن محافظة الحديدة (غرب) هي الأكثر تضررا، انضمت إليها مدن جديدة شمال وشرق ووسط وجنوب غربي البلد، حتى بات بعض اليمنيين يبيتون دون طعام، فيما يأكل آخرون من صناديق القمامة، ويتناول غيرهم أوراق الشجر.
وذكرت وكالة “الأناضول” أنه مع اقتراب عام 2016 من نهايته، وتدني الدعم الدولي لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2017، تبدو المنظمة الدولية قلقة بشكل غير مسبوق من الوضع الإنساني، مع استمرار الحرب بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي ومسلحي تحالف مليشيا (الحوثي) والمخلوع صالح الانقلابية.
ووجهت الأمم المتحدة مراراً نداءات لجمع مبلغ 22.2 مليار دولار، لتغطية مشروعات الإغاثة الإنسانية لعام 2017، بينهم 1.9 مليار دولار لمساعدة 10.3 مليون شخص في اليمن.
وحول وثيقة الاحتياجات الإنسانية للعام المقبل، تحدث منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، جيمي ماكغولدريك، لعدد من الصحفيين، عن مخاطر سوء التغذية، جراء نقص الغذاء، محذراً من أن اليمن بات على شفا المجاعة.

وأوضح ماكغولدريك أن الاحتياجات الإنسانية في اليمن زاد بنحو 20% منذ بداية الأزمة، فيما ارتفعت 200% عمّا كانت عليه قبل الحرب.
المسؤول الأممي أضاف أن أربعة من مستوردي القمح الرئيسيين في اليمن، أبلغوا مليشيا الحوثي أنهم لن يستطيعوا استيراد القمح بداية من مطلع يناير المقبل، وقالوا إنهم عاجزين عن دفع الائتمانات المالية (تحويل فواتير الشراء إلى الخارج بالدولار الأمريكي)، بسبب نقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة لحكومة هادي في مدينة عدن (جنوب).
18 مليون يمني.
يضاف إلى ذلك احتمال توقف بعض التجار عن استيراد القمح، انضم 1.2 مليون من موظفي الجهاز الإداري للدولة إلى المهددين بالجوع، إثر توقف صرف رواتبهم؛ كأحد تداعيات سيطرة مليشيات تحالف الحوثي والمخلوع الانقلابية على البنك المركزي.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن 18 مليون يمني (من أصل 27 مليونا) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 10.3 مليون ذوي احتياج شديد، و7 ملايين لا يعرفون إن كانوا سيتناولون الوجبة المقبلة أم لا.
بين هؤلاء الضحايا، ووفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، فإن أطفال اليمن هم الشريحة الأكثر تضررا، فكل 10 دقائق يموت طفل يمني جراء سوء التغذية، مع ارتفاع عدد المهددين بسوء التغذية الحاد إلى أكثر من 460 ألف طفل، وانتشار التقزم وسط الأطفال، ولا سيما شمالي اليمن.
ووفق إحصائيات لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، اطلعت عليها الأناضول، فإن محافظة صعدة (معقل مليشيا الحوثيين- شمال)، هي الأكثر احتياجا، بواقع 76% من السكان، تليها شبوة (شرق) ومحافظتي عدن ولحج (جنوب) وتعز(جنوب غرب).
ولا تقتصر المعاناة على محافظات يمنية دون أخرى، فبحسب الأرقام الأممية، فأن جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة أو تلك التي يسيطر عليها مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية ترزخ تحت تهديد المجاعة الإنسانية.
يتناولون أوراق الشجر
ومنذ بدء الحرب، تعمل منظمات دولية وهيئات إغاثة خليجية على تقديم مساعدات إنسانية، ولا سيما مواد غذائية، للمتضررين، حيث تقول الأمم المتحدة إنها تقدم مساعدات غذائية لـ4 ملايين يمني.
وقال حسين السهيلي، المدير التنفيذي لـ”مؤسسة تمدين للتنمية المستدامة” (غير حكومية وتعمل في مجال الإغاثة): إن “الحرب خلقت مأساة منسية تتسع مساحتها يوميا، وتقديرات خطة الاحتياجات لا تزال بعيدة عن الدقة”.
وأضاف السهيلي، في حديث للأناضول، إن “محافظة الحديدة (غرب) منصفة في المستوى الرابع، أي الكارثي بالنسبة للأمن الغذائي، وتعز في المستوى الثالث (الطوارئ)، وهناك مؤشرات على مجاعة في مدن ومناطق يمنية جديدة لم تصل إليها المنظمات”.
وفي محافظة إب (وسط)، أفاد سكان محليون للأناضول بأن المجاعة تضرب مديرية “القفر”، حيث تنعدم مقومات الحياة، وإن هناك أشخاصا يبيتون دون تناول وجبة طعام، فيما شوهد آخرون يأكلون من صناديق القمامة، بينما يتناول غيرهم أوراق الشجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى