المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتةمقالات

الدحة .. تشهد لها معركة ذي قار

 

بقلم: احمد هاني القحص

” الدحة ” هي ” لعبة حرب ” كانت تُمارسها قبيلة عنزة قبل خوض المعارك، وتحديدا ظهرت في معركة ” ذي قار ” ضد الفرس، والتي انتصرت بها ” ربيعة ” في تلك المعركة، حيث بعث الفرس عيونهم لتقصي أخبار خصمهم، فشاهد الجواسيس مجموعة رجال يصدرون أصواتاً مخيفة أشبه بزئير الأسود، وحينما رجعوا لمعسكرهم، قالوا لقائدهم رأينا أسوداً جائعة تنتظر فرائسها لتنقضّ عليها.

ومن تلك الايام حافظت الأجيال المتعاقبة على هذا الفن، وباتوا يمارسونه في جميع إحتفالهم، تعبيرا عن فرحهم وسعادتهم، وهو مبعث للفخر والإعتزاز لكل من ينتمي لقبيلة عنزة، ويحق للجميع ممارسته في كل وقتٍ وحين.

أما اليوم، يأتي شخص لا يفقه بالتاريخ شيئا ويتحدث عن هذا الفن بإستهزاء وتهكم، ولكوني من هذه القبيلة العريقة فإني أرفض هذا الأمر جملة وتفصيلا، ولا اسمح لكائن من كان أن يُعيب تاريخاً مشرفا صنعه الأجداد بكل فخر واعتزاز، فالدحة هي بحد ذاتها تاريخ مشرّف ويرفع الرأس وهو ما جعل الأجيال المتعاقبة للحفاظ عليها.

واستغرب حقيقة من كل لا يقرأ تاريخ القبائل أن يتهجم عليهم، دون دراية أو فهم حقيقي لدور القبائل سابقا ولا حقا، لأن لكل قبيلةٍ لها موروث خاص تفتخر به، وتمارسه في جميع مناسباتها، وهو كما قلت سابقا تاج وسام وفخر على رؤوس ابناءها، ولا يوجد بها نقص او عيب.

فالتفقه بتاريخ القبائل مفروض على كل من يحاول الإنتقاص منهم، لانهم جزء لا يتجزأ من كيان الدول، وهم الرقم الصعب في جميع الأوطان، فلو لا توحيد القبائل لما قامت الدول، بل أصبحت اجزاءً متجزءه، ولكن الله انعم علينا بتوحيدها تحت مظلة الدولة، وباتوا درعا حصينا لها، ولا عزاء للمتهكمين عليها .. لانهم كالنخل الشامخ لا يضيرهم من يلقي الحجر عليهم .. والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى