المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

الافتراضي

الشارخ: الخليجيون ليسوا أهل إرهاب.. وخروج بريطانيا من «الأوروبي» لن يؤثر على علاقات الكويت مع دول الاتحاد

 قال مدير العام لمعهد سعود الناصر الديبلوماسي عبدالعزيز الشارخ: ان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان بمنزلة الزلزال السياسي على القارة الأوروبية، لافتا الى أن هذا لن يؤثر على علاقاتنا مع كلا الطرفين مع وجود قرب بريطاني أكبر بالنسبة لنا.

وأضاف الشارخ في تصريح صحافي على هامش الندوة التي أقامها المعهد حول آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على السياسة الخارجية للاتحاد صباح أمس في مقر المعهد الديبلوماسي أن استضافة المعهد لرئيس وزراء ايطاليا السابق د.انريكو ليتا الذي يعمل حاليا عميدا لكلية باريس للشؤون الدولية والمتخصص جدا في القانون الأوروبي تحديدا مما أتاح له الاجابة عن توجساتنا جراء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي وتأثيرها على السياسة الخارجية للاتحاد.

ونفى الشارخ أن يكون هناك تأثير مباشر للعلاقات الكويتية ـ الأوروبية جراء هذا الخروج كونها علاقة راسخة ومستقرة ومبينة على أسس سليمة ومشتركة وكذلك مع بريطانيا مشيرا الى ان بريطانيا عبر التاريخ كانت هي الأقرب لنا كدول خليج ولذلك نحن نعمل حاليا على تطوير علاقتنا مع الدول الكبرى في الاتحاد.

وعن مدى تأثير الخروج البريطاني من الاتحاد على اعفاء الكويتيين من التأشيرة البريطانية والشنغن، قال الشارخ كما تعلمون انه بالنسبة لبريطانيا فاننا نعمل لكي نعيد ما كان سابقا وهو الاغفاء الكامل لجميع الكويتيين من التأشيرة البريطانية والذي استمر لسنوات عديدة في السابق والذي تغير بعد التطورات الأخيرة التي حصلت في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، لكننا ما زلنا نحاول للعودة كما كنا سابقا، ومبدئيا تم اعفاء حملة الجوازات الخاصة والديبلوماسيين من تأشيرة الدخول الى بريطانيا، ونأمل ان نستطيع اقناع أصدقائنا البريطانيين بالغاء التأشيرة عن جميع مواطنينا.

أما بالنسبة لتأشيرة الشنغن فإن موقفهم مع الأسف يتطور مع مشكلة تنامي الإرهاب الدولي، فكلما تعقدت مشكلة الإرهاب زادت التعقديات بالنسبة لاعفاء مواطني الخليج من التأشيرات، ومع ذلك فهناك وعود لكثير من الدول الأوروبية لدعم التوجه الكويتي نحو اعفاء مواطنينا من «الشنغن» باعتبار أن التواصل وتطور التعاون الاقتصادي قائم بيننا وبين الاتحاد الأوروبي، من ناحية أخرى فإن أهل الخليج ليسوا أهل إرهاب بل هم يشتركون مع الأوروبيين في انهم ضحايا للإرهاب العالمي.

وعن موعد تخرج الدفعة الجديدة لطلبة الديبلوماسيين من المعهد وعددهم قال الشارخ: اننا الآن في الدورة الخامسة للديبلوماسيين المتدربين والذين يبلغ عددهم 24 متدربا ومتدربة وهم 18 ديبلوماسيا و6 ديبلوماسيات وجميعهم يمثلون عناصر واعدة نراهن عليهم جميعا لكي يقوموا بعمل ديبلوماسي متميز، ونتوقع ان يكون تخرجهم خلال النصف الأول من يناير المقبل.

وكشف الشارخ عن اقامة المعهد محاضر أخرى يوم الأحد المقبل يلقيها البروفيسور دوغلاس الميندوف الخبير الاقتصادي الذي يعمل عميدا لكلية جون ف كينيدي للادارة الحكومية في جامعة هارفرت بعنوان: التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي والتأثيرات المتوقعة للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة عليه.

عمل مكثف

من جانبه، قال رئيس وزراء ايطاليا السابق وعميد كلية باريس للشؤون الدولية في جامعة سابس بو د.انريكو ليتا: سيكون لدينا خلال السنتين المقبلتين في الاتحاد الأوروبي تركيز مكثف على قضية خروج بريطانيا من الاتحاد ولذلك سنعمل على عدم التركيز فقط على هذه المشكلة بل على تقوية علاقاتنا الخارجية وبالذات مع منطقة الخليج. وأضاف: علينا أن نتأكد من أن الانفصال البريطاني لن يؤثر على الأمن في داخل الاتحاد الأوروبي والتعاون الأمني فيما بيننا أيضا، ولذلك نحن سنناقش موضوع الانفصال مع بريطانيا مع ابقاء التعاون الأمني الداخلي والخارجي لان علاقتنا وثيقة مع بريطانيا في المجالين الأمن والعسكري.

وأشار ليتا الى أن زيارته هذه الى الكويت هي الثانية له، حيث زارها أول مرة عندما كان رئيس وزراء ايطاليا، موضحا انهم في حالة صدمة غير متوقعة جراء قرار الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي، لافتا الى أن الاتحاد لم يصادف خروج أي دولة بالسابق وأيضا أسباب الانفصال حيث ليس لدينا نص قانوني يحدد طريقة التعامل مع الدول المنفصلة، مشيرا الى أن المادة 50 من معاهدة لشبونة هي الطريق الوحيد للتفاوض مع بريطانيا حول الانفصال.

وتابع أن صربيا ستنضم قريبا للاتحاد الأوروبي داعيا الديبلوماسيين الكويتيين الى الصبر عند التعامل مع الاتحاد الأوروبي وقضاياه.

وأكد أن بريطانيا لم تبدأ اجراءات الخروج بعد حيث ستنطلق في مارس 2017 على أن تنتهي في مارس 2019 قبل موعد انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجرى في يونيو2019 مشيرا الى أن بريطانيا حتى ذلك التاريخ ستبقى عضوا في الاتحاد بسبب طول الاجراءات القانونية للخروج منه.

وحول تخوفه من أن تكون الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة شبيهة بالانتخابات الأميركية الحالية، قال ليتا: نحن متخوفون من تنامي التيار اليميني الذي لا يقبل المهاجرين حيث ان أوروبا الآن تعاني من تحديات كثيرة مثل الإرهاب والبطالة والهجرة غير الشرعية، داعيا الاتحاد الأوروبي الى أن يعالج هذه المشاكل لأنه في عدم حل المشكلات فان اليمينيين سيزداد عددهم حيث ان القاعدة تقول انه في حال كثرة المشاكل يتصاعد التيار اليميني، وهذا ما نتخوف من تحقيقه في الولايات المتحدة في حال ما وصل المرشح ترامب الى الحكم.

وبشأن وقف المباحثات حول ملفات الغاء تأشيرة الشنغن لبعض الدول ومنها الكويت، قال ليتا: ان هناك في أوروبا تخوفا كبيرا من قضايا الهجرة، وهذا برأيي ما أدى الى اتخاذ الاتحاد سياسة الأبواب المقفلة حاليا، وأعتقد أنه خطأ كبير من القادة الأوروبيين بأن يتعاملوا مع ملفي الهجرة ونمو اليمينيين عبر اغلاق الأبواب حيث انني أرى أن الهجرة أمر أساسي وضروري للاتحاد الأوروبي وذلك لاستقطاب رؤوس الأموال والتجار للاستثمار في دول الاتحاد.

وحول اطلاعه على التجربة البرلمانية الكويتية، ورأيه فيها بعد انطلاق عملية التسجيل أمس قال ليتا: ان الديموقراطية في الكويت نشطة وفعالة فأنا أتابعها باهتمام كبير، وأنا أؤمن بضرورة أن تكون الديموقراطية بهذا الشكل حيث انني أرى أن الكويت يمكنها أن تكون قائدا وموجها للمنطقة متمنيا ان يعمل البرلمان الكويتي الذي سينتخب في نهاية شهر نوفمبر المقبل على تقوية العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وعن فرص دخول تركيا الى الاتحاد الأوروبي بعد انفصال بريطانيا قال: خروج بريطانيا سيعطي فرصة كبيرة لتكون تركيا ضمن الدائرة الثانية التي ستضم الدول الأوروبية مع بريطانيا والنرويج وسويسرا والدنمارك في التعاون في الكثير من القضايا الاقتصادية والتجارية والأمنية وحتى السياسية لذلك فان الانفصال البريطاني سيشكل فرصة جيدة لتركيا.

وأوضح أن خروج بريطانيا سيعطي الفرصة للاتحاد الأوروبي للبحث عن توازنات كبيرة خصوصا في المسالة التجارية والسياسية لافتا الى أن وجود بريطانيا في الاتحاد لعقود طويلة احدث توازنا في معالجة قضايا عديدة وأهمها التعامل مع ملف أوكرانيا وروسيا داعيا الدول الأوروبية أن تطور علاقاتها مع روسيا لما يخدم مصالح الطرفين.

وذكر أن سنتين من التفاوض لخروج بريطانيا ليست كافية لكن لظروف الانتخابات أوجب الانتهاء من التفاوض حول الخروج قبل يونيو 2019 لافتا الى أن التعاون الأوروبي البريطاني في المجال التجاري قوي جدا خصوصا في مجال السوق المشتركة.

وأوضح أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح بان يحرم مواطنوه من مزايا في حرية التنقل واقامة مؤسسات مالية وتجارية في بريطانيا ناهيك عن المواضيع الثقافية التي تشترك فيها بريطانيا مع دول الاتحاد وهذا ما سيؤدي الى العمل لايجاد اتفاق عادل مع بريطانيا لأنه من غير الممكن فصل الأمور المالية عن الأمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى