المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الدفاع المدني السوري يحذر من “مجازر” إذا سقطت حلب في أيدي قوات النظام

حذر مسؤول الدفاع المدني في مناطق المعارضة السورية من أن الحياة اليومية في حلب ستتحول خلال شهر إلى جحيم تحت ضربات النظام السوري وحليفته روسيا، وسكان المدينة يكونون عرضة لـ “مجازر” في حال سقوطها في أيدي قوات النظام.
وتحدث رئيس “الخوذ البيضاء” رائد الصالح، لوكالة فرانس برس خلال جولة في نيويورك وواشنطن لاطلاع الأمم المتحدة والولايات المتحدة على مصير المتطوعين في “الدفاع المدني السوري”، المنظمة الإنسانية التي تشارك في عمليات الإنقاذ في الخطوط الأمامية بالمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب منذ تعرض سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 250 ألفاً المحاصرين لقصف متواصل بعد انهيار وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
وقال الصالح الذي كان رجل أعمال قبل الحرب “سيستغل المدنيون أول فرصة للفرار من المدينة. لكن دون أي ضمانات بالحصول على أدنى حماية أو امن . أننا قلقون جداً. يمكن لهؤلاء الأشخاص التعرض للقتل أو الخطف أو الاعتقال”.
ورأى أن القسم الشرقي من حلب المحاصر من قوات النظام يتعرض لهجوم منذ أيام، لن يصمد “لأكثر من شهر” بسبب التدمير الجاري لما تبقى من الخدمات العامة.
وقال الصالح: “لن يكون هناك مياه أو كهرباء أو وقود ولن تتمكن المستشفيات من مواصلة عملها. وإذا سقطت أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة بأيدي قوات النظام، ماذا سيحل بمتطوعي الخوذ البيضاء الـ 122 الذين ينقذون الأرواح يوميا؟”.
وقال: “أنهم يعيشون في الظروف نفسها كالمدنيين الآخرين. أني مقتنع بان النظام سيبذل كل ما في وسعه لقتلهم أو توقيفهم”.
وأكد انه أحصى 1700 غارة جوية شنها الطيران النظام السوري والروسي أوقعت نحو ألف قتيل وجريح” منذ أن أعلنت قوات الأسد في 19 سبتمبر “انتهاء” الهدنة التي فرضت بصعوبة بموجب اتفاق أميركي-روسي وقع في جنيف.
ودان الغربيون هذا الأسبوع بشدة القصف “الوحشي غير المقبول” على حلب واتهموا موسكو بأنها “مسؤولة عن جرائم حرب”.
ونقل مراسل لوكالة فرانس برس في شرق حلب قبل أيام عن مصدر طبي أن المستشفيات العاملة في المدينة “تعاني ضغطا هائلا جراء العدد الكبير من الجرحى والنقص الحاصل في أكياس الدم”.
وأوضح أن “أقسام العناية المشددة باتت ممتلئة بالمصابين ويجري كل مستشفى ثلاثين عملية جراحية في اليوم الواحد منذ بدء الغارات”.
واستهدفت الغارات السورية والروسية في نهاية الأسبوع الماضي مركزين تابعين للدفاع المدني في حلب، ولم يتبق لعناصر “الخوذ البيضاء” سوى سيارتي إسعاف، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس.

“فشل للإنسانية”
ولم يعد الصالح يتوقع الكثير من الأمم المتحدة أو أميركا التي تدعم مجموعات المعارضة، وقال “لم اعد اعتمد عليهم (…) لقد شاهدنا انسحاب الإدارة الأميركية من أزمات دولية ليس فقط في سوريا”.
وأضاف: “ترتكب دول عظمى عالمية جرائم حرب وتنتهك حقوق الإنسان دون أن نرى إرادة سياسية لتحاسب”. ولا يرى أيضا حاجة “لقرارات دولية أخرى” بعد الفشل الواضح للقرار 2254 الذي صوت عليه بالإجماع في مجلس الأمن في 18 ديسمبر ونص على خارطة طريق دبلوماسية وإطلاق عملية سياسية بين النظام والمعارضة في سوريا.
وقال الصالح: “نحتاج إلى ضمير يهز الإرادة السياسية لقادة العالم لوقف المجازر في سوريا وإحالة مجرمي الحرب على القضاء”.
ويعتبر رئيس (الخوذ البيضاء) أن “الفشل في إنهاء مأساة سوريا هو فشل للأسرة الدولية والبشرية عموماً” التي عجزت عن وضع حد لحرب أوقعت أكثر من 300 ألف قتيل خلال خمس سنوات ونصف وسببت أسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى