مقالات

الشماتة المجتمعية

✍️ بقلم: عزيزة الغامدي

قال تعالى
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)
تُعدّ الشماتة المجتمعية من أخطر الظواهر الأخلاقية التي تُضعف تماسك المجتمع، وتكشف عن خللٍ في منظومة القيم التي دعا إليها الإسلام. فالشماتة ليست مجرد ردّة فعل على خطأ أو سقوط، بل هي انحراف قلبي يُخالف “لا تُظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك.”

في واقعنا المعاصر، أخذت الشماتة أشكالًا جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فأصبح البعض يفرح بسقوط غيره، ويُعيد نشر عثراته، وكأن الألم مادة للترفيه. غير أن الإسلام علّمنا أن الستر والإصلاح من صفات المؤمنين، وأن الفرح بمصيبة الآخرين من علامات القسوة والغرور.

إن المجتمع المسلم الحق هو من يواسي لا من يشمت، ويُصلح لا من يُشهّر. فالسقوط تجربة إنسانية لا تُقلّل من قيمة الإنسان، بل تذكّره بضعفه وحاجته إلى رحمة الله. أما الشماتة فهي ضعف في الإيمان وفساد في القلب.

وفي زمن تتسابق فيه الأصوات للتعليق والسخرية، يبقى صوت الإحسان هو الأسمى. فالمؤمن الحقيقي لا يفرح بالزلّة، بل يدعو لصاحبها بالهداية والعافية، لأن العافية نعمة لا يُشمت بها أحد.

> إن مقاومة الشماتة ليست واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل عبادة تُعيد للقلوب طهرها، وللمجتمع توازنه، وللإنسان إنسانيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

Notice: ob_end_flush(): Failed to send buffer of zlib output compression (0) in /home/shula/public_html/wp-includes/functions.php on line 5471