المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار مثبتة

الرياض لن تسمح لطهران باستباحة لبنان

لم تخرج جلسة مجلس الورزاء اللبناني المنعقدة أمس برئاسة الرئيس ميشال عون بحل ينهي مشكلة سلسلة الرتب والرواتب، التي أدخلت لبنان في إضرابات شاملة منذ ثلاثة أيام، على أن تستكمل الجلسات اليوم للعثور على حل. لذا دعت الهيئات النقابية الى الاستمرار في الاضراب العام.
المعضلة السياسية المتدحرجة ككرة ثلج، والتي عنوانها تحييد لبنان وابقاؤه ضمن سياسة النأي بالنفس عن الازمات والمحاور الاقليمية، مرجحة الى مزيد من التفاقم بعدما بات الانقسام الحكومي إزاء هذه المسألة يهدد وحدة الحكومة ويلقي بثقله على كل الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.
لعل هذه المعضلة هي ما استدعت عودة المملكة العربية السعودية بقوة الى المشهد السياسي اللبناني. وبدأت طلائع هذه العودة بخطوتين. أولاهما قرار المملكة تعيين سفير جديد لها في لبنان، اما الخطوة الثانية واللافتة في شكلها وتوقيتها فتمثلت بتوجيه دعوات الى قيادات الرابع عشر من آذار (سابقا) لزيارة المملكة. أوساط سياسية مطلعة وصفت لـ القبس الدعوات والزيارات في اطار لم شمل القوى السيادية، وإعادة تجميع لأقطاب من 14 اذار، وهي تهدف الى شد العصب السيادي لمنع جر لبنان الى المحور الإيراني والى «حضن الأسد»، لاسيما مع اقتراب استحقاق الانتخابات النيابية. وأضافت المصادر ان السعودية اذ تعيد وصل ما انقطع، فإنها تسعى الى إيجاد صيغة تعيد التوازن السياسي الى لبنان بعدما أثبتت الاحداث الأخيرة انه يميل لمصلحة المحور الإيراني من جهة، والى إزالة التوترات القائمة منذ فترة بين حلفاء الامس للصمود في وجه هذا المحور من جهة ثانية.

اللقاء المرتقب
اول الواصلين الى المملكة العربية السعودية كان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، إضافة الى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وقد التقيا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في جدة. كما سينتقل الى السعودية خلال الساعات المقبلة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد مشاركته في جلسة مجلس الوزراء يرافقه وزير الداخلية نهاد المشنوق، إضافة الى رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والوزير السابق اللواء أشرف ريفي، ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد. وبالرغم من تحفظ أوساط تيار المستقبل واللواء أشرف ريفي على إعطاء أي معلومات حول الزيارة، وما اذا كان تم توجيه دعوات لهم، فان اوساطا مطلعة اشارت لـ القبس الى امكان عقد لقاء موسع قد يعقد مع الملك السعودي.
وفي هذا الاطار قال فارس سعيد ان هذه اللقاءات مع القيادات السعودية تأتي في توقيت بالغ الأهمية بعد سيطرة حزب الله على لبنان، وسعيه الى تثبيته في دائرة النفوذ الإيراني، كما في إصراره على تطبيع العلاقات مع النظام السوري. ورد سعيد على ما يتم تداوله بأن هدف الدعوات هو إعادة احياء 14 اذار، مؤكداً أن جبهة 14 اذار لم تلد برغبة سعودية بل بإرادة لبنانية تكاملت مع رغبة سعودية ودولية. ولن تلد 14 اذار جديدة من الرياض او من جدة لأنها كانت مبادرة شعبية وطنية. واذا لم يبادر اللبنانيون للتصدي للمحور الإيراني في لبنان فلن نستطيع شيئا ولو ذهب نصف اللبنانيين الى الرياض.

استباقا للانتخابات
من جهته، شرح رئيس جهاز التواصل والإعلام في حزب القوات اللبنانية شارل جبور، في اتصال مع القبس، خلفيات وأبعاد الزيارة، فقال إن دعوة السعودية تتجاوز محطة الانتخابات النيابية على أهميتها. بل هي مناسبة مشتركة من اجل تبادل الأفكار والقراءات حول وضع المنطقة العربية، ومحاولة استشراف للمرحلة المقبلة، ومعرفة ما يحضر في عواصم القرار اكان في واشنطن ام في موسكو من مشاريع تتعلق بالمنطقة العربية. وأضاف جبور ان القيادة السعودية اكدت لجعجع خلال لقائها به ان اهتمامها بلبنان لا يقل شأنا عن اهتمامها بأي دولة عربية، مضيفا ان المملكة عندما شعرت ان هناك محاولة لاستغلال «الانكفاء السعودي» عن لبنان، بادرت الى تعيين سفير جديد لها والى إعادة التواصل مع شخصيات تتقاطع معها في البعد السيادي اللبناني والعربي.
ونوه جبور بأن السعودية أعطت إشارة واضحة في اللحظة التي يجر فيها لبنان الى التطبيع مع النظام السوري وعزله عن محيطه العربي، بأنه لا يمكن عزل لبنان وتحويله الى جزء رسمي من المنظومة الإيرانية، وبأنها لن تسمح بأن يصبح لبنان ساحة مستباحة لطهران.
وختم جبور بأن هناك أمورا ستظهر تباعا، مشيرا الى ان الاهتمام السعودي بلبنان سيبلغ أقصاه في المرحلة المقبلة، لاسيما في ظل دخول سوريا في مرحلة جديدة قد ترغب معها في نقل سخونتها الى لبنان، وهو ما لن تقبل به السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى