المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكة

“السفياني” يوضح لـ”سبق” معلومات فلكية حول “سبات الشمس” و”الدورة الشمسية”

كشف عن سبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات وذوبان الثلوج في “أنتاركتيكا” غير المسبوق

قال رئيس جمعية آفاق لعلوم الفضاء بالطائف، الدكتور شرف السفياني، لـ”سبق”: إن هناك سؤالاً يتردد هذه الأيام، مفاده: “هل الشمس فعلاً داخلة في مرحلة سبات؟ والجواب: “نعم، ويسميها العلماء (الحد الأدنى) SolarMinimum .

وتفصيلاً، أوضح “السفياني” أن العلماء توقعوا حدوثه بين عامَي 2018 و2020، وأن ما يحدث أمر طبيعي؛ فهناك دورة شمسية كل 11 عامًا، تمرُّ بها الشمس، تسمى “دورة نشاط الشمس””Sun’s Activity Cycle” ، ونحن الآن في نهاية الدورة الـ24، وبداية الـ 25 من النشاط الشمسي. ‫

وعن كيف عرف العلماء هذه الدورة الشمسية؟ قال الفلكي “السفياني”: يظهر على سطح الشمس ما يعرف بالبقع الشمسية Sunspot، وهي مؤشر على نشاط الشمس؛ فظهورها باستمرار، وكثرة أعدادها، وكِبَر أحجامها، تكون مؤشرًا قويًّا على نشاط الشمس، والعكس صحيح.

‫وبيَّن أن النتائج المترتبة على وجود “الحد الأدنى من الطاقة الشمسية” بالإمكان تلخيص أبرزها فيما يأتي:

تطور ثقوب تاجية أو إكليلية “Coronal Hole” طويلة العمر على سطح الشمس، مع أهمية عدم الخلط بينها وبين البقع الشمسية. ولفهم هذه الثقوب فنحن نعلم أن للشمس ما يسمى بالهالة الشمسية، وهي الغلاف الجوي الخارجي للشمس، وتمتد من “السطح” الشمسي إلى الفضاء، وهي منطقة يصعب مراقبتها، ولا تُرى إلا خلال كسوف الشمس، أو باستخدام معدات خاصة.

وقال رئيس جمعية آفاق لعلوم الفضاء: إن الثقب الإكليلي هو منطقة كبيرة في الهالة، أقل كثافة وأكثر برودة من محيطها، وأكثر قتامة. وقد تظهر هذه الثقوب في أي وقت من الدورة الشمسية، ولكنها أكثر شيوعًا خلال مرحلة انخفاض الدورة “الحد الأدنى”، وتستمر أشهرًا عدة أحيانًا. وتظهر هذه الثقوب عندما يكون المجال المغناطيسي للشمس مفتوحًا على الفضاء؛ إذ يسمح التكوين المفتوح للمجال المغناطيسي في الثقوب الإكليلية للجسيمات بالهروب من الشمس نحو الفضاء. وقد وُجد أن هذه الثقوب هي مصادر لتدفقات الرياح الشمسية عالية السرعة. وعندما تضرب الجسيمات من هذه التيارات الأرض قد تسبب العواصف المغناطيسية الأرضية، وظهور الشفق القطبي “Aurora”، وتعطُّل أنظمة الاتصالات والملاحة، وبعض الأقمار الصناعية.

وأوضح النتائج المترتبة على وجود “الحد الأدني من الطاقة الشمسية” بقوله: خلال الحد الأدنى من الطاقة الشمسية تنحسر آلية التدفئة الطبيعية؛ فيبرد الغلاف الجوي العلوي للأرض. كذلك تحدث زيادة في كمية الأشعة الكونية ‏Cosmicrays المجرية الخطيرة التي تصل إلى الغلاف الجوي العلوي للأرض.

وعرّف الفلكي “السفياني” الأشعة الكونية “‏Cosmicrays” بأنها جزيئات عالية الطاقة، تتسارع نحو النظام الشمسي من خلال انفجار المستعرات “السوبر نوفا” البعيدة، وغيرها من الأحداث العنيفة في المجرة. وقال: عندما تكون الشمس في مرحلة “الحد الأدنى” من الطاقة يضعف المجال المغناطيسي للشمس الذي كان يوفر حماية كبيرة ضد الأشعة الكونية؛ وهو ما يسمح بوصول كميات عالية منها إلى طبقات الجو العليا للأرض؛ ما يسبب تهديدًا وخطرًا على رواد الفضاء الذين يعيشون في محطة الفضاء الدولية، أو أي رحلات مأهولة، أو حتى على الطيارين.

وعما إذا كان هناك علاقة بين الحد الأدنى من الطاقة الشمسية الحاصل حاليًا والتغيُّر في المناخ على الأرض؟ قال: الحقيقة التي لا أحد ينكرها أن الشمس هي مصدر الطاقة على الأرض. وبلا شك إن تأثر نشاطها سوف يؤثر سلبًا على الأرض، لكن هذا التأثير لن يكون سريعًا، بل يحتاج إلى أزمنة طويلة؛ لذا ينبغي عدم التهويل والمبالغة التي قد تخوف الناس بعواقب وخيمة.

وفي سؤال: هل من الممكن أن تدخل الأرض في عصر جليدي مصغر؟ قال: لقد اطلعت على بعض الدراسات التي تتوقع هذا السيناريو. وفي المقابل هناك علماء كثيرون لا يرون له حقيقة. وفي الواقع لقد مرت الشمس بدورات شمسية سابقة، كانت سلسة وسريعة، ولم تكن في حجم هذه الدورة التي طال فيها اختفاء البقع الشمسية، لكن ربط عصر جليدي بدورة الشمس الحالية ليس عليه دليل علمي ثابت حتى الآن، وعلينا الانتظار حتى نهاية 2020؛ إذ ستتضح أمور كثيرة لعلماء الفلك.

وعن سر التغيرات الحاصلة في المناخ على سطح الأرض بيّن الفلكي “السفياني” أن هناك بالفعل تغيرات في المناخ واضحة وجلية، ولا أحد ينكرها، والتقارير تشير إلى ارتفاع في درجات الحرارة للمحيطات؛ إذ إن معدل الاحترار المحيطي قد تسارع من عام 1987 إلى 2019 بنحو 4 أضعاف معدل الاحترار من 1955 إلى 1986. كما أن درجة حرارة المحيطات العام الماضي كانت أعلى بمقدار 0.075 درجة مئوية من المتوسط الذي تم تسجيله خلال الفترة من 1981 إلى 2019، وذوبان الثلوج في القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” غير مسبوق، مع زيادة في معدلات الأعاصير المدارية، وظهور تطرف مناخي ملحوظ في مناطق مختلفة من العالم، وهذه كلها مؤشرات على وجود تغير في المناخ على الأرض، وأصابع الاتهام كلها تشير إلى “الاحتباس الحراري” وكثرة الانبعاثات للغازات الدفينة الناتجة من أعمال البشر. لافتًا إلى أن ملخص الاحتباس الحراري يقصد به ارتفاع درجة حرارة الأرض كلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى