المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

مقالات

المتشدقون بالمرحلة الملكية

للكاتبة:ساره الزايدي

‎المرحلة الملكية هي كما تم تعريفها المرحلة التي يمتلك فيها الإنسان حياته، مرحلة تتسع فيها المدارك وتبعد فيها النظرة ويتسع فيها الصدر، مرحلة تتشكل بعد جملة من الخبرات وسلسلة من التجارب وكم من المواقف يتعامل صاحبها معها بعقل واعٍ وفكر يقظ.

ونرى في الآونة الأخيرة الكثير ممن يتشدق بالحديث عن المرحلة الملكية وكيف أنه أصبح الآن يتربع على عرشها
وأنه ملك لهذه المرحلة وصل إليها وامتلكها بعد عدد من التجارب ،ولكن واقعه يكشف غير ذلك،وعند أقرب موقف أو مشكلة يقع فيها أو احتكاك بشخص آخر تلمس هشاشة شخصيته وضعف إرادته وعدم قدرته على إدارة الموقف بل يتعدى ذلك كله بالهروب وعدم القدرة على المواجهه.
المرحلة الملكية لاتتسع للكثيرين الذين يفتقدون حُسن الظن والنوايا السليمة وحب الخير للآخرين،هي عالية لايصل إليها المنافقين وأصحاب القيل والقال ،مرحلة تحتاج لشخص صبور مؤمن قوي ،يعرف متى يكون متواجد ومتى ينسحب ،يعرف جيداً أن المواقف في حياتنا لاتتشابه وليس كل فعل يستحق ردة فعل .
هذي المرحلة هي أكثر هدوء وأكثر اتزان لايشغلك حياة قريب أو بعد صديق هي كفايه واكتفاء بل هي أعمق بكثير
قد تصل إليها في بعض أمور حياتك وتفقدها في بعض،
حديثك عنها وتعدد اقتباساتك عن كل مايجول حولها لايوصلك إليها بل يجعلك تناقض نفسك القول يعاكس الفعل.
فكم من فتاة تتحدث دائماً بأنها لاتهتم إلا لأمرها ومشغولة بحياتها والواقع يشير لغير ذلك فهي(كونان) في مايخص أحوال قريباتها وأكثر تتبعاً في مايحدث لصديقاتها وتعرف عنهم أكثر ماتعرفه هي عن نفسها .
نحن بشر نخطئ ونصيب لا ترهق نفسك في السعي وراء الكمال وتلبُس المثالية الزائدة ،ولاتنغمس في أخطائك حتى تفوح رائحتك ،بل سدد وقارب لتلحق بالمرحلة التى تغنى بها الكُتاب والمهتمون بتطوير الذات وتهذيبها، أصدق في فعلك قبل قولك واقبل على الحياة تقبل عليك .
وفي الختام أضع بين أيديكم اقتباسات للدكتور خالد المنيف في رائعته المنشورة ( المرحلة الملكية)
في (المرحلة الملكية) ستدرك أنك المسؤول تماماً عن صحتك وعن كل شؤون حياتك، وستعرف حينها أنه لن يحمل أحد عنك هماً ولن يقاسمك شخص سهراً ولن يتبرع أحد بأخذ المرض عنك! لذا لن تكون حلقة أضعف بين شريك الحياة والولد، في (المرحلة الملكية) لن تعمل بنظام الشمعة المحترقة ولن تجعل نفسك شخصاً من الدرجة الثانية، بل ستعتني بنفسك وتدللها وتقدمها دون أنانية أو هضم حقوق من حولك.
في (المرحلة الملكية) لن تعطي توافه الأمور أكثر من قدرها؛ لن يزعجك صوت طفل ولن يقض مضجعك سكب العصير على السجاد، ولن يكدر مزاجك زحام الشوارع، ولن تحرق أعصابك كلمة نابية من سقيم، ستعرف حينها أن كل الأمور توافه ولا شيء يستحق الاهتمام سوى طاعة الله!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى