المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

أخبار المملكةأخبار مثبتة

الشيخ بن حميد في خطبة الجمعة : الثبات عند المتغيرات يكون بتحقيق الإيمان والعبودية التامة لله وحده

أوصى معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المصلين في مطلع خطبة الجمعة بالحمد والثناء لله سبحانه وتعالى ثم بتقوى الله وحسن الخلق ثم قال : ما سمي القلب إلا لتقلبه ، وتردده ، حسب الظروف والمؤثرات ، تتجاذبه عوامل الخير وعوامل الشر ، بين لَمَّة الَملَك ، وَلَمَّة الشيطان ، بين تثبيت الملائكة ، واجتيال الشياطين .مستشهداً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم  :” يا مقلبَ القلوب ثبت قلبي على دينك ، قالوا : أو تخاف يا رسول الله ؟ قال : وما يؤمِّنُني ؟ والقلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء “.

مضيفاً معاليه : أنّ من القلوب ما هو معمور بالصلاح والتقوى ، والسلامة من الأرجاس والمحاسبة وغير ذلك من أعمال القلوب ، تنكشف له بنور البصيرة مسالكُ الخير فيسلكها . ومن القلوب ما هو مخذول مملوء بالهوى ، مفتوح نحو مسالك الضلال – عياذاً بالله – تجتاله الشياطين . وقلب ثالث فيه بواعث الإيمان ، وخواطر الهوى ، فيميل إلى نصح العقل تارة ، ويحمل عليه الشيطان تارة ، في صراع مع نفس أمارة ، ونفس لوامة . ولئن كان القلب محلَّ التقلب فهو محل الثبات ، ولهذا كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول : ” يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك “.

وينوّه معاليه بأنّ الثبات لا يكون على وجهه إلا حينما يرى العبد شحا مطاعا ، وهوى متبعاً ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه .

ويهيب بن حميد : قال أهل العلم إن من علامات التوفيق والثبات أن العبد كلما زاد علمه زاد تواضعه ، وازدادت بالناس رحمته ، وإذا زاد عمله زاد خوفه وحذره ، وإذا امتد به العمر قل عنده الحرصُ ، والتعلقُ بأهل الدنيا ، وتتبعُ أخبارهم ، وإذا زاد ماله زاد سخاؤه وكرمه وإنفاقه.  

ويذكر معالي الشيخ صالح بن حميد : الوسائل والأسباب التي تعين على الثبات في مواقف الفتن والمتغيرات . من ذلك : تحقيق الإيمان والتوحيد ، قولاً ، وعملاً ، واعتقاداً ، وتحقيق العبودية التامة لله وحده ، ومعرفة الله حق المعرفة , لزوم الطاعات والعمل الصالح والاستقامةِ على الخير حسب الطاقة والاستطاعة ، ولزومِ الجادة ، وحب الخير ، وبذله للناس ، واحتساب الأجر والخير عند الله , التزام العلماء والرجوع إليهم , كما قال الحسن البصري رحمه الله : ” الدنيا كلها ظلمة إلا مجالسَ العلماء ” , ومصاحبة الصالحين والأخيار , و الدعاء والتضرع والانطراح بين يدي الله الرب الرحيم مقلب القلوب , والتذكر أن العاقبة للتقوى ، وأن وعد الله حق , و الرضا عن الله وهو قرين حسن الظن بالله.

واختتم معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد خطبته قائلاً : العمل مع الأمل يقتضي السعي بهمة في يقين وثبات ، والفرج قريب ، والعوض كثير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى