المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار الكويت

السلامين لـ «الأنباء»: فحص المنتجات المعدلة وراثياً ووضع ملصقات عليها لترك الحرية للمستهلك باختيار غذائه

  • البطاطا وفول الصويا ومختلف المحاصيل الزراعية تحور وراثياً وبعض عمليات التحوير تهدف إلى تحسين النوعية وكفاءة الإنتاج
  • إذا زادت المادة المعدلة على 1% من نسبة التركيبة الجينية للمنتج يصبح غير مرغوب وهذا ما نحذر من وجوده في الأسواق

دارين العلي

حذر معهد الكويت للأبحاث العلمية من رصده سلعا غذائية تحتوي على التحوير الوراثي في السوق المحلي، مطالبا بسن تشريعات وقوانين صارمة على تصريح دخول الأغذية المحورة وراثيا الى البلاد ووضع ملصقات تشير إلى احتواء السلعة الغذائية على التحوير الوراثي من عدمه، وذلك حفاظا على حرية المستهلك في اختيار غذائه.

وأوصى المعهد بعد صدور نتائج مشروع فحص التحوير الوراثي في الأغذية المستوردة في الكويت الذي نفذه برنامج التكنولوجيا الحيوية في المعهد بضرورة عمل نظام منهجي للمسح لفحص الأغذية المحورة وراثيا، وإنشاء مختبرات للكشف عن الأغذية المعدلة وراثيا في الكويت.

ما التحوير الوراثي وما المنتجات المعدلة وراثيا ومدى ضررها على الإنسان والبيئة وسبل تجنبها؟ أسئلة توجهت بها «الأنباء» الى مديرة برنامج التكنولوجيا الحيوية في المعهد د.فضيلة السلامين، التي كانت قد بينت أن نتائج المشروع قد أظهرت احتواء عدد من السلع الغذائية الطازجة والمصنعة المبيعة في الكويت على التحوير الوراثي.

ضارة.. غير ضارة

وأكدت السلامين لـ «الأنباء» ان هناك نقاشا كبيرا بين العلماء والمعنيين حول وجود ضرر في التعديل الوراثي من عدمه، لافتة الى ان ذلك يعتمد على طريقة التعديل الوراثي ونجاح عملية نقل الجين المرغوب وكذلك يعتمد على الهدف من نقل الجين ونوع الجين المنقول، بالتالي قد تؤدي عملية التعديل الى إنتاج ما هو مضر للبيئة او للإنسان.

وأكدت أنه حتى اليوم لا يوجد منشور عملي يقول ان هذه الأغذية الناتجة من التحوير الوراثي مضرة إذا كانت قد حورت بطريق صحيحة وبجينات مفيدة.

نسبة محددة

وأوضحت ان هناك حدودا لكمية المادة المعدلة في المنتج المعدل وراثيا، حيث انه اتفق عالميا ان تواجد المادة المعدلة (عدد ترددات الجين المضاف) ألا تزيد على 0.9 إلى 1% من التركيبة الجينية وبالتالي فإن ما زاد على هذا يعتبر غير مرغوب فيه وهذا يكون عن طريق فحص هذه المنتجات وهذا ما قام به مختبرات معهد الكويت للأبحاث العلمية، حيث ان الأغذية المعدلة التي تتعدى هذه النسبة لا بد ألا تدخل إلى البلاد وإلى الأسواق، مؤكدة ان هناك بعض التحويرات الجينية المقصود فيها نوايا أخرى مثل ما يحدث في تحويرات البكتيريا والفيروسات التي تستخدم كأسلحة بيولوجية او إنتاج مواد قد يكون لها تأثير على البيئة.

الاحتكام للأخلاق ووضع ملصقات

وأكدت عدم وجود وسيلة لتجنب ومقاومة هذا الأمر لأن الأخلاق هي التي تحكم الشخص الذي يقوم بالتعديل وإنتاج ما هو ضار للبيئة والإنسان.

وشددت على ضرورة فحص المنتجات المعدلة وراثيا وأن يتم وضع ملصق يدل على وجود او خلو المنتج من التعديل الوراثي مما يعطي حرية المستهلك بأخذها أو رفضها حتى ولو كانت غير ضارة.

ماهية التحوير الوراثي

وأوضحت السلامين ان المادة المحورة وراثيا هي المادة الناتجة من كائن (حيوان او نبات او بكتيريا) قد تم تحويره وراثيا عن طريق تعديل تركيبته الجينية وذلك بإدخال ونقل جين معين مرغوب فيه من كائن آخر خارجي الو الحمض النووي للكائن المراد تحويره وبالتالي فإن الأغذية المحورة وراثيا هي الأطعمة التي تم إنتاجها من الكائنات المعدلة وراثيا كالنباتات والمحاصيل الزراعية والتي أدخلت بعض التغيرات عليها كإدخال جين يحمل صفات وراثية جديدة مرغوب فيها إلى حمضها النووي باستخدام تقنية الهندسة الوراثية وذلك لتحسين صفاتها.

المنتجات المحورة وفوائد التحوير

أما المواد الغذائية التي ظهر فيها أنها محورة فلفتت الى انها في المنتجات الزراعية كالبطاطا وفول الصويا، مشيرة الى ان ان التحوير الوراثي يعمل على تحسين نوعية الأغذية وإيجاد أصناف ونباتات تساهم في زيادة كفاءة المحاصيل والتغلب على بعض مشكلات الزراعة التقليدية كالجفاف والملوحة مثل تطوير جذور محسنة كالبطاطا وفول الصويا، كما تنتج نباتات مقاومة للأمراض وتأخير التلف ورفع قيمتها الغذائية وكمية إنتاجها.

وأوضحت ان العلماء تمكنوا من إدخال جينات ذات صفات تعطي النبات القدرة على مقاومة الحشرات مما يقلل من الحاجة الى استخدام المبيدات الحشرية وأخرى مقاومة للأعشاب، كما انه يتم عبر هذه التقنية تحسين اللون والطعم والقوام والقيمة الغذائية.

مشروع المعهد

وكان المعهد قد أصدر بيانا أوضحت فيه السلامين ان المشروع الذي نفذه برنامجها يركز بشكل أساسي على تطوير طرق تقنية لفحص وكشف التحوير الوراثي في الأغذية المستوردة، حيث تم تحليل العينات الغذائية في هذا المشروع على المستوى الجزيئي للكشف عن التحوير الوراثي فيها وذلك باستخدام طرق مختلفة لعزل الحمض النووي الـ DNA، فقد تم بنجاح مسح جميع العينات التي جمعت من أسواق مختلفة في الكويت للكشف عن التحوير الوراثي وتحديد كمية هذا التحوير باستخدام تقنية تفاعل البلمرة المتسلسل الزمني.

ولفتت الى انه بالإضافة إلى تحليل الأغذية المحورة وراثيا في مختبرات المعهد، فلقد تلقى طاقم المشروع تدريبا متقدما في مجال الكشف عن التحوير الوراثي في العينات الغذائية، ولقد تم إنشاء تعاون بحثي مع جهات بحثية معروفة في مجال فحص الأغذية المحورة وراثيا في كل من ألمانيا وبلجيكا، وعلى الرغم من أن المحاصيل المحورة وراثيا يتم زرعها على نطاق واسع الآن، إلا ان اول منتج مشتق منها طرح في الأسواق لأول مرة عام 1994، كما ان من أهم المحاصيل المحورة وراثيا وأكثرها نجاحا، والتي يتم إنتاجها تجاريا في الوقت الحالي، تحتوي على جينات لتحمل مبيدات الأعشاب او تقاوم الحشرات، لذا فإن مقاومة الفيروسات تعتبر ايضا صفة ناجحة يمكن إدخالها باستخدام الهندسة الوراثية.

ولفتت د.السلامين الى أن معهد الكويت للأبحاث العلمية يمثل نقطة الاتصال الكويتية في منصة الأغذية المحورة وراثيا لدى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو FAO)، حيث يوجد في المعهد أياد كويتية متخصصة في دراسة وفحص هذا النوع من الأغذية، والتي تدربت في مختبرات عالمية متخصصة في فحص الأغذية المحورة وراثيا، كما نجح المعهد في عمل رابط إلى منصة الأغذية المحورة وراثيا لدى منظمة الأغذية والزراعة على موقع المعهد على الإنترنت.

ومن الجدير بالذكر فإن تقنية الهندسة الوراثية تعتبر ثورة في مجال الزراعة المتطورة في الوقت الحالي، وطبقا للاتجاهات الحديثة فالكثير من الدول تتبنى المحاصيل المحورة وراثيا نظرا للمزايا التي توفرها هذه المحاصيل للمزارعين والمستهلكين، لهذا فإن أهمية الأغذية المحورة وراثيا بدأت تتزايد وتسود السوق العالمي بشكل كبير، ومع ذلك يعتبر وجود الأغذية المحورة وراثيا في الكويت غامضا، حيث تستورد الكويت معظم الأغذية والأعلاف من دول مشهورة بإنتاج هذا النوع من الأغذية دون احتوائها على ملصقات تشير إلى وجود التعديل الوراثي من عدمه.

د.فضيلة السلامين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى