المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الجيش الأميركي يعزز حماية قواته في سورية

كشف مسؤولون أميركيون، أمس، أن الجيش الأميركي أجرى تعديلات طفيفة على أنشطته العسكرية في سورية لتعزيز حماية قواته، بعد الضربات الصاروخية التي استهدفت مطار الشعيرات التابع للنظام، فيما أفادت مذكرة ديبلوماسية أن ايفانكا ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هي من أقنعته بمعاقبة نظام بشار الأسد على المجزرة التي ارتكبها في خان شيخون بمحافظة ادلب باستخدام أسلحة كيماوية.

ورفض المسؤولون الأميركيون، الذين تحدثوا لوكالة «رويترز» مناقشة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة بعد الضربة، وأرجعوا ذلك لدواع أمنية، لكن أحد المسؤولين، الذي طلب عدم نشر اسمه، شدد على أن الضربة

الأميركية لم تتسبب في إبطاء الحملة ضد تنظيم «داعش».

في موازاة ذلك، ذكر السفير البريطاني في واشنطن كيم داروش، في برقية إخبارية أرسلها إلى رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي ووزير الخارجية بوريس جونسون، أنَّ إيفانكا كانت عاملاً مؤثراً في إطلاق الضربة الصاروخية، وفقاً لما قاله المطلعون على المذكرة.

وأفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، الصادرة أمس، استناداً إلى المذكرة، أن ترامب تعرَّض لـ«هزة حقيقية» بعدما شاهد صور أكثر من 80 قتيلاً إثر الهجوم بغاز السارين على خان شيخون.

وقالت المصادر التي اطلعت على البرقية، إنَّ «موقف الابنة الأولى تجاه هذه الجريمة الشنعاء كان له تأثيرٌ كبير داخل المكتب البيضاوي».

وكانت ايفانكا كتبت تغريدة عبَّرَت فيها عن انزعاجها من الهجوم الكيماوي، إذ قالت: «فُجِعَ قلبي وانتَابَني الغضب حين رأيت الصور المنشورة من سورية بعد الهجوم الكيماوي الوحشي».

وعقب الضربة الصاروخية فجر الجمعة الماضي، كتبت إيفانكا تغريدةً قالت فيها «تحتاج الأوقات التي نعيش فيها لاتخاذِ قرارتٍ صعبة، أنا فخورةٌ بأبي لأنه رفض قبول هذه الجرائم الوحشية ضد الإنسانية».

في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي يبدأ اليوم زيارة إلى موسكو تستمر يومين، إن الولايات المتحدة ستتصدى لأي شخص يرتكب جرائم ضد الإنسانية.

وأضاف تيلرسون، أثناء إحياء ذكرى مذبحة ارتكبها النازي في إيطاليا العام 1944، «سنكرس أنفسنا مجدداً لمحاسبة أي وكل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم».

وفي موسكو، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس، أن تيلرسون لن يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته موسكو اليوم وغداً، مشيراً إلى أنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف.

واعتبر أن الضربات الأميركية في سورية تؤكد عدم استعداد واشنطن للتعاون، وأن الدعوات المتكررة لرحيل الأسد لن تساعد في حل الأزمة، مضيفاً «ليس هناك بديل آخر لمحادثات السلام في جنيف وأستانة».

ونفى بيسكوف علم بلاده بمصدر بيان روسي – ايراني مشترك بشأن الهجوم الأميركي على سورية.

وقال «لا علم لدينا بان مركز القيادة الروسي الايراني المشترك اصدر بيانا تعليقا على الهجوم الصاروخي الاميركي ضد سوريا.. لا علم لنا بهذا البيان ولا استطيع التعليق عليه».

وكانت وسائل اعلام عربية وعالمية تداولت اول من امس بياناً صادراً عن ما يسمى بغرفة العمليات المشتركة التي تضم روسيا وايران والقوات الداعمة لدمشق، وابرزها «حزب الله» اللبناني، يتضمن تهديداً بالرد «بقوة» على أي «عدوان» على سورية بعد الضربة الاميركية على مطار الشعيرات.

وفي موقف لافت، اعتبر السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام أن الأسد يرتكب خطأ فادحاً إذا لم يشعر بالقلق مما قد يفعله الرئيس دونالد ترامب في أي يوم من الأيام.

وقال غراهام، متحدثاً عن «الغضب الأخلاقي» الذي يُثيره قتل الأطفال بصرف النظر عن الأسلحة المستخدمة، «هناك اختلاف قانوني وليس أخلاقياً (في ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية أو قنابل البراميل).. فالأم رضيعها ميّت في كلتا الحالتين. ولكن لدينا معاهدات موقعة في شتى أنحاء العالم تُفيد بأننا لن نسمح لأي أمة باستخدام أسلحة الدمار الشامل، وهذا ما تتمحور حوله معاهدة الأسلحة الكيماوية».

وأضاف السيناتور النافذ في تصريحاته التي نقلها موقع «سي ان ان» بالعربية «لكنني سأقول الآتي، إذا قتلت الأطفال بالقنابل التقليدية، يُثير ذلك غضباً أخلاقياً. وهذا ما أعتقد أن الأسد يُخبر ترامب به، عبر إقلاع الطائرات من قاعدة الشعيرات، (وكأنه يقول له) تباً لك. وأعتقد أنه يرتكب خطاً فادحاً، لأنك إن كنت عدواً للولايات المتحدة، ولا تشعر بالقلق مما قد يفعله ترامب في أي يوم من الأيام، فأنت مجنون».

في غضون ذلك، قال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن ترامب، اتصل أمس بقائد البارجتين العسكريتين اللتين نفذتا الضربات الصاروخية على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري.

وأوضح أن ترامب «اتصل بقائدي البارجة بورتر وروس، لتهنئتهما وشكرهما على الهجوم على سورية».

وعلى غرار ما أعلنته السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر أن إدارة ترامب قد تلجأ إلى العمل العسكري مجدداً في سورية، رغم أنها تريد حلاً سياسياً للأزمة.

وقال في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» الاخبارية، مساء أول من أمس، «نحن بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا… نحن بحاجة الى حل سياسي لهذه المشكلة المعقدة جداً».

وأوضح أن الإدارة الأميركية ستحاول في وقت متزامن تغيير نظام الأسد وتدمير تنظيم «داعش» في سورية، مضيفاً «يجب أن يكون هناك قدر من العمل المتزامن مع بعض التسلسل».

واعتبر أن الرسالة الشاملة هي أن ترامب رد على عدوان الأسد على المدنيين عندما فشل الرئيس السابق باراك أوباما في الوفاء بهذا الوعد في العام 2013، مشيراً إلى أنها «المرة الأولى التي ردت فيها الولايات المتحدة على فظائع نظام الاسد».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى